الأربعاء 1 مايو 2024

72 ساعة في العراق

مقالات27-12-2022 | 23:14

تقدير كبير للرئيس السيسى على المستويين الرسمى والشعبى.. ومصر حاضرة بدعمها ووقفتها المشرفة ومكانتها وثقلها الإقليمى والدولى فى قلوب الأشقاء.. زيارة اللقاءات المهمة والجولات على أرض الواقع.. من بغداد إلى البصرة تحكى قصصاً كثيرة.. وتكشف عن ملامح العراق الجديد.

72 ساعة في العراق

مشاعر الحب والتقدير لمصر وقيادتها وشعبها هى العنوان الرئيسى فى علاقات مصر والعراق.. سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى.. فهناك تاريخ طويل وجذور عميقة.. وروابط وقواسم مشتركة كثيرة بين الدولتين والشعبين الشقيقين والعريقين أيضاً.

حديث العراقيين عن مصر ومواقف قيادتها السياسية يدعو إلى الفخر ويجسد قيمة ومكانة مصر لدى الأشقاء فهى شراكات كثيرة بين القاهرة وبغداد واسهامات كبيرة ومتنوعة.. ومواقف مضيئة ومتبادلة.. وإيمان قوى وراسخ أن البلدين أهم مرتكزات الأمة العربية.

الحقيقة.. شرفت بالمشاركة فى الوفد الإعلامى المصرى الذى يزور بغداد حالياً برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» والذى ضم الزملاء الأعزاء علاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام» وخالد ميرى رئيس تحرير «الأخبار» وعماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» وعضو مجلس الشيوخ وأكرم القصاص رئيس تحرير «اليوم السابع».. وأحمد الخطيب رئيس تحرير «الوطن» ومحمود المملوك رئيس تحرير موقع« القاهرة 24» والإعلامى يوسف الحسينى عضو مجلس النواب والإعلامى تامر حنفى قناة «القاهرة الاخبارية» لنجد حفاوة وترحابا كبيرين يجسد عمق العلاقات «المصرية ــ العراقية».. فى ظل الدعم الكامل والمساندة القوية التى تبديها القيادة السياسية المصرية للعراق الشقيق واستعادته لدوره الاقليمى والعربى والاتجاه نحو التنمية لتحقيق أمال وتطلعات العراقيين.

الحقيقة أن مشاعر الود والحب والتقدير والاهتمام التى تبديها الرئاسات العراقية على المستوى الرسمى وأيضاً على المستوى الشعبى فى ظل المواقف المصرية الداعمة لأمن واستقرار ورخاء العراق.. وأيضاً ما يربط البلدين الشقيقين من روابط وأواصر وعلاقات تاريخية متجذرة بالإضافة إلى القواسم المشتركة التى تجمع بين الشعبين.

فى لقاء رئيس الوزراء العراقى.. وأيضاً رئيس مجلس النواب مع الوفد الإعلامى المصرى ومن خلال مضمون اللقاءين تجد اهتماما وتقديراً عميقا لمصر و قيادتها السياسية فالرئيس السيسى يحظى بمكانة شديدة الخصوصية على المستويين الرسمى والشعبى فى العراق فى ظل اهتمامه بالدولة الشقيقة وترسيخ الأمن والاستقرار فيها واعلانه مراراً وتكراراً الدعم الكامل للعراق الشقيق حتى يعود لدوره العربى والإقليمى.

نستطيع أن نخرج بالكثير من النقاط المهمة خلال لقاءى رئيسى الوزراء والبرلمان العراقى بالوفد الإعلامى المصرى سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر واحترام دورها ومكانتها ودعمها أو فيما يتعلق بسياسات العراق داخلياً وخارجياً والرؤية الجديدة التى سيتم فيها بناء العراق الجديد.. فى ظل الكثير من الدروس المستفادة من معاناة الدولة والشعب العراقى على مدار العقود الثلاثة الماضية سواء لسبب وغياب الأمن والاستقرار والإرهاب أو الصراعات والحروب طويلة الأمد بالإضافة إلى التدخلات الخارجية فى شئون العراق.. وهو ما عانى منه العراقيون كثيراً.. لكن هناك خبرات وتجارب ودروساً مستفادة تدفع إلى العراق الواحد والجديد.. وهذه النقاط كالتالى:

أولا: هناك احترام وتقدير كبيران لمصر ودورها فى دعم مسيرة العراق وتقدير عميق للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحظى بمكانة خاصة لدى العراق وشعبه الشقيق بسبب الجهود المؤازرة والمساندة والداعمة لأمن واستقرار وازدهار العراق وعودته لدوره العربى والإقليمى.

رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى قال إن الرئيس السيسى قائد عظيم ومخلص يتمتع بجدية وصدق غير عادى فى العمل والانجاز.. ويقود مصر بحكمة إلى تحقيق نجاحات واضحة للجميع بالإضافة إلى قوة مصر على الصعيدين العربى والاقليمى والدولى وهى قوة للعرب.. والرئيس السيسى شديد الاهتمام والاخلاص لقضايا أمته العربية وفى القلب منها العراق وهذا ما يلمسه الجميع هنا فى العراق على المستويين الرسمى والشعبى.

رئيس الوزراء العراقى أشاد بتجربة مصر التنموية.. وأن العراق شديد الاهتمام بهذه التجربة الملهمة وحريصون ولدينا الإرادة السياسية الكاملة للتعاون مع مصر وإحداث التكامل سواء على المستوى الثنائى أو على صعيد آلية التعاون الثلاثية بين مصر والعراق والأردن. 

الحقيقة أن الجانب العراقى سواء رئيس الوزراء.. أو رئيس البرلمان يبديان اهتماماً كبيراً بموقف مصر الدائم.. وأن مصر والعراق هما قوة كبيرة للأمة العربية لديهما قواسم وروابط مشتركة وعلاقات تاريخية حافلة بالعطاء المتبادل وأيضا لديهما اسهامات كبيرة ومتنوعة.. وهناك إيمان بصدق الرئيس السيسى ورغبته فى عودة العراق ويكن لنا ونكن له كل التقدير والحب والاحترام.. ولديه منهج فريد فى العمل بالالتزام بتوقيتات ومواعيد انتهاء المشروعات.. وجدية ومتابعة تدفع إلى النجاح الكبير وهو ما يتجسد فى الانجازات المصرية خلال السنوات الماضية.. فى كافة المجالات.

ثانياً: هناك إرادة سياسية وشعبية لدى العراق لبناء العراق الجديد والواحد خاصة وأن من أهم الدروس التى استفادتها العراق من الإرهاب هو توحيد الصف العراقى تحت الهوية الوطنية.. فالبعض حاول استغلال خصوصية العراق فى التنوع من ديانات واعراق وطوائف والمذهبية لكنها تحولت إلى نقطة قوة بسبب ادراك العراقيين خطورة الانقسام.. فقد حاولت قوى الظلام ضرب حالة الوحدة العراقية وتمزيق النسيج الوطنى.. وواجه الشعب ايضاً من محاولات لبث الاحباط بالترويج إلى أن العراق انتهت لكن هناك إجماعاً على أهمية ترسيخ الأمن والاستقرار.. والوحدة وبناء العراق الجديد والواحد لأبنائه وأيضا الاهتمام بتعويض العراقيين عن سنوات المعاناة من خلال رؤية شاملة ومتكاملة للتنمية.

ثالثاً: هناك مجالات كثيرة للتعاون بين مصر والعراق خاصة فى مجالات الطاقة خاصة البترول والربط الكهربائى والإسكان فالعراق على حد قول رئيس الوزراء يحتاج 3 ملايين وحدة سكنية وبناء مدن جديدة سكنية وصناعية لذلك فإن التجربة المصرية كما يرون تستطيع مساعدة العراق فى تقديم الخبرات ومساهمة الشركات المصرية كذلك فى مجال تجارة الترانزيت والزراعة والصناعة.

رابعاً: الأوضاع على صعيد الأمن والاستقرار تتحسن بشكل ملحوظ.. فالشارع العراقى يعيش حياة طبيعية وتستطيع أن تتجول براحة لتجد المواطنين فى المطاعم والكافتيريات والمولات والأندية.. الجميل فى الأمر أنك تستمع فى المطاعم العراقية لأم كلثوم وهى تصدح بأعذب الكلمات.. فالعراقيون متأثرون بالغناء والفنون المصرية إلى حد كبير وأم كلثوم صاحبة أغنية بغداد يا مدينة الأسود.. وللعراق أيضاً رصيد حضارى وثقافى فى مجال الأدب والشعر والموسيقى وصاحب حضارة عظيمة أيضا كذلك فالدولتان الشقيقتان صاحبتا أعظم الحضارات التى علمت العالم.

