في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الشيوخ آليات دمج أطفال التوحد بالمدارس، نتساءل عن مدى التزام المدارس بدمج هؤلاء الأطفال، وعن كيفية تحقيق الاستفادة القصوى لهم، لأن هناك الكثير من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة يجدون صعوبة فى إلحاق أبنائهم بالمدارس.

وقالت الدكتورة رحاب حلمي، دكتوراه في التربية الخاصة والمدرب المعتمد للإرشاد الأسري وتعديل السلوك، إن فكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس أياً كانت إعاقة الطفل، يجب أن تقوم أولاً على توعية المعلم وتأهيله كي يستطيع أن يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك كثير من المعلمين يجهلون طريقة التعامل مع الإعاقات المختلفة، كما أن هناك مدارس ترفض حالات الدمج، وكذلك لابد من اجتياز الطالب المدمج اختبار الذكاء بنسبة 60% لقبوله فى فصول الدمج، أما الآخرين الذين لا يجتازوا النسبة فيتم قبولهم ولكن لا يتلقوا نفس الأهمية أو التعليم بل يتم إشراكهم كمستمعين فقط، وأحياناً يتم التعامل مع إعاقات محددة فعلى سبيل المثال من الممكن أن يتعامل المعلم مع طفل لديه إعاقة حركية ولكنه غير مؤهل للتعامل مع من لديه إعاقة ذهنية، أو أطفال صعوبات التعلم وفرط الحركة، وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم توفر الدورات التأهيلية للمعلم إلا أن هناك الكثير من المعلمين مازالوا فى حاجه إلى التأهيل الحقيقي.

وأضافت دكتورة التربية الخاصة أن المؤسسات التعليمية أن لديها 4 أنواع من الدمج وهم الدمج الكلي بمعنى قبول الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة وحضوره المنهج ومشاركته مع الطفل الطبيعي، والدمج الجزئي ويسمح بحضور الطفل بعض المواد وليس جميع المنهج، والدمج المكاني أي وجود الطفل فى المدرسة ولكن بمبنى منفرد، ودمج يسمح بأن يكون لكل طالب معلم خاص، ولكن إن أردنا أن نحقق الدمج لذوي الإعاقة بشكل محكم علينا القيام بالآتي:

• أن لا تتوقف الدورات التأهيلية على الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين فقط، بل على كل معلمي المواد الأخرى أن يتأهلوا للتعامل مع الطفل المدمج، وأن يعي المعلم أن هؤلاء يحتاجوا اللطف والرحمة والضمير أثناء معاملتهم.
• أن يتم توعية لكل مواطن من خلال تكاتف التلفزيون والمؤسسات المدنية والأهلية عن الطرق المثلى للتعامل مع ذوي الهمم في كل مكان، وأياً كانت الإعاقة سواء جزئية أو حركية أو كلية.
• لابد من تأهيل الطالب الغير مدمج عن كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.