أيها الحلم الذي يحلم به كل الناس، أيها الهدف الذي يسعى إليه جميع الخلق، أيها الأمنية الساكنة في قلب وعقل كل منا.. النجاح.. ألا تعلم أننا نسعى جميعًا محاولين الوصول إليك نسخر طاقاتنا وقدراتنا وما نستطيع من إمكانيات ورغم ذلك قد لا نصل إليك!.

كلنا يريدك وأنت مزهوًا بنفسك سعيد، فأنت حقًا مصدر سعادة للجميع فإذا وصل الإنسان للنجاح فلابد أن يصاحبه الشعور بالسعادة.

والواقع يقول لنا أنك لست نوعًا واحدًا فهناك النجاح المادي والنجاح المعنوي، النجاح المهني، النجاح الاجتماعي، فأنت متعدد الشخصيات والاتجاهات.

ويبدو أنك تعرف قيمة نفسك جيدًا فتجلس متكئًا وتُملئ شروطك علينا وكأن حالك يقول أنا لا أتي بدون دعوة أحدكم.. نعم أتي ولكن بشروطي، قبلتوها سوف أجيء إليكم راضيًا أشارككم لحظات النجاح والسعادة.. أما إذا لم تقبلوها فلن تروني أبدًا، فهي شروط لابد من قبولها لأحقق لكم ما تريدون.. وتوصفون بالناجحين.

إنني أعلم أيها النجاح أنه ليس هناك نجاح بدون ثمن فإن ربنا سبحانه وتعالى وعدنا بالنجاح في الآخرة ولكن بشروط تقوم على العمل الدؤوب والجهد المستمر، ومساعدة الخلق، والكلام الطيب حتى مع من يسيء إليك، وذكر الله دائمًا والتخلي عن بعض الأحلام التي لا ترضى الحق سبحانه وتعالى.. هذا ثمنها.. ومن المنطقي أن يكون الوصول للنجاح في الدنيا له ثمن كذلك.. هيا أملي شروط علينا.. وهات ما عندك.

أولًا: تحديد الهدف.. فلابد لكل إنسان أن يعرف ما يريد وإلى أين يتجه، فإن تحديد الغاية يقصر الطريق على أي إنسان يتمنى النجاح.

ثانيًا: الجدية.. فإن كل إنسان يأخذ أهدافه بجدية ينجح فيها ومن جدَّ وجد ومن زرع حصد، وذاق ثمرة نجاحه وفرحة حصاده.

ثالثًا: الصبر.. إن الأهداف لا تتحقق بين يوم وليلة أبدًا، بل تحتاج للتأني والانتظار والتمهل والصبر.. وزد على ذلك أن الصبر يرفع به الله درجاتك، وييسر لك طريقك، فتصبر على مدير صعب لتنجح، وتصبر على طريق شاق لتصل وتصبر على الأيام بكل ما فيها حاملًا هدفك في قلبك وإيمانك في نفسك.. فالصعاب كثيرة والصبر عليها من أعلى أنواع العبادة .. فحتمًا سوف تصل بأمر الله لهدفك وغايتك.

رابعًا: الإصرار.. نعم الإصرار على هدفك والثبات عليه بين أحداث الحياة يوصلك إلى ما تصبو إليه نفسك فلا يعطلك قلة المال أو النفوس الخبيثة، أو المرض الموجع فإن طه حسين عميد الأدب العربي لولا الإصرار والعزيمة ما كان وصل لأن يكون وزير التربية والتعليم وهو أعمى لا يرى دنياه.. أيها النجاح أوافقك بشدة على هذه الشروط، لك فيها كل الحق، ولكني أرى أنه من الواجب علينا أن نضع هذه الشروط في غلاف من الاستعانة بالله فهو خير معين.

النجاح بيده، والتوفيق بيده، والفلاح كل الفلاح معه سبحانه فإنه العلي القدير الذي لا يضيع أجر من أحسن عملًا وأهلًا بك أيها النجاح لنحقق هذه الشروط.