حركة البناء فى العراق ملحوظة سواء المدن السكنية أو المولات.. أو الشوارع.. وتطوير الخدمات والارتقاء بالاقتصاد.. هناك اقبال على الحياة والعمل والبناء لدى العراقيين بالإضافة إلى تطوير وإنشاء المستشفيات الجديدة والمدارس.

خامساً: الرؤية الاقتصادية للعراق أو خطة التنمية ترتكز فى الأساس على تطوير الاقتصاد والخدمات وتشجيع القطاع الخاص.. فلا يمكن للعراق الاعتماد على النفط فقط خاصة فى ظل عضويتها فى منظومة أوبك وهناك رؤية لتعظيم الموارد والثروات العراقية والاستغلال الأمثل لها مثل العودة من جديد لتكون العراق مصدراً للبتروكيماويات والأسمدة لأنه من المهم تشجيع الصناعة وتطوير الموانئ العراقية.. وتشجيع الاستثمار الخارجى لايجاد فرص عمل للشباب.. وأيضاً الاهتمام بالزراعة وتقليل الاعتماد على الخارج من خلال خفض الاستيراد وتحقيق الاكتفاء والتصدير.. ورفع مستوى معيشة العراقيين.

سادساً: حديث رئيسى الوزراء والبرلمان العراقيين لا يخلو من استعراض سياسات العراق مع محيطها العربى والاقليمى ودول الجوار وكما يقولون إنهم استفادوا من دروس الإرهاب.. استفادوا أيضاً من تجارب الماضى.. فهم حريصون على ارساء قواعد علاقات الشراكة والمصالح المشتركة وحسن الجوار.. وتبنى سياسات متوازنة ومعتدلة مع الجميع.. ومد جسور العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء.
فالعراق حريصة على الانشغال بقضايا أمتها العربية.. وتسعى إلى تحقيق التكامل وفق اطر اقتصادية ومصالح مشتركة. 

العراق استفاد من تجارب الماضى  يسعى لبناء علاقات طيبة وقوية مع دول الجوار.. ودول الاقليم والمنطقة والانفتاح على الأشقاء والأصدقاد.. لا يتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة.. ويريد ألا يتدخل الأخرون فى شئون واحترام سيادته من أجل التفرغ للبناء وإعادة الاعمار ومواجهة التحديات التى تراكمت على مدار الـ 20 عاماً الأخيرة.. فهى دولة تمتلك الموارد والامكانيات.. وفى ظل حالة الاصطفاف العراقى والدروس المستفادة من الماضى التى أدت إلى بناء قناعات هو الابتعاد عن الطائفية والمذهبية والاختلاف الدينى.. وتوصلوا إلى حقيقة مهمة أن التنوع يشكل طاقة ايجابية لكن من المهم حسن إدارة هذا التنوع وتحويله إلى قيمة مضافة.. لاعلاء شأن العراق وترسيخ مبادئ المواطنة والتسامح والتعايش وقبول الآخر بدلاً من النزاعات والصراعات الطائفية والمذهبية وهذا ما قاله رئيس الوزراء العراقى ورئيس مجلس النواب ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم أن الأزمات والمعاناة والإرهاب وحدت العراقيين.. ورسخت مفاهيم جديدة لم تكن موجودة عقب الفراغ السياسى بعد 2003 عندما سقط النظام.. وكثرت التدخلات وزادت الهواجس والمخاوف وتزايدت أعداد الأحزاب.. وزادت حدة الاختلاف.. لكن المشهد السياسى أصبح الآن أكثر استقراراً فى إطار نظام برلمانى له سلبياته المتمثلة فى صعوبة القرار احياناً وايجابياته فى إحداث الطمأنة وإزالة المخاوف من تجارب الماضى.. لكن الجميع من أبناء الشعب فى حالة فهم وتفهم للحالة العراقية.

