الجمعة 10 مايو 2024

المدرسة المصرية للحكم الرشيد

مقالات23-12-2022 | 19:55

مصر أصبحت النموذج.. وصاحبة تجربة ملهمة ليس فى الإصلاح والبناء والتنمية فحسب.. ولكن أيضا فى إرساء دعائم الحكم الرشيد ذلك المصطلح الذى تحدث عنه الرئيس السيسى خلال كلمته فى مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة» بالاردن.. والحقيقة عندما تتأمل فى مفهوم الحكم الرشيد.. تجد أن هناك مدرسة مصرية رائدة وملهمة أسسها الرئيس السيسى تعلم الحكم الرشيد الذى يعتمد على الإصلاح والبناء والتنمية والأمن والاستقرار والتسامح والتعايش وقبول الآخر والنزاهة والشفافية والمصداقية العالية.. والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص.. ونبذ التعصب والتطرف والأفكار الظلامية، ودولة المؤسسات والقانون وروح الفريق الواحد.. وبناء الوعى الحقيقي.. والفهم الصحيح، وبناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للمواطن والارتقاء بجودة حياته.
تلك هى بعض ملامح ملحمة الداخل فى ارساء دعائم الحكم الرشيد.. هناك أيضا دعائم للحكم الرشيد تتعلق بالتعاطى مع الخارج فى العلاقات الدولية.. أساسها الحكمة والتوازن والندية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والاحترام المتبادل، والحفاظ على السيادة الوطنية وتبادل المصالح والمنافع والتعاون والشراكة، وعدم انتهاك سيادة الدول، وخروج القوات الأجنبية من أراضى بعض الدول التى تشهد فوضى وانقساماً وأزمات سياسية، وطرد المقاتلين الأجانب والمرتزقة والميليشيات المسلحة، واستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها خاصة الجيش الوطنى والمؤسسات الأمنية لدعم الأمن والاستقرار، وأيضا عدم الاستجابة لمحاولات الاستقطاب والاحتفاظ بعلاقات قوية مع الجميع أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
 
أسسها الرئيس السيسى وتجنى مصر ثمارها فى الداخل والخارج
 
المدرسة المصرية للحكم الرشيد
 
تستطيع وأنت تقرأ دفتر أحوال وتفاصيل ما دار خلال أكثر من ٨ سنوات وتحديداً منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية قيادة مصر.. أن تقف على أسباب النجاحات الكبيرة والإنجازات الهائلة، وكيف استردت مصر أمنها واستقرارها وقوتها وقدرتها، ومكانتها ودورها وثقلها الإقليمى، والدولى، وكيف انتصرت وتجاوزت الكثير من التحديات والتهديدات والمخاطر التى جاءت متزامنة.. وخاضت مصر معركتين فى توقيت واحد، وهما معركتا البقاء والبناء.. وكيف استرد الإنسان المصرى وعيه ووطنه، وأصبحت مصر نموذجاً للنجاح والبناء والتنمية.
توقف أمام مصطلح ذكره الرئيس السيسى فى كلمته أمام مؤتمر بغداد الثانى للتعاون والشراكة بالأردن قبل أيام، وهو دعائم الحكم الرشيد، والحقيقة عندما تقرأ وتتدبر الـ ٨ سنوات، تجد أن هناك مدرسة مصرية رائدة أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسى هى «مدرسة الحكم الرشيد»، بنى وشيد دعائم الحكم الرشيد، وأصبح للحكم فلسفة ومبادئ ومقومات للنجاح والإبداع، جعلت المصريين على قلب رجل واحد، وفى حالة اصطفاف أكثر وعياً وفهماً وحرصاً على هذا الوطن، وفى حالة التفاف خلف قيادتهم السياسية التى وجدوا فيها الإخلاص والوطنية والشرف والصدق والإنجاز والعمل على مدار الساعة من أجل بناء الوطن وتوفير الحياة الكريمة.
الحقيقة، عندما يتحدث الرئيس السيسى عن دعائم الحكم الرشيد، فهو يتحدث من موقع الخبير صاحب التجربة الملهمة والصادقة فى بناء قواعد ومبادئ ودعائم الحكم الرشيد فى مصر.. هذه الدولة العظيمة التى كادت تضيع بسبب الفوضى والانفلات وضياع هيبتها وتراجع مؤسساتها وغياب القانون والأمن والاستقرار، وافتقاد إرادة الإصلاح والبناء والتنمية، وتراجع الطموح فى الوصول إلى التقدم، لكن الرئيس السيسى حقق أمرين معاً الإنقاذ لهذه الدولة العظيمة وانتشالها من براثن الضياع، ثم الإنجاز من خلال أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية فى تاريخ مصر فى مختلف القطاعات والمجالات وفى كافة ربوع البلاد.
لكن السؤال: ماذا عن مبادئ ومقومات ودعائم الحكم الرشيد التى أرساها ورسمها الرئيس السيسى لتنعم مصر بأعلى درجات الأمن والاستقرار والاصطفاف الوطنى والدور والمكانة على طريق المستقبل الواعد، وما الأزمات والمعاناة والأسباب التى قضى عليها الرئيس السيسى والتى أدت فى الماضى إلى الأزمة العميقة التى عانت منها مصر على مدار 50 عاماً، وكيف نجح فى إعادة صياغة الدولة المصرية على أسس وقيم ومبادئ نبيلة وشريفة؟
أولاً: استعادة الأمن والأمان والاستقرار بعد سنوات من الفوضى والانفلات وعبور تحديات خطيرة من إرهاب وتطرف وفوضي، وتحقيق النصر على الإرهاب والفوضى فى كافة ربوع البلاد، وتحويل المخاطر إلى إنجازات.
ثانياً: تبنى أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية لإنهاء عقود خمسة من الأزمة العميقة، والقضاء على الأزمات التى عانى منها المواطن المصرى على مدار سنوات، وبناء الوطن وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، من خلال الإصلاح الاقتصادى إلى الاقتصاد الواعد، وزيادة موارد ومصادر وشرايين الاقتصاد المصرى.
ثالثاً: بناء الإنسان المصرى ووضع هذا الهدف على رأس أولويات الدولة، وتجلى ذلك فى القضاء على كافة الأزمات من مطالب وطوابير للحصول على الاحتياجات والخدمات الأساسية ثم القضاء على العشوائيات وفيروس سي، وقوائم الانتظار، وتوفير الحياة الكريمة للمصريين فى كافة ربوع البلاد وتجلت فى المشروع الأعظم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية وتطوير الريف المصرى لتوفير الحياة الكريمة لقرابة 60 مليون مواطن مصرى يعيشون فى قرى ونجوع الريف المصري.. بالإضافة إلى السكن الكريم لكل المصريين والارتقاء بالرعاية الصحية ومنظومة التعليم ولم تتوقف جهود الدولة على بناء الحجر ولكن حرصت على الارتقاء بالبشر من خلال بناء الوعى والارتقاء بالثقافة والحفاظ على الهوية المصرية، والارتقاء بالوجدان والذوق العام، ومواكبة العصر بما يتسق ويتفق مع منظومة القيم المصرية.
رابعاً: حرصت القيادة السياسية على التوزيع العادل لعوائد التنمية والإصلاح.. فلم يقتصر البناء على محافظات أو مدن بعينها ولكن حظيت كل ربوع البلاد بالبناء والتنمية والحياة الكريمة، والنموذج هو «حياة كريمة» وتنمية وتطوير الريف المصري، وانتشار المشروعات العملاقة فى كافة ربوع البلاد فلم تكن ترى فى الماضى اهتماماً بسيناء أو الصعيد فجميع ربوع البلاد فى البناء والتنمية سواء، وجميع المصريين سواسية فى نيل الحياة الكريمة.
خامساً: الحرص على ترسيخ أعلى معايير النزاهة والشفافية والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص، فالجميع أمام الفرص المتاحة سواء.. والمعيار الوحيد هو الجدارة والاستحقاق بالإضافة إلى إعلان الحرب على كل أشكال ومظاهر الفساد ولا يوجد أياً من كان فوق القانون، فالقيادة السياسية تعتبر أن المجاملة فساد وهو ما حافظ على حالة الرضا الوطني، وأدى إلى صون موارد وثروات الوطن، وأملاك وأموال وأراضى الدولة وهى فى هذا العهد خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه.
