وسط تحديات وتهديدات ومخاطر وصراعات يموج بها العالم.. واضطرابات إقليمية.. وضغوط خارجية فى ظل نظام عالمى جديد يتشكل.. ويمر بمخاض غاية فى الصعوبة.. لكن فى ظل هذه الأمواج والعواصف والتحديات الدولية والإقليمية.. هناك قائد حكيم و«ربان ماهر» يتمتع بأعلى درجات الشرف والإخلاص والإرادة.. يعبر بسفينة الوطن فى أمان وسلام وثقة وشموخ.
لم يكن صدفة أن يتولى أمر مصر قائد عظيم ووطنى شريف يتمتع بأعلى درجات الحكمة والعطاء والتفانى والإخلاص.. لكنها مشيئة الله وإرادة الأقدار التى جاءت بالقوى الأمين.. فى توقيت تواجه فيه مصر تلالاً من التحديات والتهديدات والمخاطر والضغوط.. ومحملة بميراث صعب من عقود الماضى.. من أزمات مزمنة.. ومعاناة معقدة.. وتراجع لا تخطئه العين وأوضاع كانت تنذر بكوارث تهدد بقاء ووجود الدولة الوطنية.. كل ذلك احتاج إلى قائد يمتلك الرؤية والإرادة والحكمة للعبور بالوطن إلى شاطئ الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.. يمتلك القوة والقدرة والإرادة على تحقيق آمال وتطلعات المصريين.
القيادة الرشيدة.. وسفينة الوطن
على مدار السنوات الماضية واجهت مصر صنوفاً مختلفة من التحديات والتهديدات والمخاطر والضغوط الداخلية والخارجية.. تتعجب من قدرتها على عبور وتجاوز هذه التحديات والتهديدات وتجد فيها رعاية إلهية وحكمة وعبقرية القيادة فلا يمكن ان تتجاهل كيف عبرت مصر محنة أحداث مؤامرة يناير 2011.. وتكون هى الدولة الوحيدة التى نجت من براثن المخطط الشيطانى.. بفضل الله.. ثم إرادة وإخلاص الجيش المصرى الوطنى الشريف.. ورجاله الأنقياء الذين أنقذوا الوطن من السقوط والضياع.. ثم جاء حكم الإخوان المجرمين وقبل أن يكتمل عامهم الأول.. اكتشف المصريون خيانتهم وعمالتهم للوطن.. فقرروا عزلهم.. ولم يجد الشعب المصرى السبيل لانفاذ إرادته وحمايته سوى فى قائد عظيم رفض أن يدير ظهره لإرادة شعبه وامتلك الشجاعة وغريزة الشرف الوطنى.. فانحاز الجيش المصرى العظيم لإرادة الشعب وافتدى المصريين فى مواجهة إرهاب وإجرام الجماعة الإرهابية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يمثل مشيئة الأقدار ولطفها بوطن عظيم.. حيث تولى أمر مصر وحكمها فى ظروف غاية فى التعقيد والصعوبة.. وتحديات وتهديدات غير مسبوقة.. احتاجت إلى رؤية وإرادة.. خاطب الرئيس السيسى شعب مصر واستنهض همته.. وأيقظ إرادته.. واستدعى مكنونه الحضارى.. وقدرته على تجاوز المحن والشدائد.. شخص أوضاع وأحوال وظروف مصر دون تجميل أو تهوين أو تهويل.. بعين الخبير البصير العاشق لهذا الوطن.. لم يعد ولم يبع الوهم لشعبه لكنه طلب اصطفافه.. والعمل والصبر والتضحية مؤكدا ان فى نهاية النفق نوراً كبيراً وان مصر وشعبها لديهم القدرة على العبور بهذا الوطن.
