الجمعة 17 مايو 2024

علماء اللغة يطالبون بتعميم «مجلس اللسان العربي» في الدول العربية

علماء اللغة يطالبون بتعميم مجلس اللسان العربي في الدول العربية

ثقافة10-1-2023 | 17:01

دعاء برعي

نظمت "السلطة العليا للصحافة واسمعيات البصرية" بالشراكة مع "مجلس اللسان العربي بموريتانيا" ندوة بعنوان "لغة الإعلام.. سلامة المبنى ووجاهة المعنى" احتفاءً بإعلان العاصمة الموريتانية نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية عن عام 2023، بمشاركة الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بالقاهرة، عن بُعد، والأستاذ الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، المدير التنفيذي للمعجم التاريخي للغة العربية، وأدارها الأستاذ الحسن مولاي علي، رئيس لجنة الإعلام في مجلس اللسان العربي.


وعبّر الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بالقاهرة، عن سروره بالمشاركة في الندوة التي تجسد تعلق الموريتانيين باللغة العربية وحرصهم على خدمة ثقافتها، ما جعلهم رواداً في حماية التراث العربي والإسلامي، مشيداً بمبادرة "مجلس اللسان العربي" التي ينبغي تعميمها على جميع دول الوطن العربي.

أكد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أهمية السلامة اللغوية واستخدام اللغة العربية الفصحى السليمة وتجنب اللحن في كافة وسائل الإعلام، وضرورة الاستفادة من ثراء اللغة العربية وأصالتها وقدرتها على التعبير عن أدق المعاني والمدلولات، مشيراً إلى الحد الأدنى الذي يمكن لوسائل الإعلام استخدامه وهو المستوى الفصيح المتوسط الذي لا يُغرق في الأساليب الأدبية والبلاغية المعقدة، وفي الوقت ذاته يتجنب المفردات والتراكيب العامية الركيكة المشوبة بالأخطاء الصرفية والنحوية والبلاغية والإملائية.

وعبر الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، خلال انعقاد الندوة عن سعادته بالجهود التي تبذلها موريتانيا في خدمة وحماية اللغة العربية، وأشاد بالشراكة بين "مجلس اللسان العربي"، و"السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية"، وهنأ موريتانيا باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2023، مؤكداً أنها تستحق هذا اللقب بجدارة لأثرها الواضح في نصرة اللسان العربي والمحافظة على ثوابت اللغة منذ النهضة الثقافية الشاملة التي شهدتها مدينة شنقيط الحديثة في القرن العاشر الهجري، حيث تحدث جميع الشناقطة اللهجة الحسانية العربية التي جاءت بها قبيلة بني حسان، فكانت وما تزال حاضنة للغة العربية والثقافة العربية الإسلامية.


ورحب الدكتور الحسين أمدو، رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، بالحضور والضيوف من القاهرة، والشارقة، ومالي، وشكر "مجلس اللسان العربي بموريتانيا" على الجهود الحميدة والتعاون لخدمة اللغة العربية وحمايتها وتطوير أدائها في وسائل الإعلام، مؤكداً أن تلك الجهود ستترسخ من خلال الشراكة بين الهيئتين لتأسيس "مرصد السلامة اللغوية في الإعلام".

 
وأشار الخليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا، إلى أن هذه الندوة تمثل امتداداً لندوة بعنوان "عثرات الألسنة والأقلام في وسائل الإعلام" استهدفت العاملين في وسائل الإعلام المختلفة، ووجه الدعوة إلى "مجمع اللغة العربية بالشارقة" و"اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بالقاهرة" للتعاون في تنفيذ برنامج تطوير الأداء اللغوي للإعلاميين، وتعميمه على مستوى العالم العربي.
 
شهدت الندوة عدداً من العروض التقديمية التي حملت العناوين التالية: "السلامة اللغوية في الإعلام السمعي البصري" للدكتورة صفية حبابه، إعلامية وأستاذة جامعية، و"السلامة اللغوية في الإعلام الرقمي" للأستاذ عبيد إميجن، إعلامي ورئيس منتدى الأواصر، و"السلامة اللغوية في الإعلام المقروء وأثر الترجمة" للدكتور يحيى الهاشمي، عضو مجلس اللسان العربي ونائب رئيس المرصد الموريتاني للغة العربية، و"أثر السلامة اللغوية في حسن أداء الرسالة الإعلامية" للدكتور الحسين محنض، إعلامي وباحث ومؤلف.
 
واختتمت بمداخلة عن بُعد، قدمها الدكتور عبدالله درامي، إعلامي من جمهورية مالي ورئيس رابطة أدباء إفريقيا جنوب الصحراء، أكد فيها أن الإعلامي يحمل رسالة ومسؤولية لا ينبغي التخلي عنها لأي سبب، حيث يعد كسر قواعد اللغة العربية وصب العامية في كأس الفصحى استهانة واستخفافاً بالمخاطَب، ولهذا يتوجب على أدباء ومثقفي العربية مضاعفة جهودهم لحمايتها.