سادساً: ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر، وحرية المعتقد والدين وتعظيم المواطنة، ونبذ التطرف والتشدد والأفكار الظلامية حتى أصبحت مصر واحة للتسامح والتعايش تجسد طبيعة وأصالة وهوية المصريين التى لديها القدرة على التعاطى المثالى مع كافة الثقافات والجنسيات وتعكس طيبة وكرم وتسامح هذا الشعب، لذلك لا تجد فى مصر أى تفرقة أو تمييز بين مواطن وآخر حتى وإن اختلف الدين، فالمصريون على قلب رجل واحد، يواجهون تحديات الوطن معاً، ويحاربون الأعداء والمخاطر معاً ويستشهدون على نفس الجبهة فداءً للوطن، وقد نجح الرئيس السيسى باقتدار فى هذا الملف وأعاد إلى مصر أصلها وجوهرها، وتسامحها فالمسجد إلى جوار الكنيسة فى كل ربوع البلاد، والمسجد يقام إلى جوار الكنيسة فى المدن الجديدة، ودور العبادة تحظى بنفس الاهتمام من الدولة فى البناء والإصلاح ورفع الكفاءة فهذه كاتدرائية ميلاد المسيح إلى جوار مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية.. ولا مجال فى مصر للطائفية أو المذهبية أو الانقسام، بل شعب ربما تختلف معتقداته لكنهم يتساوون فى نفس الحقوق والواجبات.
سابعاً: مكافحة كل مظاهر الخروج على القانون وتطبيقه على الجميع دون تفرقة أو تمييز فى دولة المؤسسات وسيادة القانون والمصارحة والمصداقية.. دولة يجد المواطن المصرى أينما ذهب احتراماً سواء فى داخل مصر أو خارجها.. كرامة المصريين خط أحمر، دولة تؤدى التزاماتها وواجباتها تجاه مواطنيها ولا تتركهم وشأنهم يواجهون التحديات والأزمات بل تقف معهم وإلى جوارهم وتوفر احتياجاتهم.
ثامناً: نحن أيضاً أمام دولة عظيمة، لا تفرط أو تتهاون أو تتنازل عن حق من حقوقها المشروعة فى البر أو الجو أو البحر، دولة لا تسكت أمام أى تهديد يمس أمنها القومى، ولعل «خطوط مصر الحمراء» التى لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها أو  عدم التفريط فى نقطة مياه مصرية واحدة، دليل على قوة وقدرة الدولة المصرية، وأمامنا ما حدث فى سيناء من ملحمة أسطورية بطولية، تجلت فيها التضحيات حتى لا تركع مصر أمام محاولات ومؤامرات تستهدف فصل سيناء عن الجسد المصرى، لكن مصر لا تعرف إلا الكرامة وسيادتها على كل شبر وحبة رمل على أراضيها.. لذلك فإن ملحمة تطهير سيناء من الإرهاب، وتعميرها وتنمية كافة ربوعها وتوفير الحياة الكريمة لأهاليها هو عمل أسطورى يجسد الإرادة المصرية ولعل أيضاً إنشاء قناة السويس الجديدة وتحويل القناة إلى منطقة عالمية تحقق موارد وإيرادات غير مسبوقة لمصر.. بلغت ٧ مليارات دولار هذا العام، و٨ مليارات دولار العام القادم، ثم تحويلها إلى منظومة عالمية فى مجال النقل البحرى والمشروعات العملاقة التى تنفذها، والأفكار الخلاقة التى تعظم من قيمة ومكانة وإيرادات قناة السويس للاقتصاد الوطنى يفسر بوضوح حالة الاستهداف بالشائعات والأكاذيب والتشكيك التى تتعرض لها قناة السويس، فهى كيان كان ومازال وسيظل حتى قيام الساعة مصرياً خالصاً يمثل ملكية ومالاً عاماً لا يجوز التصرف فيه أو بيعه ولا تجرؤ أى قوة خارجية من الاقتراب منه، فهى مصانة بإرادة وعزم الشرفاء ومحمية بدستور مصر العظيمة.