واجه الرئيس السيسى تحديات عظيمة غير مسبوقة لا يقدر عليها إلا من اختصهم الله واختارتهم الأقدار لانقاذ الأوطان.. فخاض الرئيس السيسى مع شعبه أخطر وأعظم معركتين فى تاريخ مصر.. هما معركتا البناء والوجود.. وتمثلت فى الحرب على الإرهاب والفوضى والتراجع السياسى وشبه العزلة الدولية ومحاولات الحصار والتقزيم.. ناهيك عن مؤامرات ومخططات وأطماع وأوهام حاولت استغلال ظروف مصر فى هذا التوقيت.. نجح الرئيس السيسى مع شعبه وجيش وشرطة مصر البواسل فى دحر الإرهاب وتطهير البلاد من دنسه.. فاستعاد الأمن والاستقرار وتثبيت أركان الدولة والاتجاه صوب بناء قوة وقدرة مؤسسات الدولة فى دولة القانون لتعود هيبتها من جديد توفر الأمن والأمان والانضباط لشعبها.
فى ذات الوقت كانت هناك معركة أخرى مصيرية لا تقل فى خطورتها وأهميتها عن معركة الحرب على الإرهاب والفوضى والسؤال الذى كان مطروحاً هل نؤجل معركة البناء والتنمية والإصلاح فى ظل معاناة مزمنة وأزمات معقدة على مدار 50 عاماً ماضية حتى نفرغ من معركة الإرهاب والفوضى؟.. الحقيقة ان رؤية وحكمة وإرادة الرئيس السيسى خوض المعركتين معاً وفى توقيت متزامن فى مسارات متوازية واستنفرت مصر قواها وقدراتها ومواردها فى ملحمة بناء وتنمية غير مسبوقة.. وفى تجربة ملهمة شملت جميع القطاعات والمجالات ودارت رحاها فى كل ربوع البلاد.. لتخفف الأعباء عن كاهل المصريين وتنهى مسلسل الأزمات المزمنة والمعقدة من طوابير طويلة للحصول على رغيف الخبز أو البنزين أو السولار أو البوتاجاز وإنهاء رحلة العذاب فى أزمة انقطاع التيار الكهربائى شبه المستمرة.. وأيضاً الآلام والأوجاع من تفشى مرض فيروس سى ونجحت مصر فى القضاء عليه وأصبحت خالية من هذا الفيروس اللعين.. وفى القضاء على قوائم الانتظار.. وأيضاً القضاء على العشوائيات.. وفتح طاقات الأمل أمام الناس ليروا عهداً جديداً من العمل المتواصل والمستمر الذى يسابق الزمن من أجل وضع مصر على خريطة البناء والتنمية.. ولتشكيل اقتصاد جديد لمصر قادر على تحمل الصدمات والأزمات ولديه مرونة فى التعاطى مع مختلف الظروف يخلق فرصاً غزيرة وواعدة.. تكون مثار جذب للعمل والاستثمار خاصة ان التجربة المصرية الشاملة والمتكاملة تضمنت البناء والتنمية فى كافة المجالات والقطاعات والبحث عن شرايين جديدة للاقتصاد المصرى وتنميته وتعظيم الموارد المصرية والخروج من دائرة التقليدية والنمطية إلى رحاب الأفكار الخلاقة والإبداع فى البناء والتنمية.. ربما كان هذا المختصر للحظات فارقة فى مسيرة هذا الوطن.. تتعلق بوجوده فى الأساس وبمستقبله فى الأصل.. فما بين عبقرية الانقاذ وإبداع البناء والتنمية واستعادة الدور والمكانة والثقل والاحترام لمصر على الصعيدين الإقليمى والدولى.. تدور قصة نجاح وإبداع بطل عظيم وشريف هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى سخرته الأقدار لانقاذ وبناء مصر فى أكثر فتراتها صعوبة وخطورة ودقة وكان قائد السفينة ماهراً وحكيماً ومخلصاً وشريفاً.. فحقق لوطنه ما أراد.. واستعاد الأمل فى نفوس المصريين وحرص على جبر خواطرهم ووضع احتياجاتهم ومطالبهم على رأس الأولويات.. تجسدت فى حياة كريمة وأكبر مشروع وطنى لبناء الإنسان المصرى.. فهو طاقة إنسانية فياضة.. عف اللسان ترفع عن الصغائر والإساءات.. وأمسك بمبادئ الرقى والأخلاق الرفيعة فى زمن البذاءات والاقزام.. هو مدرسة مصرية وطنية تنهل من علمها ودروسها لتتعلم كيفية بناء الأوطان على أسس الإبداع واستشراف المستقبل.. فتعلم أيضاً كيف تستند السياسة على الأخلاق والشرف والاحترام المتبادل والصدق والأمانة .. تتعلم أيضاً كيف يكون الطموح من أجل الوطن.. وكيف يكون بناء القوة والقدرة فى زمن الصراعات والاضطرابات وعصر الأقوياء.. لتحمى هذا الوطن من الأوهام والأطماع والمؤامرات والمخططات.
