واصلت وحدة حوار دار الإفتاء المصرية حملتها "مفاهيم تهمك ، لا تستخدمها مع ابنك" علي صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ، والتي توجهها للأباء والأمهات توجه فيها النصائح لرفع الوعي والنصح من خلالها وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يرتكباها دون علم وتؤثر سلبيا علي مفاهيم وثقافة الأبناء، وحثت فيها الأبوين علي إعطاء مساحة للأسئلة والتعبير عما بداخلهم و الحذر من استخدام جملة (متسألش عن ربنا بالطريقة دي!) والت لجوء للمختصين في حالة عدم استطاعتهم علي الرد.
وجاء نص المنشور كالتالي: "الطفل بطبيعته مُكتشف صغير، أسئلته دايما كثيرة في أي وقت وعن كل شيء، ومن ضمن الأسئلة اللي دايما يطرحها الأطفال:
ربنا فين؟
مين خلق ربنا؟
ربنا شايفني؟ طيب ليه أنا مش بشوفه؟
هو ربنا بياكل ويشرب؟
الأسئلة دي صعبة على الطفل لأنه بيحاول يعرف عن ربنا، وأصعب على ولي الأمر لأنه بيجد نفسه مش قادر يجاوب، فبيكون الرد المعتاد: ماينفعش نسأل بالطريقة دي عن ربنا؟" أو "حرام نتكلم عن ربنا بالطريقة دي!" وطبعا هنا بينتهي الحوار بين الابن والأب أو الأم من غير تفسير واضح للعبارة: ليه ماينفعش أسأل عن ربنا؟ أومال أسأل مين
الصحيح
السؤال مِفتاح العلم".
وتابع المنشور: "عقلية الطفل وتصوره عن الإله والخلق والكون تتشكل من خلال أسئلته وتطلعه للمعرفة؛ الطفل يسأل لأنه مثل الصفحة البيضاء، لا كتابة فيها، والإجابات عن هذه الأسئلة الوجودية الكبرى هي المِداد أو الحبر الذي سينقش على صفحة قلبه حبه وفهمه للخلق والخالق".
وأردف: "يجب على كل أم وأب أن يوفر للطفل مساحة آمنة لطرح أي سؤال يحبه بالطريقة التي يحبها، أي نترك لهم التعبير عن أنفسهم ببرائتهم المعهودة، لأننا لو لم نفسح مجالا لهذه البراءة في الصغر ستصبح قنبلة موقوتة في الكبر للتطرف الفكري".
ثانيا: يجب أن يتقبل الآباء فكرة أنهم ربما يعجزوا عن الرد على بعض الأسئلة بطريقة صحيحة، لأن كل منا له تخصصه ومجاله، وهنا نتذكر قول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، فنستقبل من الطفل أسئلته بابتسامة وترحاب وتشجيع على أنه فكر وسأل، وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول عن سيدنا عبد الله بن عباس: "ذلك فتى الكهول، له لسان سؤولا وقلب عقولا"
يعني الفهم والعلم والحكمة تأتي من السؤال، الطفل من حقه يسأل ويفهم.