تاسعاً: من أهم دعائم الحكم الرشيد أيضاً الالتزام بسياسة الحكمة والتوازن والاتزان، وعدم الدخول فى مغامرات أو مقامرات رغم ما تملكه الدولة المصرية من قوة وقدرة فائقة، إلا أن الحكمة التى تتحلى بها القيادة السياسية ونجاحاتها فى عبور الكثير من التحديات والأزمات الإقليمية جعلت مصر قبلة الأمن والاستقرار المرتكز على القوة والقدرة، وأصبح العالم يعول عليها فى قيادة المنطقة إلى الأمن والاستقرار والسلام، ومصر تصون وتحمى وتحفظ حقوقها عبر إدراك الآخرين لقوتها وإرادتها، وإعلاء مصر للحلول السلمية والتفاوضية بدلاً من النزاعات والصراعات، كما أن مصر لديها العديد من البدائل والأوراق، ولعل نجاحات الدبلوماسية الرئاسية فى وضع مصر فى المكانة المرموقة هى محل احترام وتقدير المصريين والعالم.
عاشراً: من أهم أسباب الإنجازات والنجاحات المصرية رؤية الرئيس السيسى فى إصلاح مؤسسات الدولة والجهاز الإدارى لها.. والعمل بروح الفريق وليس بأسلوب وسياسات الجزر المنعزلة، فالدولة ومؤسساتها فى حالة تكامل وتعاون من هنا تمت إزالة الكثير من العقبات، والنجاح فى مواجهة العديد من التحديات والأزمات ونجاحات الدولة المصرية فى ذلك واضحة للعيان فى كافة المجالات.. فالدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها على قلب رجل واحد.
حادى عشر: مجابهة التحديات والأزمات التى تواجه الوطن بأفكار خلاقة وحلول من خارج الصندوق، وإجراءات استباقية.. واستشراف للمستقبل حتى فيما تنفذه الدولة من مشروعات عملاقة لا ترى فقط أجيال الماضي، ولكن أيضاً الأجيال الأخرى فى المستقبل، بالإضافة إلى أن نعمة استشراف المستقبل جنبت مصر ويلات الأزمات العالمية وتداعيات كارثية سواء لجائحة كورونا أو  الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وتجلى ذلك فى إنجازات الأمن الغذائى والنهضة الزراعية والنجاحات فى مجال الطاقة والكهرباء والغاز، وأيضاً تطوير الخدمة الصحية ولولا ذلك لذاقت مصر ويلات هذه الأزمات العالمية، وعانى المصريون كثيراً.
ثانى عشر: من أهم دعائم الحكم الرشيد هو الحرص على بناء الوعى الحقيقى، والفهم الصحيح لدى المصريين، من خلال احاطتهم بكافة الحقائق والمعلومات والبيانات وتطبيق مبدأ أعلى معايير الشفافية والمصارحة والمكاشفة، والمصداقية واطلاع المواطن على كافة التحديات وجهود الدولة المتواصلة، وأيضا وضع المواطن أمام مسئولياته، فبناء الوطن والحفاظ عليه هو مسئولية تشاركية بين القيادة والحكومة والشعب، وهذا ما نراه حقيقة على أرض الواقع وروح المصريين وحالة الولاء والانتماء التى حطمت كل الشائعات والأكاذيب والتشكيك والتشويه المتواصل على مدار الساعة والذى يستهدف مصر وشعبها.
ثالث عشر: تعزيز دور وقوة الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيشها الوطنى للاضطلاع بمهامه فى حماية الأمن القومى المصرى وصيانة مقدرات ومكتسبات الوطن والمواطنين والحفاظ على الأمن والبناء وترسيخ الاستقرار فى البلاد والتصدى لدرء أى تهديدات موجودة أو محتملة.. والحقيقة أن الرئيس السيسى ابدع فى هذا الإطار فى بناء القوة والقدرة المصرية الرشيدة والحكمية التى تدافع ولا تعتدى وأصبح جيش مصر العظيم هو الأقوى بين جيوش المنطقة وأفريقيا وأحد أقوى جيوش العالم خاصة أن مصر دولة كبيرة ومستهدفة تحاك لها المؤامرات والمخططات كما أنها تعيش فى منطقة مضطربة تشهد صراعات ونزاعات وأوهاماً وأطماعاً كما أن لمصر حقوقاً مشروعة وثروات وطنية ومقدرات يجب الحفاظ عليها فى ظل تنامى الأطماع الإقليمية والدولية فى ثروات الدول.. وقوة الجيش المصرى وقدرته العالية أدت إلى اصلاح الخلل فى توازن القوة فى المنطقة وهو ما يرسخ الأمن والاستقرار بها لأن مصر دولة سلام لكن السلام يحتاج لقوة تحميه.
