بحثت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، مع وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي نصر الدين نصيبي، سبل التعاون في مجالات تنسيق سياسات الهجرة في منطقة شمال إفريقيا وعلاقة الهجرة بالتنمية وربط المهاجرين بوطنهم، وذلك بحضور سفير تونس في مصر محمد بن يوسف.
وذكرت وزارة الهجرة - في بيان اليوم الخميس - أن اللقاء تناول أيضا سبل التوزان بين احتياجات الأسواق المحلية والعالمية من الخبرات المتاحة في بلداننا العربية، على اختلافها، وكذلك سبل تبادل الخبرات في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة للشباب.
وأشادت سها جندي بالعلاقات الثنائية المتميزة و بقوة العلاقات التاريخية بين مصر وتونس وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط أخوة ومودة ومصير مشترك.
واستعرضت وزيرة الدولة للهجرة تجربة مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتي حظيت بإشادات دولية من تأمين كافة السواحل البحرية لمنع خروج أي مراكب هجرة غير شرعية عبرها، كما تناولت عددًا من المبادرات التي أطلقتها الوزارة لتوفير البدائل الآمنة، ومن بينها المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، والتي انطلقت في عدة محافظات مصدرة للهجرة غير الشرعية لمواجهة تلك الظاهرة من المنبع.
وأشارت إلى جهود التعاون بين وزارات ومؤسسات الدولة، وكذلك منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتدريب وتأهيل الشباب، مؤكدة نجاح استراتيجية الاتصال المستدام مع المصريين بالخارج الذين لا يتأخرون لحظة عن تلبية نداء الوطن بالمشاركة في المشروعات القومية أو تقديم خبراتهم في العديد من المجالات، بجانب دعم الاقتصاد الوطني وضخ المزيد من الاستثمارات، لافتة إلى إطلاق 6 نسخ من مؤتمرات مصر تستطيع، والتي استقبلت مئات العلماء والخبراء في شتى المجالات.
كما استعرضت ما تقدمه الوزارة من محفزات للمصريين بالخارج، بجانب آليات التواصل المستمر مع المصريين بالخارج، سواء بالزيارات الخارجية أو عبر تطبيقات التواصل الافتراضي، للتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها، ومعرفة اقتراحاتهم وسبل تنفيذ القابل للتنفيذ منها.
وأوضحت إننا لا نعارض رغبات الشباب في العمل بالخارج أو الهجرة، -باعتبارها حقا من حقوق الإنسان- ولكن نسعى لتوفير الفرص الآمنة وتأهيل وتدريب الشباب ثقافيا وفنيًا، لافتة إلى تجربة المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وتوفير التوعية للشباب، مؤكدة أننا عازمون على استكمال تلك التجربة مع عدد من الدول، لضمان هجرة آمنة بأجر عادل.
وأكدت الوزيرة أن علينا صياغة رؤية واعية للاستفادة من الخبراء والكوادر في بلداننا، بما يضمن مشاركتهم بدور فعّال في تحقيق التنمية، بجانب تدريب وتأهيل أجيال جديدة لإحداث التوازن بين حاجة المجتمعات لأبنائها وإيجاد كوادر متميزة، وإتاحة فرص الهجرة الآمنة للراغبين، دون أن يجازف الشباب بأنفسهم في ظلمات البحر ويواجهوا مخاطر قد تودي بحياتهم.
وشددت وزيرة الدولة للهجرة على أهمية التنسيق فيما يتعلق بإحصاءات الهجرة من خلال المرصد الإفريقي للهجرة، التابع للاتحاد الإفريقي، أخذا في الاعتبار أهمية وضع استراتيجية مستدامة لإحصاء الهجرات بشكل علمي في منطقة شمال إفريقيا، وحوكمة هجرة الأيدي العاملة، وهو ما أثنى عليه الجانب التونسي.
من جانبه، أعرب وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي، سعادته بوجوده في مصر، مؤكدًا حرصه على لقاء وزيرة الهجرة خلال زيارته الأولى، لبحث لتعزيز التعاون الثنائي وفتح الآفاق للشباب لاكتساب المزيد من الخبرات والهجرة بطريقة نظامية، موضحًا أن شبابنا العربي يحتاج لتعاون المؤسسات لتوفير بدائل للهجرة غير الشرعية، والتنسيق التونسي المصري على كافة الأصعدة، وبشكل خاص قضايا الهجرة وتوفير بدائل آمنة لشبابنا.
وتابع أن مصر وتونس تبذلان جهودًا كبيرة في توعية الشباب وتزويدهم بالخبرات التقنية والثقافية، ما يجعل شبابهم قادرين على الاندماج في مختلف المجتمعات والثقافات، مؤكدًا على أهمية التنسيق والتعاون المشترك لدعم خطط التنمية وتأهيل أجيال جديدة من الشباب لإحداث توزان في الدول المصدرة للهجرة، مضيفًا: "مع كل أزمة تولد الفرص.. وعلينا صنع مستقبلنا لا انتظار من يصنعه لنا"
واستعرض الوزير التونسي تجربة "دار تونس" بالخارج، وهي دار تجمع للجالية التونسية في أكبر الدول الحاضنة التجمعات بالخارج والتي تنشئها الحكومة وتعتمد على إيجار أماكن لسكن الطلبة واقامة الفعاليات المختلفة، وكذلك تجربة تونس في إطلاق "مدارس الفرصة الثانية"، وما يتم من تدريب وتأهيل للشباب والأطفال المتسربين من التعليم، وكذلك ربط التونسيين بالخارج بوطنهم، كما تناول أهمية الاستفادة من الإحصاءات المتعلقة بالهجرة، مؤكدًا أن التحدي في سوق العمل ليس تحدي البطالة ولكن تحدي توفر الكفاءة والتخصص، بجانب توفير تعليم يؤهل لاحتياجات سوق العمل.
بدوره، أكد سفير تونس في مصر، أهمية التنسيق المشترك في مجالات الهجرة الآمنة والتأهيل والتدريب في كل مجالات التنمية، وإطلاق المشروعات التنموية بالتعاون مع المؤسسات الدولية، لتتحقق الاستفادة المتبادلة بتأهيل شبابنا العربي ودعم التنمية المستدامة.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أهمية تبادل الخبرات في مجالات التعليم الفني والتكوين المهني، لسدّ احتياجات سوق العمل وتوفير فرص أكبر للهجرة الآمنة، في ظل ازدياد حاجة القارة الأوروبية للطاقات الشابة، بجانب تنسيق الجهود في قضايا الهجرة وفرص العمل للشباب بالخارج، وفقًا للأجر العادل والحقوق الراسخة ،بجانب التنسيق لعقد ورش عمل على مستوى الخبراء في قضايا الهجرة، لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين الخبراء بالخارج من مصر وتونس وأوطانهم.
ووجه الوزير التونسي الدعوة للوزيرة سها جندي لزيارة تونس و هو ما رحبت به الوزيرة، واعدة بتلبية الدعوة في أقرب وقت.
وأهدت سها جندي درع الوزارة إلى وزير التشغيل والتكوين المهني التونسي، معربة عن شكرها لإهدائه إياها نسخة نادرة من المصحف الشريف من تصنيع مشروع المرأة المعيلة وسبحة من حجر الصندل.