ربما تكون هذه المقدمة الطويلة مدخلاً أساسياً لأن أقول.. كان الله فى عونك سيادة الرئيس فالتحديات والتهديدات والضغوط التى تتحملها مصر فوق طاقة البشر.. لكن يكفى أن أقول (أنت لها سيادة الرئيس) فهذا حكم واختيار الأقدار للشرفاء الذين يبنون ويحمون أوطانهم ويتفانون فى خدمتها بحكمة ورشد وقدرة وثبات وصبر على اتخاذ القرار الحكيم والرشيد الذى يحقق صالح الوطن والمواطن.
دعونى أقول أيضًا.. إن المؤامرات والمخططات لم تنته بعد بل تتلون وتتحور وترتدى أثواباً أخرى.. فلا تنس أنها مصر العظيمة.. التى لا يرضى لها أعداؤها ان تقوى وتنهض.. هى دائماً مستهدفة.. ويتربصون بها.. تارة بالمؤامرات والمخططات للإضعاف والاسقاط.. وتارة أخرى بالإرهاب والفوضى.. وثالثة بحملات ممنهجة للأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتسفيه والتخويف والإفزاع.. ومحاولات تزييف الوعى وإحباط الناس.. وأخيراً وليس آخراً.. بالحصار والضغوط ومحاولات الاستقطاب ربما لا يعرف الكثيرون ما يدور فى فلك الضغوط والابتزاز.. فهناك كلام يقال.. وآخر لا يقال.. فالدولة لديها أسرار.. لا يعلمها ولا يتحمل مسئوليتها سوى صناع القرار.. ومن اختارتهم الأقدار من فرط شرفهم وأمانتهم وقدرتهم على تحمل المسئوليات الثقال.
يكفى أن أخبرك.. أن مصر تعيش في «طوق النار» تحاصرها التحديات والتهديدات من كل صوب وحدب.. لكنها صلبة قوية وقادرة نجحت واستشرفت المستقبل وتنبأت بما يجرى من أحداث وصراعات مبكراً فاستعدت وبنت القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة والرشيدة انطلاقاً من إستراتيجية صاغها قائد عظيم «العفى محدش يقدر يأكل لقمته».. فى وقت لا تنتهى فيه تلال المؤامرات والابتزاز والضغوط ومحاولات فاشلة للعبث فى الحقوق والقدرات والثروات المشروعة فى الغرب.. تجد أكثر من 2000 كيلو متر حدوداً مع ليبيا.. وهذه الدولة الشقيقة تعرضت لأزمة عنيفة فى 2011 نالت من مؤسسات الدولة الوطنية فيها ولا ترى مصر حلاً لها سوى التسوية السياسية.. وجمع الأشقاء على قلب رجل واحد لاستعادة ليبيا.. لكن مصر فى مواجهة الخطر والتهديد.. وضعت خطوطاً حمراء لا يستطيع أى من كان تجاوزها.
فى الجنوب.. مازالت أزمة سد النهضة عالقة بسبب التعنت الإثيوبى الواضح.. وترى مصر انه لا مساس بقطرة مياه واحدة من حصتها من مياه النيل وأن ذلك (خط أحمر) لا يمكن التهاون فيه وتدعو دائماً أن يكون التعاون والبناء والتنمية هو ما يحكم العلاقات ما بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.. وتؤكد على أهمية إبرام اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل سد النهضة.