رابع عشر: ارساء سياسات ومبادئ للعلاقات الدولية، وثوابت شريفة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون الدول الداخلية وتبادل المصالح والمنافع المشتركة واحترام السيادة وعدم انتهاكها والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية والأممية والعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمى والدولي، ورفض ادخال الميليشيات الإرهابية فى أى صيغة سياسية ولا يجوز التفاوض مع أى جهة خارج نطاق الدولة الوطنية، ورفض التدخلات الأجنبية غير المشروعة وخروج القوات الأجنبية من أراضى الدول، وأيضا المقاتلين الأجانب والمرتزقة وافساح المجال لمؤسسات الدولة الوطنية العسكرية والأمنية لاستعادة الأمن والاستقرار فى الدول التى تواجه أزمات الفوضى والانقسام وعدم الاستجابة لمحاولات الاستقطاب والحفاظ على العلاقات بمسافة واحدة من الجميع.. فمصر تبحث عن مصالحها ولديها شراكات استراتيجية مع كافة الدول الكبرى الولايات المتحدة والصين وروسيا والدول الأوروبية.
مصر أيضا ترسخ سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم الميل إلى سياسات التوترات أو النزاعات والصراعات ولكن العلاقات القوية التى ترتكز على السلام والتفاوض والمصالح المشتركة والبناء وتبادل المنافع والخبرات والتجارب والموارد لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب فى حياة أفضل لأن الصراعات والنزاعات والحروب تهدر الوقت وتستنزف الثروات والموارد التى يجب أن توظف للارتقاء بحياة الإنسان وليس قتل الإنسان.. إنها ثوابت ومبادئ مصرية شريفة تنبع من قوة وقدرة.. مصر أيضا ترفض سياسات فرض الأمر الواقع وتريد الحوار والتفاوض والحلول السلمية وتحقيق المنفعة المشتركة.. ومصر رغم تحديات سد النهضة الاثيوبى إلا أنها مازالت تتطلع إلى اتفاق قانونى ملزم وشامل وعادل حول ملء وتشغيل السد يحقق أهداف ومصالح الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا ورؤيتها أنه يمكن تحويل هذه الأزمة إلى منحة وطاقة نور للعمل والتعاون والبناء والتنمية بما يعود بالنفع على شعوب مصر والسودان واثيوبيا.
الحقيقة أن دعائم الحكم الرشيد فى «مصر ــ السيسي» هى قصة نجاح وابداع، سواء فيما يتعلق بالداخل، حيث الأمن والاستقرار والعدل والمساواة والتسامح والتعايش وقبول الآخر ونبذ التطرف والتعصب والأفكار الظلامية وترسيخ المواطنة وتكافؤ الفرص ودولة المؤسسات وسيادة القانون وبناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للمصريين والإصلاح والبناء والتنمية فى كافة ربوع البلاد.. إنها ملحمة فريدة، ومدرسة رائدة تعلم الجميع النموذج الأمثل لدعائم الحكم الرشيد الذى يرتكز على بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح ورفع ترمومتر الولاء والانتماء فى دولة، لا تعرف الطائفية أو المذهبية ولكن التسامح والتعايش، والانصهار فى بوتقة الوطن، والمساواة فى الحقوق والواجبات.. إنها «مصر ــ السيسى».. إنها عناوين مهمة لحكم رشيد فى جمهورية جديدة وأيضا دعائم الحكم الرشيد الذى لا يقتصر على الداخل فحسب ولكن فى الخارج أيضا وأساسها الحكمة والاتزان وبناء القوة والقدرة والحفاظ على السيادة الوطنية.

Dr.Radwa
Egypt Air