حوار: أشرف بيومي

نجح النجمان أحمد فهمي وأكرم حسني في تكوين ثنائي ناجح معا، بعد أن خاضا التجربة في السينما بفيلمهما "كلب بلدي"؛ ثم قدما مسلسل "ريح المدام" في شهر رمضان الماضي، هذا العمل حظي بنسب مشاهدة عالية رغم المنافسة القوية بين المسلسلات الكوميدية، تحدث الثنائي لـ"الكواكب" عبر السطور التالية عن أسباب تعاونهما معا وسر نجاحهما وأبرز الأعمال القادمة التي سيشاركان فيها.

في البداية أعرب الفنان أحمد فهمي عن سعادته بردود الأفعال التي تلقاها عن آخر أعماله مسلسل "ريح المدام"، الذي عُرض في شهر رمضان المبارك، مُقدما التحية لكل من شارك معه في العمل خاصة شريك نجاحه الفنان أكرم حسني، قائلا: "أنا وأكرم أصدقاء منذ 4 سنوات وكان هدفنا الرئيسي من المسلسل إسعاد المشاهدين، لأننا نريد تسليتهم خلال الساعة ونصف إذا قدمنا فيلما، أو نصف ساعة في حالة المسلسل؛ لأن الجمهور ينفصل عن متاعب الحياة في هذا الوقت وينسى همومه؛ ولذلك فنحن نبذل مجهودا كبيرا من أجل هذا الأمر وهو ما حدث في مسلسل "ريح المدام" لدرجة أن أكرم تم نقله للمستشفى آخر 4 أيام بعد المجهود الكبير الذي بذلناه فيه".

وأضاف: "أكرم حسني ممثل أشطر منه مذيع، وأنا أحب نوعية التمثيل الكوميدي الذي يقدمه، وشخصية بهجت التي قدمها في العمل قريبة من شخصيته الحقيقية، وأنا من طلبت منه المشاركة في العمل بعد أن قدمنا معاً فيلم "كلب بلدي"، رغم أنه عُرض عليه عمل لا يمكن رفضه وتحدث معي عنه من باب الصداقة بيننا وكان مسلسلا في رمضان، ولكنه قرر في النهاية أن يدخل المسلسل معي لأنه سيكون مرتاحا نفسيا وسعيدا عند الذهاب إلى لوكيشن التصوير، وبالفعل هذا ما حدث فقد كانت الأجواء الخاصة بالعمل ممتعة للغاية، رغم التعب الذي شعرنا به، فالجميع كان يحب بعضه بشكل غير طبيعي، ولم ينفسن أحد على الآخر والجميع كانت لديه رغبة للحفاظ على المسلسل ولذلك كانت به "روح حلوة"، حتى أن مي عمر أخبرتنا أنها لابد أن تتحدث بجدية عبر شخصياتها في العمل لكي تترك لنا كامل مساحة الضحك".

وتابع فهمي قائلا: "خرجت من نجاح كبير مع هشام وشيكو اللذين لهما فضل كبير جدا فيما وصلت إليه في مسلسل "ريح المدام"، وقد كنت قلقا جدا عندما تركتهما؛ فهما نجمان كبيران جدا يتمتعان بمواهب مرعبة، وفكرة انفصالنا عن بعض جعلت جميع الناس متربصة بنا، ولكن الحمد لله مر فيلم "كلب بلدي" على خير ثم المسلسل أيضا"، موضحا في الوقت ذاته أن أكرم حسني كان السبب في نجاح مسلسل "ريح المدام" بنسبة 60%، فأي مسلسل آخر يكون الكاست كبيراً جدا ولكن نحن في هذا المسلسل كنا 4 فقط ولذلك فأكرم قادني لنجاح كبير وأوجه له الشكر في هذه الفترة التي حاول البعض أن يكسرني فيها ولكنه وقف في ظهري معنويا.

وأضاف: "أكرم شخص نظيف داخل وخارج الشغل، وهذا لا يقلل من أي شخص عملت معه، ولكن أكرم موهبة أنحني أمامها، ولذلك أشكره على العامين اللذين قام فيهما بدعمي بشكل نفسي وأشكره على النجاح الذي وصلنا إليه"، مشيرا إلى أن أكرم سيقدم عملا من بطولته بشكل منفرد في رمضان القادم، ثم يجتمعان معا مرة أخرى في رمضان 2019.

وأكد فهمي أنه لم يختلف مع مؤلف المسلسل تامر إبراهيم وأنه كانت هناك مرونة في الكتابة وكان يحدث بعض الارتجال أثناء التصوير، مضيفا "قدمنا في إحدى الحلقات "ماسكات" للسخرية من الإعلاميين والشخصيات المشهورة ولكن بعضهم غضب منا مثل محمد رجب الذي قام بمعاتبتي، ولكنني أخبرته أن فكرة سخريتك من شخص معناها أنه ذو قيمة كبيرة عندك.

وقال فهمي: في مسلسل ريح المدام لم يكن هناك "لوكيشن" تصوير ثابت، وجميع أفراد فريق العمل كانوا "بيهزروا عشان يتبسطوا"، لدرجة أننا كنا نُصاب بكريزة ضحك في بعض الأحيان دون أي سبب!، مضيفا أن المنافسة كانت كبيرة جدا في رمضان نظرا لكثرة المسلسلات ومشاركة نجوم الكوميديا الكبار مثل محمد إمام وياسمين عبد العزيز ودنيا سمير غانم وأحمد مكي وغيرهم.

وتحدث فهمي عن بداياته في عالم الفن قائلا: "كنت مجتهدا جدا في كلية الهندسة ولكني تركتها ودرست «اقتصاد وعلوم سياسة» بعد أن حصلت على مجموع 96.6% في الثانوية العامة، ولكني أرى عدم دخولي معهد سينما أو فنون مسرحية خدمة لي وهذا ليس تقليلا منهما، ولكن هذا الأمر ساعدني في أن عقلي أصبح "أوت أوف ذا بوكس" وكنت أحصل على المعلومات دون أن أعلم أنني سأستخدمها بعد ذلك ثم دخلت معهد فنون مسرحية ولكنني لم أستمر في الدراسة، أما بالنسبة للتمثيل فقد جاء عن طريق الصدفة بعدما كنا نقدم بعض الأفلام أنا وهشام وشيكو في البداية حيث تعاقد معنا المنتج محمد حفظي، بعد أن عملت في البورصة بعد التخرج مباشرة، وبعد حديثي مع حفظي كتبت فيلم "كده رضا" ولم أكن أتوقع أن أنافس كممثل مثلما يحدث الآن وكانت هذه الأمور بعيدة عن خيالي؛ حتى أن تعاقدي مع حفظي كان كممثل وكتابتي لفيلم "كده رضا" كانت من باب التسلية، ولكن أحمد حلمي أُعجب بالفكرة فبدأت انتشر كمؤلف ومعي هشام وشيكو حتى أصبحنا ننافس كممثلين"، مضيفا: أن الموهبة تحتاج إلى الدراسة ولكن عن طريق معرفة ما الذي تحتاجه سواء في حالة كتابة السيناريو أو التمثيل فتبدأ في الحصول على ورش لتطوير نفسك ومع الوقت تكتسب خبرة كبيرة تساعدك".

وأوضح فهمي أنه يقوم حاليا بكتابة فيلم للفنان بيومي فؤاد، وأن هناك مشروع فيلم جديد أيضا مع شريف نجيب وجورج عزمي، مضيفا "ولكن بالنسبة لسيزون رمضان القادم فلن أظهر خلاله وسأنتظر حتى 2019 وسأعمل على هذا المسلسل من الآن على أن أتواجد في السينما خلال 2018"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "كواليتي" الأعمال التليفزيونية ستصبح أجمل لو تم نقل "السيزون" خارج رمضان.

وقال فهمي إن حياته مع زوجته غريبة بالنسبة للناس جميعا حيث إن اهتماماتهما بالحيوانات يأتي في المقام الأول ، مضيفا "زوجتي منة متفهمة ظروف عملي، والعلاقة بيننا مختلفة عن أي زوجين سواء في العمل أو السفر بمفردي إلى إسبانيا أو فرنسا وآخذ رأيها في أعمالي وقد أبدت إعجابها بمسلسل "ريح المدام" كأكثر عمل أحبته لي".

وأضاف: "منة جاء لها العديد من العروض للتمثيل ولكنها لم تحب هذا الأمر"، موضحا أن الفنان كريم عبد العزيز ساعده في الزواج بها بعد أن تحدث مع الفنان حسين فهمي أثناء تقديمهما لمسلسل "وش تاني" وذلك بعد جلوسه مع الفنانة ميرفت أمين، مؤكدا أنهم بسطاء جدا وأنه تشرف بهم.

وأكد أن زوجته لها فضل كبير في نجاحه خلال العامين الماضيين، لأنهما كانا بالنسبة له عنق زجاجة لابد أن يخرج منه، مضيفا "في الوسط الفني أعشق الأستاذ عادل إمام جدا.. وكريم عبد العزيز وأحمد السقا هما مثلي الأعلى، والنجم محمود عبد العزيز له مكانة خاصة في قلبي لأنه إنسان مختلف تماما"، مشيرا في الوقت ذاته إلى حدوث بعض المواقف الطريفة في بدايته بسبب تشابه اسمه مع المطرب أحمد فهمي حيث كان يحصل على أوردر عن طريقه بعد اتصال المنتجين بكل منهما على أنه الآخر.

أكرم حسني يتحدث:

ومن جانبه، قال الفنان أكرم حسني: "أنا كنت ضابط شرطة ناجحا في العمليات الخاصة ولكني تركتها برتبة نقيب؛ لرغبتي في استكمال حياتي فيما أحب، وتقديم رسالتي من مكان عملي الذي أحبه، فلكي تسعد الناس لابد أن تكون أنت نفسك سعيدا وتعمل ما تستمتع به، وأي إنسان منذ ولادته وحتى وفاته، تكون حياته عبارة عن سلسلة اختيارات، وأنا قررت أن أعيش ما تبقى من عمري في عمل ما أسعد به؛ لكي تبلي بلاء حسنا، وتتسبب في إسعاد الناس سواء أكنت مذيعا أم مطربا أم ضابطا"، مضيفا "أنا أحب التمثيل ودرست في كلية الإعلام أثناء عملي كضابط لكي يكون مدخلي للتمثيل، ولكن الخبرة التي تكتسبها عبر العمل تكون أكثر من الدراسة".

ونفى أكرم وقوع أي خلافات بينه وبين أحمد فهمي، قائلا: "فهمي من "أنضف" الشخصيات التي تحب عملها ولا يفكر في شيء سوى جودة العمل ويحب شغله ومن حوله في فريق العمل وأنا فخور وسعيد به لأنه إنسان ذكي جدا، ولكنني أريد أن أوجه الشكر أيضا للاستايلست أمنية علي التي أبدعت في المسلسل، وأيضا مي عمر التي تفاجأت بها لأنها موهوبة وشاطرة ومجتهدة في عملها وإنسانة جميلة".

وأضاف أكرم: "الجو العام في مسلسل "ريح المدام" كان استثنائيا، وهناك مشهد تم تكراره 33 مرة خلال ساعتين ونصف لم نتوقف فيها عن الضحك واعتذرنا لطاقم المسلسل بسببه، وقد راهنا أيضا علي المجهود الذى كنا نبذله سواء في التحضير أو التصوير من أجل نجاحه".

وأوضح أكرم أن مسلسل "ريح المدام" كان ينقل لسان حال معظم الرجال المختلفين عن تركيبة النساء، مضيفا : "النساء طوال الوقت محتاجات إلى الكلام وأن يستمع الأزواج لهن؛ ولكن الرجال طوال الوقت مثقلون بالمشاكل ولا يرغبون سوى في الحصول على بعض الراحة عند الوصول للمنزل؛ ولذلك فما نود أن نقوله هنا أنه على المرأة ألا تتكلم عندما يكون الرجل مشغولا عنها، لكي يستمع الرجل لها باهتمام عندما يكون مستعدا لذلك".

وأكد أكرم أن زوجته متفهمة لطبيعة عمله، مضيفا "لابد أن أشكرها طبعا على تعبها معي طوال الفترة الماضية، فقد تعرفت عليها أثناء عملي في الداخلية ولكني كنت أعمل أيضا في الإذاعة وقتها منذ عامين، والحمد لله هي تحب ما أحبه، كما أنها إنسانة ذكية جدا وتساعدني على التركيز في عملي".

وقال أكرم: "ليس من السهل أن يكتب أي شخص عملا كوميديا ولكنني أحرص أيضا على التنوع وتمثيل أشكال مختلفة، إلا أنني أحتاج لبعض الوقت لكي أثبت قدمي أولا في منطقة الكوميديا"، مضيفا "لدي بعض العروض والاتفاقيات المبدئية لتقديم مسلسل رمضان القادم ولكن لن يشاركني به أحمد فهمي إلا أنه أكد لي مساعدته لي مشرفا على الكتابة، فالبعض قد يفهم أننا نجامل بعضنا ولكننا بالفعل نفكر لبعض وكيف يضيف كل منا للآخر".

واختتم أكرم حسني حديثه معنا قائلا: كم كنت أحلم بالظهور ولو في مشهد مع النجم الراحل محمود عبد العزيز، مضيفاً: "كان نفسي ألحقه ولكن لم يأذن لي ربي بذلك، وأنا من عشاق هذا الرجل لأنه كان رمزا كبيرا في عالم الفن".