فى الشرق حيث سيناء الحبيبة التى توضأت وتطهرت من دنس الإرهاب بعد ملحمة عطاء وفداء وبطولات وتضحيات.. ولكن هناك خطراً قريباً.. حيث تتصاعد أحداث العنف والمواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين بسبب الممارسات الأحادية وغير المشروعة لحكومة نيتنياهو.
فى الشمال.. حيث شرق المتوسط.. حيث موارد وثروات مصر من الغاز.. ووجود الأطماع والأوهام.. لكن مصر تمتلك القوة والقدرة والإرادة لحمايتها.. وتأمين مصالحها وهى حقوق مشروعة.. وموثقة وطبقاً للمواثيق والقوانين الدولية.
الحقيقة أن قدر مصر أن تعيش فى منطقة مضطربة تموج بالصراعات والأطماع والخلافات والتوترات والأزمات.. وارتأت القيادة السياسية أنه لا سبيل إلا امتلاك القوة والقدرة الرشيدة تحت مظلة مصر المسالمة لا المستسلمة وتتبنى سياسات وثوابت شريفة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والدعوة لحل الصراعات بالتسويات السياسية وبالطرق والوسائل السلمية.. وتغليب لغة الحوار.
الحقيقة التى لا لبس فيها أن الرئيس السيسى نجح وباقتدار وبحكمة وتوازن فى عدم إدخال مصر فى مغامرات أو مقامرات أو حروب تكبدها خسائر فادحة.. وتستنزف مواردها ونجح ومازال فى مواجهة التحديات الدولية عبر الرسائل السياسية والسلمية.. عن قوة وقدرة تقرير سياساتها بحكمة دون تهور وبكل ثبات وثقة دون اندفاع وهو ما انعكس على تحقيق إنجازات ونجاحات غير مسبوقة فى مجال البناء والتنمية.
ما إن فتئت مصر وفرغت من العبور من التحديات والتهديدات وانتصرت على الإرهاب والفوضى واستعادت زمام أعلى درجات الأمن والاستقرار.. وأيضاً تجاوزت الأزمات.. وأصبحت على مشارف الازدهار وتغيير حياة مواطنيها إلى مستوى التطلعات.. جاءت تداعيات الأزمات العالمية فمن جائحة «كورونا» التى أثرت على الاقتصاد العالمى - وبطبيعة الحال مصر جزء منه - إلى آثار طاحنة وقاسية للحرب الروسية- الأوكرانية.. وما أدت إليه من معاناة اقتصادية بالغة على مستوى دول العالم وشعوبه من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار واضطراب فى سلاسل الإمداد والتوريد.. ومدى توافر السلع الأساسية وارتفاع أسعار "الطاقة" ومدى توافرها.. والحقيقة ان مصر تبلى بلاءً حسناً وصامدة أمام تداعيات الأزمة العالمية سواء بسبب ما نفذته من مشروعات عملاقة فى الـ8 سنوات أو فى وجود مقومات أساسية للصمود أمام الأزمة.. أو لإرساء مبادئ إستراتيجية مهمة مثل عدم السماح للأزمة بالتأثير على توافر احتياجات المواطنين من السلع الأساسية وأيضاً عدم بيعها بالأسعار العالمية حرصاً على المواطن المصرى وظروفه.. وامتلاك مخزون واحتياطى إستراتيجى من السلع يكفى لأكثر من 6 أشهر.. والتوسع فى المنافذ الثابتة والمتحركة للدولة لبيع السلع ذات الجودة ومخفضة الأسعار.
