الجمعة 19 ابريل 2024

أين توجد السعادة؟

مقالات2-1-2023 | 10:56

السعادة تبدأ من قدس أقداس النفس ولا تأتي من الخارج كما يقول جبران خليل، السعادة كما يقال إنها عادة كلمة بسيطة ولكنها تتحكم في إحساس كامل، ومن منا لا يرغب أن يعيش سعيداً وأن تكون السعادة له عادة لكن هل تعرف أن لتلك العادة قوانين تحكم تواجدها لا ترتبط بزمان أو مكان معين أو بأشخاص بعينها.

 وبما أننا بصدد عام جديد، نأمل أن يكون عامًا سعيدا فلنبحر في قوانين السعادة تلك التي تبدأ بتملكك زمام سعادتك والقصد هنا أن تركز على اكتساب المزيد من القوة الشخصية وتسلط انتباهك على نقاط نجاحك وتعمل على تحسينها حتى تصل إلى الرضا التام على ما أنت عليه من إنجاز عملي؛ فالعمل يضيف لك قيمة ويشعرك بأهمية وجودك وتعد أحد أهم الأسباب الجوهرية وراء التعاسة هي أن الفرد يقوم بعمل لا يتوافق مع قيمه ومبادئه ولا يعطي له قدره.

 أما القانون الثاني فينص على أن لا تصدق جميع أفكارك فليس كل ما يرد في الخاطر من أفكار تكون صحيحة وعليك أنت التأكد من صحتها ومدى ملائمتها لواقع حياتك ومواردك المتاحة بالفعل وعليك توجيه فكرك للأفكار التي تناسب نمط حياتك وتخطي الأفكار المزعجة المثبطة.

 وعن القانون الثالث، فسلم القيادة لقلبك من خلال التركيز علي القدرة في التعبير عن الشكر والامتنان للغير والتعامل بسماحه وعفو والحرص علي التعامل بمحبه وود مع الآخرين فلا ضرر ولا ضرار ذلك بالاتفاق مع القانون الرابع الذي يحوي زرع علاقات طيبة مع الآخرين فأنت لست بمعزل عن أفراد المجتمع أنت جزء من مجتمع كبير تتأثر به ويؤثر فيك ومجتمع أصغر وهما أسرتك التي كلما كانت علاقتك بهم طيبة كلما كانت حياتك هادئة فلا فردًا يقدر علي العيش وحيداً أحط نفسك بهم كمساندين وداعمين وانظر إلى العالم وكأنه عائلتك عامل أفراده بلطف واحرص على ترك أثرٍ طيب أينما حللت بذلك تكون حياتك هادئة.

 كما ينصحك القانون الخامس بالعيش بسلامً وهدوء والحرص الدائم على اكتشاف ميولك الحقيقية، والبعد عن المشاحنات وأحاسيس الكره والحقد والتدابير لأذى الناس والمقارنات التي لا تنتهي بين حالك وحال الغير والتي لن تجلب لك سوي ضيق القلب وعدم الرضي والسلام النفسي فحرر قلبك من الكراهية وعقلك من الهموم التي تجلبها الأنانية والمقارنات.

 وأخيرا وليس آخرا، صل روحك وذلك من خلال الحرص على أن تعيش روحك في واحة من السكون من خلال التأمل، وقضاء وقت مع الطبيعة، والإنصات إلى ضميرك الداخلي، والثقة بما تحمله لك الحياة من خير، اهتم بنفسك واشغل نفسك بالاهتمام بها طور عقلك واسعى لتحقيق أهداف نجاحك واعمل على أن تكون شخصاً أفضل اليوم بالفعل بالمقارنة بنفسك بالأمس علق أحلامك عليك أنت فقط ولا تتوقع من أحد أن يأتي بفانوس سحري ليحولك خريف حياتك لربيع مزهر أنت وحدك قادر على ذلك فأنت من تصنع مزاجك وأفكارك وتأملاتك ولو نظرت حولك لوجدت الكثير يعيشون ظروفك ذاتها ولكنهم صنعوا من هذه الظروف حافز للتأقلم وحولوه لنجاح، تماماً كالنبتة التي تنمو في شق صخري في الصحراء، تنمو وتكبر رغم كل الظروف القاتلة للحياة من حولها، وهي تعيش وحدها هذه الظروف ومع ذلك تنثر سعادتها في أعين الناظرين.