وسط الفرحة التي يعيشها العالم العربي بالتنظيم المبهر لكأس العالم لكرة القدم التي اختتمت مؤخراً في قطر، والاهتمام العالمي الكبير بعد فوز أرجنتين ميسي باللقب بعد طول انتظار، فإن الغالبية العظمى من جماهير الكرة المصرية تحلم بأن تكون  بلدنا الغالية مصر مستضيفة المونديال في أقرب فرصة ممكنة، خاصة وأن الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تسير إلى الأمام ، ولدينا حالياً المستوى المناسب من المنشآت الرياضية لا سيما الحديثة منها، إلى جانب توفر الفنادق ووسائل الإقامة الأخرى التي تضمن حسن المعيشة والضيافة لكل جماهير العالم التي تحرص على حضور البطولة.

ومن المؤكد أن تجربة قطر ستفتح شهية عدد غير قليل من  دول الشرق الأوسط للتحرك من أجل تنظيم المونديال مستقبلاً، والنجاح منقطع النظير لمونديال قطر لم يأت من فراغ، بل نتيجة تخطيط وجهد كبير من القائمين على التنظيم ليس بالكلام فقط ولكن بالأفعال، وأيضا التحضير المتميز لملف الاستضافة الذي منح قطر حق الفوز بشرف تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير قبل 12 عاما من الآن.

ووسط العديد من التقارير حول وجود رغبة من جانب مصر والسعودية واليونان في التقدم بملف ثلاثي مشترك لاستضافة كأس العالم عام 2030 ، فإن السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وفي تصريحات تليفزيونية  ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية حدوث ذلك عندما رد على سؤال حول إقامة المونديال بعد القادم في مصر والسعودية واليونان قائلا "ولم لا؟!".

هذا الرد يؤكد ترحيب جمهورية "الفيفا" ممثلة في رئيسها بهذا الأمر، حتى وإن كان إنفانتينو أكمل رده قائلاً: يهمنا أن يكون هناك عدد كبير من الدول ترغب في الاستضافة لأن هذا يزيد المنافسة، وبالتالي نضمن أفضل مستوى من الاستعدادات والجاهزية لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير.
لم لا .. يجب أن تكون نقطة البداية من الآن نحو العمل على ترتيب  ملف الاستضافة بالتنسيق مع السعودية واليونان حتى تكون الصورة واضحة ونتفادى الوقوع في أمور سلبية تؤثر على جودة الملف ، وأيضا البدء من حيث انتهى الآخرون من حيث القدرات التنظيمية والمعايير التي يشترطها الاتحاد الدولي لكرة القدم على مستوى الملاعب والمواصلات والإقامة، وكذلك بقية الأمور اللوجستية بهدف إقناع الفيفا بالقدرة على تنظيم المونديال.
 وبكل تأكيد مصر قادرة، بل وقادرة جداً على تنظيم المونديال بمفردها وليس مع دول أخرى، ولكن مع إقامة كأس العالم 2026 في أمريكا والمكسيك وكندا فإن تكرار التجربة بإقامة هذا الحدث  في 3 دول لن يكون مستغرباً، والمهم الاستعداد الجيد والاستفادة من دورس الماضي وتكليف أهل الاختصاص فقط للقيام بمهمة إدارة الملف  حتى يكون القرار الرسمي  من الفيفا بأن تكون مصر ضمن الدول المنظمة للمونديال مسألة وقت فقط .. ولم لا .. وإن غداً لناظره قريب.