فى الأزمات والمحن والشدائد تظهر المعادن والمواقف وتكثر الضغوط ويبرز الابتزاز الدولى.. فالأزمة الروسية- الأوكرانية فرضت حالة من محاولات الاستقطاب الحاد.. لكن هناك دولاً وعلى رأسها مصر تمسكت بالعلاقات المتوازنة وعدم الانحياز لمعسكر على حساب آخر.. والتمسك بالقوانين والمواثيق الدولية.. وبناء علاقات متوازنة وقوية.. وعقد شراكات لتبادل المصالح فى جميع المجالات لكن لا يخلو الأمر من مكايدات ومواقف رخيصة من البعض.. لممارسة الضغوط والابتزاز.. لكن مصر لا تركع إلا لربها.. وفى ظل قيادة وطنية شامخة استطاعت ان تعبر كل هذه التداعيات السياسية الناتجة عن الأزمة الروسية- الأوكرانية وإقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول فى العالم.. لترى مصر تلتقى الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس الصينى (شى بينج) والألمانى والفرنسى والروسى ورئيس الوزراء الهندى فى زيارة تاريخية شهدت احتفالاً واحتفاءً رسمياً وشعبياً بالرئيس عبدالفتاح السيسى.. ثم زيارة لأذربيجان وبعدها أرمينيا لتؤسس مدرسة جديدة فى توازن العلاقات وعدم الانحياز لطرف على حساب آخر وتحظى باحترام وثقة ومصداقية الجميع رغم ما يبدو بينهم من خلافات وصراعات أحياناً.
نجحت مصر فى إقامة علاقات قوية ومتوازنة مع الجميع تحظى باحترام وتقدير العالم.. ليتجسد فى زيارة مصر لأذربيجان ثم أرمينيا والرئيس السيسى هو أول رئيس مصرى يزور الدولتين.. ثم ترى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى القاهرة ويستقبله الرئيس السيسى ثم بعدها بساعات ترى السفير سامح شكرى وزير الخارجية المصرى يلتقى نظيره الروسى لافروف وتستطيع أن تقرأ كلمات الجميع فى حق مصر.. مع إشادة وتقدير واحترام للعلاقات التاريخية والدور المصرى.. ويقيناً فإن ذلك يمثل عبقرية النجاح والحكمة التى يقودها الرئيس السيسى فى فترة دقيقة من مسيرة الوطن الذى يواجه تحديات جمة فى الداخل والخارج ومن كل حدب وصوب.
الحقيقة أن التحديات التى تشهدها مصر على مدار السنوات الماضية.. لم تكن موجودة فى أى عصر سابق بهذا الزخم والتنوع والتعقيد.. كانت تعيش عهوداً طبيعية ومستقرة.. لكن طبيعة العصر الذى نعيشه.. والعالم من حولنا نجدها مختلفة تماماً بالإضافة إلى ما ورثناه من أزمات وتحديات كانت غاية فى الصعوبة.. ويكفى أننا نعيش فى منطقة شديدة الاضطراب ويحاول البعض اشعالها من آن لآخر.. ناهيك عن مكايدات وابتزاز الصديق والشقيق.. والضغوط التى تواجه مصر.. لكن العبقرية ان مصر ثابتة وراسخة وواثقة وصلبة فى مواجهة كل الضغوط والتحديات وإنحازت لمبادئها وثوابتها التى لم تحد عنها لحظة واحدة لأنها تمثل قناعاتها وإيمانها ومصالحها وإرادة شعبها.. من هنا تأتى الألاعيب والمؤامرات الحقيقية لمحاولة ابتزاز مصر والضغط عليها.. ولا أريد القول ممارسة الحصار عليها.. لكنها فى النهاية تحديات وضغوط غير مسبوقة.. وتحتاج إلى مهارة واحترافية وعبقرية فى قيادة دفة الوطن.. وهو ما يتجسد فى القيادة السياسية.. الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يدير بلاده بحكمة وشرف وعبقرية وإخلاص وندية ترتكز على إيمان وإدراك حقيقى لقيمة ومكانة مصر التى يعرفها العالم جميعاً.
الأخطر.. أننا أمام عالم يمر بمرحلة مخاض وولادة نظام عالمى جديد.. ليتشكل.. يسعى فيه المهيمنون للاحتفاظ بمقعد الهيمنة والنفوذ.. والضغط على الآخرين للانضمام لمعسكره لاستمرار الهيمنة لعقود طويلة قادمة.. وفريق آخر يتطلع إلى أن يكون البديل والجلوس على مقعد الهيمنة وقيادة العالم مهما روج للعدالة وغيرها من الشعارات.. والفريق الثالث يتوق إلى نظام عالمى أكثر عدلاً وتوازناً وإنسانية.. وفريق رابع يتطلع إلى أن يكون نظاماً عالمياً جديداً متعدد الأقطاب وهو ما يحدث توازناً بشكل طبيعى.. لذلك فإن حجم هذه التحديات يمثل ضغوطاً رهيبة تحتاج إلى الحكمة والتوازن وهو ما يتمثل فى الموقف المصرى.
ما بين تحديات الداخل واضطرابات وسخونة المشهد فى الخارج.. وتأثير وتداعيات الأزمات والصراعات العالمية على مصر.. ومنطقة مضطربة وأحداث سا خنة فى المنطقة.. ونظام دولى جديد يتهيأ للظهور.. نحتاج هنا بناء وعى حقيقى لدى المواطن المصرى.. وفهماً صحيحاً.. وإلماماً بكل مجريات الأمور والأحداث.. والامساك بخيط الاصطفاف والالتفاف.. فلابد آن يدرك المواطن المصرى ان العالم والمنطقة يعيشان حالة استثنائية من الصراع والاضطرابات والأزمات بطبيعة الحال تؤثر علينا.. وربما تشكل خطراً وتهديداً علينا وهو ما يستوجب قدرة غير عادية واستثنائية لصانع القرار والقيادة.. وان نقر جميعا بأنها تواجه أموراً وتحديات غير مسبوقة وتحتاج لتقديرات موقف سريعة وصحيحة .. لذلك أقول للرئيس السيسى دائماً: كان الله فى عون سيادتك وأنتم لها.. وأدرك حجم الجهد غير المحدود والصبر والثبات والقدرة على اتخاذ القرار الوطنى الذى يحقق صالح البلاد والعباد.. لذلك فنحن أمام قيادة وطنية شريفة وحكيمة.. تمتلك عبقرية القرار فيما يخص الداخل والخارج.
ما بين تحديات الداخل والخارج وما نحققه من نجاحات تتجسد عبقرية الرئيس السيسى وحكمته فى قيادة دولة عظيمة فى حجم مصر.. وهو القائد العظيم الذى يجمع بين شرعيتى الانقاذ والإنجاز.. ولا أملك فى النهاية إلا الدعاء للرئيس السيسى بأن يحفظ الله لمصر قائداً وطنياً عظيماً مبدعاً فى قيادة سفينة الوطن وكان الله فى عونه فى مواجهة تلال التحديات التى تواجه مصر محلياً وإقليمياً ودولياً.. لكنه استطاع بتوفيق من الله ان يستشرف المستقبل فامتلكت مصر القوة والقدرة على الصمود.
هذه التحديات غير المسبوقة التى تواجه مصر فى الداخل والخارج والظروف الإقليمية والدولية.. وتداعيات الأزمات العالمية وآثارها على مصر كانت تحتاج إلى نخبة وطنية وطاهرة ومستوعبة لما يدور من تحديات أمام الوطن فى الداخل والخارج.. كان يمكنها أن توثق حلقات التواصل مع الجماهير وسط هذه الظروف والتحديات الاستثنائية لكنها للأسف ( نخبة مغيبة) راقصة على كل الحبال تبحث عن ملذات ومكاسب وتعانى من السطحية وعدم الفهم.. وغياب العمق لقراءة المشهد الذى يستطيع الإلهام بسهولة فى ظل زخم التحديات والتداعيات والأزمات العالمية وأيضاً النجاحات والإنجازات والقدرة على المرور والعبور فى الداخل.
تحيا مصر