لقاءات الوفد الإعلامى المصرى مع كبار المسئولين العراقيين وبعض النخب العراقية سواء من نقابة الصحفيين أو الهيئات الإعلامية.. اكدت ان العراق وشعبه راغب ولديه الإرادة على مواصلة طريق الوحدة والبناء والتنمية وتطوير الاقتصاد والخدمات وتعزيز العمل العربى المشترك وإحداث التكامل الاقتصادى العربى الذى طال انتظاره وعلى حد قول رئيس الوزراء العراقى أن العراق لديه ارادة على خلق تكامل اقتصادى مع الاشقاء العرب.. وهناك ارادة ورغبة حقيقية لتطوير وزيادة التبادل التجارى مع مصر لأنه لا يتسق مع علاقات البلدين بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى العديد من المجالات مع القاهرة وهناك مشروعات كبيرة قيد الدراسة سوف تحدث دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

العراق أيضاً يبدى اهتماماً كبيراً بالقضايا والأزمات العربية سواء قضية العرب التاريخية القضية الفلسطينية.. أو ايجاد حلول سياسية للأزمات فى سوريا وليبيا واليمن محور الإعلام لم يكن غائباً عن لقاءات الوفد المصرى بكبار المسئولين العراقيين.. فهناك اهتمام كبير بتعزيز التعاون الاعلامى بين البلدين لبناء جسور أكثر من التقارب والتعاون وعرض الفرص الهائلة فى البلدين والتعريف أكثر بمجالات التعاون التى يمكن فيها تبادل الخبرات والمصالح والمنافع بين البلدين ويستطيع الإعلام أيضاً طبقاً لمعطيات الحاضر ووجود إرادة التعاون أن يدعم القواسم والروابط المشتركة واستغلال القوى الناعمة بين البلدين سواء الفن والثقافة المصرية.. فمازال العراقيون مفتونين بأم كلثوم وعبدالحليم حافظ.. ويتابعون نجوم الغناء المصرى الموجودين على الساحة الآن ويتابعون أعمالهم.. ويعشقون نجوم السينما والتمثيل من المصريين.. كما ان العراق له رصيد كبير فى الثقافة العربية وقدم رموزاً عظيمة على مدار التاريخ سواء فى الشعر والأدب والموسيقى.. ولذلك فإن هذه المشتركات يمكن البناء عليها فى الكثير من المجالات بالتعاون لكن يظل الإعلام طبقاً لنقاشات الجميع هو حجر الزاوية فى التقريب والتعريف بما لدى البلدين الشقيقين من فرص بالإضافة إلى مجالات للتعاون.. الحقيقة أن الواقع العراقى تغير تماماً أصبح اكثر استيعاباً واستفادة من معاناة وظروف وأزمات السنوات الماضية وبات على يقين واكثر قناعة بأنه لا سبيل لبناء العراق الجديد إلا بوحدة ابنائه.. وتحقيق التسامح والتعايش وقبول الآخر.. والابتعاد عن الطائفية والمذهبية والتأكيد على المواطنة.. وايضاً اصبحوا اكثر اصراراً على تحقيق الامن والاستقرار والتنمية بالإضافة إلى الانفتاح ببناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع اشقائهم العرب وجيران العراق ودول المنطقة.

الحقيقة أن الوفد المصرى تجول تقريباً فى جميع أنحاء بغداد ولمس حالة الاستقرار التى تراها فى وجه المواطن العراقى..  وطريقة حياته.. فالحياة فى بغداد تسير بشكل طبيعى.. وهناك ارتياح فى الشارع العراقى انعكس على المطاعم والكافتيريات والكافيهات والمولات التى تعمل حتى اوقات متأخرة من الليل وبشكل طبيعى.. ونفس الحالة فى البصرة التى قضينا فيها بضع ساعات حيث حضرنا افتتاح ستاد الميناء الجديد ومباراة كرة القدم بين فريقى الميناء والقادسية الكويتى بمناسبة الافتتاح واستعداداً لاستضافة مدينة البصرة لبطولة خليجى 25 بمشاركة دول الخليج وهذا فى حد ذاته يعكس نجاحاً كبيراً فى تحقيق التحسن الملحوظ فى الأمن والاستقرار.

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa