الإثنين 6 مايو 2024

إعدام بصدر رحب

مقالات22-12-2022 | 22:37

كثيراً ما نسمع عن زواج القاصرات سواء في البرامج التلفزيونية، أو الصحف، أو المسلسلات والأفلام، بل وتُعقد لها الندوات، مظهرين العداء الشديد لتلك الفكرة، من منطلق أنها قتل للأنثى، وكيف لطفلة مثلها أن تنشئ بيتاً وتُكوّن أسرة، وتُربّي أطفالاً وهي في الأساس طفلة، وصدّرت البرامج التليفزيونية والمسلسلات والأفلام الوعي بخطورة هذه القضية، حتى أصبحت عقلية هذه الطفلة الصغيرة ترفض هذه الفكرة رغم عدم إلمامها بمعلومات كافية عن تلك الفكرة، هي فقط تشاهد وتسمع وتقرأ أنها فكرة سيئة.

وعلى الرغم من كل ذلك حدث ما لم يكن متوقعاً، الأسلوب المضاد، فإذا كانت البنت الصغيرة ترفض هذه الفكرة، كيف نجعلها توافق وتتآلف مع تلك الفكرة، بل وتسعى هي إليها، وإذا كان الزواج لطفلة صغيرة كهذه في سن مبكرة، يعتبر حكماً بالإعدام لحياتها، كيف نجعلها تتقبل هذا الحكم بصدر رحب؟

إنه استخدام طريقة قذرة اللعب على الغرائز وعدم علم أي جهل هذه الطفلة بمعنى كلمة حياة زوجية، ومعنى أنها سيصبح لديها زوج ولديها أطفال، دون النظر هل تستوعب حالة البنت النفسية والصحية لهذه الخطوة.

وكيف ستصبح أمًا في هذه السن الصغيرة، وقبل ذلك زوجة، إنه الأسلوب الحقير "اللعب على الغرائز" وجهل البنت معنى كلمة "حياة زوجية" ، إن هذه السن تشكل مرحلة حرجة وخطيرة للبنت، فهى تنهي مرحلة الطفولة، وتبدأ في مرحلة المراهقة، حيث جميع الغرائز التي يجب أن تتعدل بالعلم وتحكم بقواعد الدين.

 

وبداية الشعور الذي سيبدأ يراود القلب "الحب" ، فهى في هذه المرحلة ضعيفة لسماع كلمة رقيقة، نظرة، ابتسامة، سيصل إلى ذهنها مع أي شعور بالحنين أو الإعجاب بأي شخص، أنه هو الحب.

وبدل من أن ننصح البنت ونوعي عقلها بخطورة هذه المرحلة، ونعمل على النضج بمشاعرها، نلعب على نقاط الضعف، فتبدأ تسمع تلك الكلمات، سيصبح لك رجلاً، تتحدثين معه متى شئت؟ وكيف شئت؟ ، ترتدين ما يحلو لك، سيصبح لك رجلاً تحبينه، حبيباً يضم إلى قلبك.

والمسكينة ليست لديها أي معلومات عن الحب، غير أنه الشعور الذي يخفق له قلبها، حين تسمع كلمة جميلة، ترى نظرة، همسة، والمطلوب من الشخص المتقدم لخطبتها أن يوقعها في غرامه، نظره، ابتسامة، هم يقولون له هي صغيرة تستطيع أن تملك قلبها وعقلها بتلك الأفعال، وهم بذلك لا يرتكبون ما يغضب الله ، إنهم في النهاية يريدون الزواج لهم، والستر للبنت، وهم بذلك لا يعلمون أنهم يرتكبون أكبر جريمة، فماذا يريد مثل هذا الشاب من فتاة صغيرة لا تفهم أي شئ عن الزواج سوى أنها سوف تنجب أطفالاً وتأخذ لقب أم؟.. ماذا يريد من فتاة لا تفهم  أي شيء عن الحياة؟.. وأنا أقصد هنا شاب، فالمشكلة هنا ليست شاب أو كهلاً، لأنها هي هي المشكلة، الكهل يركز فقط على الغريزة، أما الشاب يركز على الغريزة وأنه سيصبح رجلاً كما قيل له، له بيت وأولاد يزعق متى يريد؟ وكيف يريد؟ وزوجة تنفذ أوامره دون تفكير، فعندما يأخذها صغيرة يستطيع أن يشكل عقليتها على يديه ويشكل شخصيتها، وتصبح مجرد تابعة، فهي بذلك لا تصبح مصدر متاعب له، هي لن ترفض هي لن تتناقش من الأساس.

كل ذلك وتلك المسكينة تجهل معنى كلمة "حب"

وأن الحب مبني على التفاهم وتوافق الشخصيات والصفات الحميدة التي تجعلك ترى الشخص الذي أمامك رجلاً يملأ عينيك، زوجاً و أباً بمعنى الكلمة.

وترى تلك المسكينة ترقص وتمرح وترتدي فستاناً أبيض، وتغمرها السعادة، فهى لا تعلم ماذا ينتظرها؟

وأن بعد ساعات قليلة سينفذ بها حكم الإعدام، ولكن من عدم علمها وجهلها بالأمور تنتظر ذلك القرار "الإعدام" بصدر رحب.

Egypt Air