الذين سافروا أو هاجروا ووصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بلد الأحلام يتوقفون قليلا من أجل التقاط الأنفاس وقياس المسافة الواقعية أو الحقيقية بين الحلم والمصير فكل القادمين كانوا حالمين ومن حق الإنسان أن يحلم خاصة إذا كان طموحا.
أنا كاتب صحفي وإعلامي عشت سنوات عمري بجمهورية مصر العربية والذين يعملون في مجال الصحافة والإعلام في الغالب لديهم اطلاع على أمور وأحوال الدنيا والناس، ربما جيلي قد أتيحت له الفرصة أن يتلقى تعليماً جيداً وتكون مصر وطنه الأم من أهم وأجمل بلاد الدنيا ورغم الظروف والتقلبات السياسية والاقتصادية التي تعرضنا لها وما زلنا إلا أنني أعتقد أن المصريين لديهم طاقة غير عادية للصبر والتعامل مع الظروف الصعبة.
وصلت منذ عدة أشهر إلى مدينة نيويورك مع أسرتي ولدينا إقامة ونحاول ترتيب أمورنا مع الواقع الجديد والمغري أيضا لاحظت وجود جالية مصرية كبيرة وخاصة في ولايات الساحل الشرقي خاصة نيويورك ونيوجرسي وقيل لي بأن الجالية المصرية الموجودة بالداخل الأمريكي كبيرة في العدد وموجودة تقريبا في معظم الولايات بدرجات متفاوتة المعروف عنهم السمعة الطيبة حيث يحتل البعض منهم مواقع ومراكز جيدة في القطاعات المهنية من طب وصيدلة وهندسة ومحاسبة وأعمال تجارية والتدريس بمستوياته ومراحله المختلفة وهذا من دواعي الفخر والاعتزاز كما أنني تابعت عن قرب وجود بعض منظمات المجتمع المدني يقوم عليها مصريون أصحاب أنشطة ثقافية واجتماعية وفنية بل ومهنية أيضا.
سألت نفسي كيف أن لدينا كل هذه الأعداد الكبيرة من أبناء مصر المهاجرين وأيضا منظمات مجتمع مدني لها نشاط ملموس على أرض الواقع وكررت السؤال: أين نحن بكل هذه القدرات
والإمكانات من الوطن الأم؟ وكيف نستطيع أن تكون لنا أفكار أو مبادرات هادفة لرد الجميل للوطن؟
أتمنى أن تتاح لي فرصة التعرف على أهل بلدي وأبناء وطني ربما نكون قادرين معا أن نقدم للوطن وفي هذا التوقيت الهام ما يتوقعه من أبنائه الذين هاجروا.