بعد أيام من السجالات حامية الوطيس بشأن احتمال التدخل عسكريا للتعامل مع الأزمة مع كوريا الشمالية على خلفية برامجها الصاروخية والنووية، وجد مسؤولو وزارة الدفاع أنفسهم نهاية الأسبوع الماضي دون سابق إنذار يحاولون هضم المفاجأة التي أطلقها سيد البيت الأبيض.
فقد وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكاميرات خلال إجازته وقال إن الولايات المتحدة تنظر كذلك في خياراتها في الشأن الفنزويلي، والتي قد تتضمن "خيارا عسكريا محتملا إذا تطلب الأمر". وشكل ذلك إعلانا أربك موظفي وزارة الدفاع (البنتاجون).
وأشار مسؤولو البنتاجون في النهاية إلى أن الجيش يضع خططه للتعامل مع أي وضع وأن القيادة الجنوبية لم تحصل على أي أوامر بشأن فنزويلا.
وهذا الوضع السريالي هو الحلقة الأخيرة في سلسلة أحداث وجد الجيش نفسه وقد أخذ على حين غرة بمواقف قائده الأعلى.
وكان الحال كذلك هذا الأسبوع أيضا، بعدما حمل ترامب اليساريين المسؤولية جزئيا عن العنف الدامي الذي شاب تظاهرة لأنصار نظرية تفوق العرق الأبيض في فرجينيا، مشيرا إلى وجود "اشخاص جيدين في الجانبين".
وفي حين لم يتطرقوا مباشرة إلى تعليقاته، أصدر كبار قادة الجيش بيانات تستنكر العنصرية وعدم التسامح، ما شكل منعطفا في أسلوب عمل وزارة الدفاع التي تحرص عادة على النأي بنفسها عن الساحة السياسية.
وتصدر ترامب عناوين الصحف العالمية عندما تعهد بمواجهة كوريا الشمالية "بنار وغضب لم يشهد العالم لهما مثيلا" في حال واصل زعيمها كيم جونغ-أون تهديد الولايات المتحدة بقدرات بلاده الصاروخية المتنامية. وأكد سيد الأبيض الأبيض على رسالته لاحقا عبر التصريح بأن الخيارات العسكرية "جاهزة للتنفيذ".
ولم يتضح إلى أي درجة نسق ترامب رسالته مع وزارة الدفاع.
واكتفى المتحدث باسم البنتاجون روب مانينغ بالقول إن وزير الدفاع جيم ماتيس على "اتصال مستمر بالرئيس".
وكتب لاحقا ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون مقال رأي ساعد على تخفيف حدة الخطاب، إذ اكدا أن "لا مصلحة" للولايات المتحدة بتغيير النظام في بيونغ يانغ، مشيرين إلى أهمية التوصل إلى حلول دبلوماسية.
وفاجأ ترامب الجيش مجددا الشهر الماضي عندما أعلن عبر موقع "تويتر" أنه سيمنع المتحولين جنسيا من الخدمة بشكل علني في الجيش، ملغيا بذلك سياسة من حقبة سلفه باراك أوباما استمرت لأكثر من عام.