«الحقوني، بنتي غايبة من 3 أيام ومعرفش مكانها، بنتي اتخطفت وأنا بموت كل يوم عشانها»، كان القلق والإرتباك يسيطر على ملامح السيدة الخمسينية وهي تهرول لغرفة رئيس المباحث قسم شرطة الهرم، كي يساعدها في إيجاد ابنتها هند والتي تعمل معلمة ومختفية من الخميس الماضي.
تبدأ أحداث قضيتنا في الـ10 صباحا، حيث وقفت سيدة في العقد الخامس تبكي أمام قسم شرطة الهرم، ليستقبلها العقيد هاني الحسيني مفتش مباحث الهرم، ويعلم من خلالها أن ابنتها هند والبالغة من العمر 29 عاما، وتعمل معلمة بإحدى المدارس، اختفت من يوم الخميس الماضي، من شقتها والتي تقع بشارع ترسا، ليتم تحرير محضر بالتغيب، وأخبر اللواء أحمد خلف نائب مدير الإدارة العامة لقطاع غرب وجنوب الجيزة بتفاصيل الواقعة، وتمّ تشكيل فريق بحث وتحر لكشف ملابسات الواقعة.
«بابا ضرب ماما جامد»، كلمات جاءت على لسان أبناء الضحية، بعدما انتقلت قوات المباحث بقيادة العميد علي عبدالرحمن رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعميد مصطفى طه، مأمور قسم شرطة، إلى شقة الضحية، وصعد فريق المباحث إلى الشقة، مسرح الجريمة، وتقع في الطابق الثالث، مكونة من غرفتين وصالة ودورة مياه، ووجدوا من خلال المعاينة آثار عنف في صالة الشقة، وأيضًا آثار لدماء على بعد متر من باب الشقة، ولم ينته فريق المباحث من المعاينة، وبدأوا فحص كاميرات المراقبة، القريبة من مكان إقامة الضحية، ليتم رصد شخص يحمل سجادة لونها أزرق ويسير بها في وقت متأخر، ليتضح أنه طليق الضحية.
المشتبه به هو طليق الضحية، ومتزوجين منذ 9 سنوات ولديهما طفلين آسر وآيسل 7 سنوات و5 سنوات، كما أن الطفلان وجدا لدى والدة طليق الضحية، وعلى الفور انتقلت قوة من المباحث، إلى مكان الأطفال، وبمناقشتهما اعترفا الاثنين بحدوث مشادة كلامية وتعدي والدهما بالضرب على والدتهما حتى سقطت على الأرض، وأضافا الطفلين أثناء مناقشتهما أمام رجال المباحث، أنه عقب ذلك اصطحبها الأب إلى الخارج « بابا اتخانق مع ماما جامد وفضل يضرب فيها وهي تصوت، وبعدين وقعت ع الارض، هو أخدها وخرج بره، وبعدين روحنا كلنا عند تيتا».
عقب الانتهاء من مناقشة أبناء الضحية، تمّ عرض المعلومات على اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة للمباحث، والنيابة العامة، وأمرت بضبط وإحضار طليق الضحية المشتبه فيه، وتمكّنت قوة من المباحث من ضبطه في مكان عمله بمعمل تركيب أسنان بمنطقة الجيزة، وتمّ اقتياده إلى قسم شرطة الهرم، وجرى مناقشته، وبمواجهته بما جاء في كاميرات المراقبة وأقوال أبنائه، اعترف المتهم في محضر الشرطة بارتكاب الواقعة، قائلا: «أنا روحت لها أشوف أولادي وحصلت بينا خناقة، وخنقتها، أخدت أولادي وروحت لأمي وبعدين رجعت الشقة، وألقيت الجثة في منطقة صحراوية بحدائق الأهرام».
تمّ اقتياد المتهم لمكان التخلص من الجثة، وعثرت القوات على الجثة، وتمّ تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وقررت حبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، ولا تزال التحقيقات مستمرة.