بقلم : سكينة السادات
هاتفتنى صديقتى بعد فترة غياب كانت مسافرة خلالها لزيارة ابنتها الوحيدة المقيمة مع زوجها فى الخارج وسألتها عن أحوالها وأحوال ابنها الوحيد تامر فقالت إنه بخير لكنه طلب منها أن تحدد له موعداً لمقابلتى وعندما سألتها قالت هو يريد أن يأخذ رأيك فى عدة أمور خاصة به!
***
صديقتى زميلة صحفية تقاعدت مبكراً لظروف مرض زوجها، ولها ابنة واحدة وابن واحد كلاهما تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مثل والدهما الدبلوماسى المعروف الذى كان سفيراً لمصر فى عدة دول عربية وأجنبية، حتى أصيب بالمرض الخبيث فى المثانة وأجرى جراحات عديدة، وتقاعد وتقاعدت معه زميلتى وصديقتى حتى لا تتركه وحده دقيقة واحدة! وتزوجت الابنة من دبلوماسى أيضاً وسافرا للعمل فى الخارج، وبقى معها ابنها الوحيد تامر الذى هو موضوع حكايتنا اليوم!
***
قال الابن تامر 34 سنة: طبعاً تعرفن كل شىء عنا، لكن الجزء الخاص بحياتى الشخصية وهو ما سوف أفتح قلبى وأرويه لك اليوم، أنت طبعا تعرفن شكوى أمى من عدم زواجى حتى الآن وهذه مشكلتها الكبرى، وطبعا كررتها لك ألف مرة سابقاً، ولكن عندما أحكى لك الظروف سوف تتفهمن حالتى تماما!
***
واستطرد الابن تامر.. قمت بأداء امتحان الخارجية ونجحت بتفوق، فأنا من أسرة كلها من الدبلوماسي ن، ي إذ أن أبى رحمة الله عليه كان سفيراً، وخالى شقيق أمى لا زال سفيراً، وزوج أختى سماء وزيراً مفوضاً، لا شك أنه يترقى ويصبح سفيراً، وقد تعطلت حياتى العملية كثيراً بعد وفاة والدى لأننى لا يمكن أن أترك أمى وحدها فى بيت كبير ترفض أن تتركه وتسكن بشقة صغيرة بعد أن رحل والدى وتزوجت أختى، وكان على أن أؤجل أى سفر إلى الخارج حتى لا أترك أمى وحدها، وعندما رشحونى للسفر كان لابد أن يكون العمل فى البداية فى دولة أفريقية أو آسيوية، وصحة أمى الآن لا تحتمل الطقس فى مثل هذه الب د، وأيضا ا من شروط السفر إلى الخارج أن أكون متزوجاً وهذه هى المشكلة!
***
صرخت فى وجه تامر.. مشكلة إيه يا ابنى؟ مليون بنت وأحسن وأفضل بنات مصر يتمنوا يرتبطوا بك؟ هو فى عريس زيك يا تامر؟ قال أمى تقول نفس هذا الكلام بالضبط، فأنا والحمد لله مستور مالياً وصحتى جيدة وكما ترين لست قبيح الشكل وطبعى هادئ ومتدين، لكن أقول لك الصراحة إنه ربما يكون العيب كامناً فى داخلى أنا وأنا الوحيد الذى يعرفه!
***
استطرد تامر قائ سوف أكلمك بمنتهى الصراحة ا وأنت حبيبة أمى وأنت ممن قاموا بتربيتى مع أمى منذ أن كنت صغيراً! فقد نشأت وتعرفت عيناى على طريقة معاملة أمى لأبى فهى لا ترفع صوتاً فى حضرته ولا تقول له «أنت » أبداً، تقول له «حضرتك »، وكل شىء كان فى حياتنا يسير وفق رغبته وقراره ولم أر والدتى تخرج من البيت - حتى وهى ذاهبة إلى العمل أحياناً - إلا بعد أن تستأذنه، وهكذا تفعل شقيقتى مع زوجها، أدب وكمال واحترام متبادل بينهما، وهى وزوجها يعتبران من أنجح الدبلوماسي ن المصرين فى الخارج وقد رضخت ي ذات مرة لبكاء أمى ورضيت أن أعلن خطبتى على فتاة من أسرة محترمة اختارتها أمى بنفسها فماذا حدث بعد الخطبة.
الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية!