الجمعة 19 ابريل 2024

على «عتبة» الباب الأخضر!!

مقالات25-1-2023 | 20:07

كيف يجتمع الوصول وصيحة التحذير، ونداءات السماء وحالة التيه وسرقة طفل وعودته ويصاحب كل هذا دعوات تعرف طريقها نحو السماء؟؟؟ لقد اجتمع كل هذا في «الباب الأخضر»، الفيلم الذي أعاد به المخرج ومدير التصوير رؤوف عبد العزيز رائعة أسامة أنور عكاشة إلى الشاشة مرةً أخرى حاملاً المزيد من التساؤلات!!

فتجارب الكاتب السينمائية لا تتجاوز أصابع اليد، جعلته يغيب بعض الوقت عن ملعبه الأساسي؛ الدراما التليفزيونية ثم يعود، صنعت علاقة بالسينما ذات خصوصية وكأنه يأتيها ليقول "فكرة" بصورة مكثفة بعيداً عن عوالمه الدرامية التليفزيونية التي يصنعها على "نار هادية"، فيجعلنا نرى أعمق التفاصيل بصورة واضحة وندرك عمق التشابك؛ لكن الحالة السينمائية جعلت المخرج والمصور رؤوف عبد العزيز يصنع لوحات تشكيلية بقدر دراميتها تحاكي ذلك العالم ليمكنه اللحاق بالتفاصيل والأفكار وساعده الأداء الدرامي المتميز للجميع فكأنهم على اتفاق على الوقوف في لحظة بين السماء والأرض، لنرى عالم أسامة أنور عكاشة؛ دون تفكير في منح الفيلم المزيد من الإيقاع أو تجاوز اللحظة، فقد أراد أن يشكل البحث عن "اسم/ هوية" وتجارب محو الشخصية حالة من الانتظار أمام الباب!!

لذلك يستمر التساؤل حول اختيار ومعالجة أعمال أسامة أنور عكاشة بعد رحيله؟؟؟ فمنذ أن جاء الجزء السادس من ليالي الحلمية لأيمن بهجت قمر وعمرو يس والمخرج مجدي أبو عميرة، والذي رغم تميزه فنياً إلا أنه كان "صدمة" فهالة الليالي "المقدسة" ومغامرة الاقتراب منها فخاً لن ينجو منه أحد؛ حتى أبطالها !!

ثم جاء مسلسل «راجعين يا هوى» لمحمد سليمان عبد المالك والمخرج محمد سلامة، بحالة من الإمساك بالعصا بصورة متوازنة من حيث الحفاظ على روح وشخصيات وعالم أسامة أنور عكاشة لكنه في ذات الوقت يحمل الحنين ويقف في المنتصف بين الماضي والحاضر ويدرك ما حدث من تغيير، ولذلك حقق النجاح في كافة الاتجاهات.

لكن فيلم الباب الأخضر حمل ميراث أسامة أنور عكاشة مع السينما؛ من تجارب محدودة تحمل سمات خاصة أكثرها اقتراباً من أفكاره دماء على الأسفلت وكتيبة الإعدام مع المخرج عاطف الطيب والتي كانت رسائل واضحة مباشرة وكذلك كان «الباب» الذي اتخذ كافة الإسقاطات الباحثة عن الهوية بمصاحبة صورة مبدعة عمقت تفاصيل الشخصيات والعالم الدرامي، لذلك بقدر ما حمل حالة من الترقب والانتظار على "عتبة" الأبواب؛ إلا أنه كان أملاً في الوصول إلى هوية مرجوة، لكننا مرةً أخرى نسير في طريق التساؤلات؛ حتى أننا نتساءل عن رضا أسامة أنور عكاشة عما رأيناه؟؟؟