سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي والعربي.
ففي عموده/ صندوق الأفكار، بصحيفة الأهرام قال الكاتب عبد المحسن سلامة، تحت عنوان «الترشيد» وأولوياته/، أبرز ما لفت انتباهى فى قرارات «الترشيد» الأخيرة التى أصدرتها الحكومة، ونشرتها بالجريدة الرسمية - هو تفضيل المنتج المحلى فى التعاقدات الحكومية، مع الحد من استخدام النقد الأجنبى؛ ليتسنى تخفيض العجز فى الميزان التجارى، ومساندة ميزان المدفوعات ليتحرك فى مصلحة مصر.
وأوضح الكاتب، أن هذا القرار كان يجب إصداره منذ ٥٠ عاما، ولا أدرى هل سبق إصداره أم لا؟.. وإذا كان قد سبق صدوره.. فلماذا لم تتم ترجمته؟.. ومن المسئول عن ذلك؟، وإذا لم يكن قد سبق صدوره، فهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة الاقتصاد المصرى الآن، نتيجة فاتورة الاستيراد الضخمة التى هى السبب الرئيسى فى ارتفاع سعر الدولار.
وأشار إلى أن تفضيل المنتج المحلى يعنى ببساطة فتح مصانع جديدة لكل شئ، بدءا من الصناعات الخفيفة، مثل الكراسى، والأثاث، مرورا بالأدوات الكهربائية، والمستلزمات الطبية، وانتهاء بالصناعات الثقيلة.. مشددا على أن أولويات المنتج المحلي يجب أن تكون هى الأولوية الوحيدة، وليست مجرد «تفضيل» فقط فى التعاقدات الحكومية الضخمة التى تصل إلى المليارات سنويا، مما يتيح الفرصة أمام الاستثمار الوطنى، والأجنبى للانخراط فى بناء مصانع جديدة ومتنوعة لتلبية كل هذه الاحتياجات.
وأكد أنه لا بديل عن تشجيع التصنيع المحلى بكل أشكاله، وأنواعه، حتى لو كان مجرد «تجميع» فى البداية، وأن تكون هناك خطة لتحويل «التجميع» إلى توطين لتلك الصناعات من خلال التدرج فى رفع نسب المكون المحلى، وهذا هو دور وزارة الصناعة الذى تتحدث عنه كثيرا لكن لا تفعله!.
بينما قال الكاتب، محمد بركات، في عموده /بدون تردد/ بصحيفة/الأخبار/، تحت عنوان/ زراعة الأمل/، من المهم أن ننتبه جميعا إلى حقيقة ثابتة ومؤكدة، اتفقت عليها كل الرؤى والاجتهادات المتخصصة في بحث ومتابعة المتغيرات والتطورات التي تطرأ على الدول والشعوب خلال مراحل التحولات الاجتماعية والسياسية الجسيمة والحادة التي تمر بها خلال مسيرتها الوطنية للتنمية والتطوير والتحديث، على نفس النسق وذات الحال الذى تمر به بلادنا الآن في سعيها الجاد للنهوض والتنمية وتغيير الواقع وإحداث نقلة نوعية إلى المستقبل الأفضل.
وأوضح الكاتب، أن هذه الحقيقة تشير إلى وجود دور فاعل ونشط للعامل النفسي لهذه المجتمعات وتلك الشعوب يتأثر ويؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسيرتها وسعيها لتحقيق ما تهدف إليه وتعمل للوصول له، ومن أجل ذلك تعمل هذه الدول والشعوب في مثل هذه الظروف التي نمر بها نحن الآن على تنشيط وتقوية الجهاز المناعى للدولة، والتركيز على الأسباب والدوافع والأفكار الداعمة للمعنويات العامة للمواطنين ورفع حالة الوعى الجمعى المقاوم لدعاوى الإحباط واليأس لدى أفراد الشعب.
وأشار إلى أن تلك قضية بالغة الأهمية يجب أن تكون واضحة في أذهاننا الآن بأكبر قدر من الوضوح خاصة وأننا نمر بمرحلة بالغة الحساسية والأهمية من مراحل النمو والتقدم والبناء، فى إطار محاولتنا الجادة وسعينا الهادف لتجاوز الواقع الذي نحن فيه على المستوى الاقتصادي، في ظل الأزمة الاقتصادية الإقليمية والدولية الحالية التي انعكست آثارها علينا وعلى كل الدول.
وشدد على ضرورة أن ندرك ونثق أن التحديات التي نواجهها على المستوى الاقتصادي، في ظل الأزمة العالمية الحالية رغم ثقلها وضخامتها لن تكون أكبر من قدرة الشعب المصرى على الإطلاق، وأننا قادرون بإذن الله على التغلب عليها بالعمل الجاد والجهد الصادق والأمين وبالإصرار على النجاح والثقة بالله وبالنفس.
وأوضح أن هذا يتطلب منا جميعا عدم السماح للإحباط أو اليأس للتسلل إلى نفوسنا بأى صورة من الصور، وعلينا زرع الأمل فى نفوس كل الناس، وأن نؤمن بقدرتنا على تجاوز كل الصعاب والعقبات وتحقيق ما نسعى إليه بقوة إرادتنا والوقوف معا صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد واثقين من أن الله معنا يشد أزرنا طالما صدقت النوايا وصلح العمل.
وبدوره، قال الكاتب عبد الرازق توفيق، في عموده/ من آن لآخر/ بصحيفة/الجمهورية/ تحت عنوان/صناعة الخوف/، إنه من أخطر أنواع الحروب الجديدة التي تدار ضد الدول وعقول الشعوب هي حروب الأكاذيب والشائعات والتشكيك.
وأوضح الكاتب، أن مصر واجهت حملات ضارية من التشكيك والتحريض والتشويه وتمكنت بفضل واقع ملموس نعيشه من الإنجازات والنجاحات وبفضل ترسيخ مبدأ الشفافية والمكاشفة وبفضل وعى المصريين من دحر هذه الأكاذيب والشائعات.
وشدد على أن الأكثر خطورة أن هناك حروبا أخرى تدار ضد مصر استغلالاً وتوظيفا لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وهي حروب صناعة الخوف والهلع والرعب وهز الثقة وبث الإحباط وترسيخ الانهزامية في النفوس وتسييح الإرادة الصلبة وتفكيك التلاحم والاصطفاف لكن قولا واحدا فإن الشعب المصرى اعتاد بل وأدمن هزيمة المتآمرين كافة التحديات والأزمات ودحر المؤامرات التى تأتى الآن من المرتزقة والمتحولين والمتلونين عبر كفالة الكفيل أو المشبوهين من بعض رجال الأعمال... لكنها مصر لا تعرف شيئا اسمه المستحيل.