تشكو الكثير من الأمهات أن طفلها  الصغير في سن الحضانة يعتمد عليها في كل شئونه ، بالإضافة أنه غير واثق في نفسه ،  و مرتبط بها ارتباطا شديدا ولا تعلم ما هي الأسباب التي أدت إلي ذلك وهل أخطأت تربويا ؟ في السطور القادمة يشرح لنا استشاري نفسي الأخطاء التي أدت إلي ذلك.

يقول الدكتور علي القط  استشاري الطب النفسي وطب نفس الاطفال والمراهقين لبوابة دار الهلال ، أن السنوات الأولي في حياة الطفل هي الأهم  نفسيا ، فالطفل في السنة الأولي من عمره  يحتاج إلي وجود الوالدين في حياته ، وليس المقصود التواجد المادي فقط بل المعنوي والعاطفي وتلبية الإحتياج النفسي أيضا، فيحتاج إلي تلبية رغباته الأولية الأساسية  من مأكل ومشرب وأيضا إلي الحضن والحنان ، ويستمد الطفل إحساسه بالأمان  والثقة في هذه السنة والتي تكمل معه باقي حياته ، لو افتقد في هذه السنة الأمان سيحدث لديه مشكلة من المحتمل أن تؤثر علي شخصيته طوال حياته.

ويضيف الاستشاري النفسي  أن الطفل  من عام إلي 3 سنوات من سنوات عمره تتسم بالإستقلالية ، فالطفل يحب أن يعتمد علي نفسه في الأكل والمشي  ويحتاج  مساعدة جزئية من والديه فقط ، والتعامل الصحيح أن نتركه يكمل الفعل وحده حتي يكتسب الثقة ، مثل المشي او وضع  الطعام في فمه ، والحماية الزائدة في هذه المرحلة يجعله اعتمادي عليهم  لا يستطيع أن ينفصل عنهم وخاصة أنه سيكون في سن الحضانة ، هو ما يؤثر عليه  في حياته كلها ، وفي سن من 3 – 6 سنوات  المفترض ان يصبح الطفل مستقل ولا يعتمد علي والديه بنسبة كبيرة .

ويشرح أن مشكلة الطفل الحساس الذي  يكون اعتمادي علي والديه وثقته قليلة بالنفس،  لها عوامل متعددة منها التربوية  في أن الأبوين يكون  لديهم مشكلة الحماية الزائدة تجاهه، وهو حفاظ زائد  يجعل الطفل معتمد عليهم في كل أمور حياته وبنسبة كبيرة،  مما يجعله في شعور دائم أنه غير مقدر من الآخر، لانه لا يتعامل نفس المعاملة التي يتلقاها من والديه، وهو ما يؤثر علي ثقته بنفسه  ، بجانب العامل آخر هام وهو الوراثة في أن يرث الطفل أحد هذه الصفة من الوالدين.