من أكثر الأمراض التي تحتاج فيها العقول مرض السرطان فالقاعدة السائدة في جسم الإنسان أن كل خلية تحافظ على نفسها وتخدم غيرها من خلايا أعضاء البدن من أجل الصحة والبقاء للجميع.
ولكن في مرض السرطان تشذ خلايا معينة عن تلك القاعدة، وتتكاثر بلا مبرر وتنمو وتنتشر وتهاجم كل أو الكثير من أعضاء الجسم وتتقاتل معها وتحرمها الغذاء وتدمرها.
ولو أخذت تلك الخلايا السرطانية خارج البدن وزرعت في المختبر في وسط ملائم لظلت تنمو وتتكاثر عشرات السنين ولكنها داخل البدن تتمرد على القوانين والآليات الفسيولوجية التي تحفظ للإنسان صحته، وبذلك تدمر حياته وتموت معه إذا لم يتم استئصالها والتخلص منها قبل أن يستفحل أمرها.
ولكن لا داعي للخوف من السرطان.. إن علاجه أصبح ممكناً وسهلا عندما يبادر المريض إلى العلاج مبكرا.. فهذه خطوة مهمة جداً حتى لا تفاجأ بالمضاعفات. وهذا ما يؤكده لك أستاذ د. محمد صبيح الاستشاري بالمعهد القومي الأورام .
وهناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة في هذا المرض وكيفية الوقاية منه فلا بد من الاطلاع على بعضها للتثقيف لأن الوقاية خير من العلاج وذلك للتعرف على بعض مسببات هذا المرض.
من الأكثر إصابة بسرطان الرئة.. الرجال أم النساء؟
سرطان الرئة أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين الرجال فمنذ سنوات قليلة كان الأكثر إصابة للنساء بعد سرطان الثدى. أما الآن وبسبب انتشار عادة التدخين “والشيشة” بين السيدات أصبح أكثر الأورام انتشارا بين الرجال والنساء على السواء. كذلك يعتبر أكثر السرطانات فتكاً بالإنسان.
حيث يؤدى إلى حدوث وفيات أكثر من مجموع ما يسببه سرطانات الثدى والقولون والبروستاتا مجتمعة.
ما مراحل تكون هذا المرض وكيف يتم تشخيصه؟
يتكون سرطان الرئة من أربع مراحل تتحدد حسب مدى انتشاره فى الغدد الليمفاوية وحجم الورم فى الرئة. وانتشاره داخل الشعب الهوائية والأجزاء القريبة من الرئة كالجدار الصدرى والقلب والأوعية الدموية.أما بالنسبة لطرق تشخيصه، فمعظم حالات سرطان الرئة تكتشف فى مراحل متقدمة غالبا ما تكون عن طريق الشكوى وتكرار الأعراض التى يعانى منها المريض، حيث يتم عمل أشعة سينية على الصدر إلى جانب الأشعة بالكمبيوتر، أيضا يجب عمل منظار للشعب الهوائية وأخذ عينة الورم لمعرفة نوعه الخلوى.
هل يمكن التشخيص لسرطان الرئة أم يتم اكتشافه بالصدفة؟
أصبح حالياً من السهل التشخيص المبكر لسرطان الرئة وأصبحت الحملات الاستكشافية لهذا المرض تؤدى نتائج جيدة جداً وعلى أثرها يتم اكتشاف المرض والعمل على استئصاله مبكراً.
وتصل نسبه الشفاء الى نحو 92%- بالإضافة لذلك فإن الطرق العلمية الحديثة وكذلك الأبحاث العلمية فى مجال مرض السرطانات تتجه جميعا نحو الجينات الوراثية واختلافها والعوامل التى تسبب السرطانات من خلالها.
بدائل الكيماوي
أصبح من السهل التعامل مع مريض الرئه بإحدى الطرق الآتية فى العلاج بدون استخدام العلاج الكيماوى منها:
1- العلاج الموجه ويكون ذلك من خلال العلاج بأقراص معينة مثله مثل مريض الضغط والسكر يتناول المريض قرص واحد منها يومياً.
2- العلاج المناعى وفيه يخضع المريض لاكتساب مناعه ضد المرض من خلال التغيرات الفسيولوجية فى الجينات الوراثية وهذا العلاج غير كيماوى وليس له آثار جانبية على الإطلاق.
وقريبا سيتم افتتاح مركز طبى لعلاج السرطان مجهز بأحدث وسائل التقنية الدولية يتبع أسلوب استكشافى بأحدث الأجهزة الطبية المتخصصة من خلال قواعد استرشادية محددة وبروتوكولات علاجية متطورة.
هل لهذا المرض أنواع؟
هناك نوعان رئيسان من سرطان الرئة هما.. سرطان الرئة صغير الخلية وغير صغير الخلية فالنوع الأول هو الأكثر عدوانية والأسرع انتشارا حيث ينتشر بسرعة لكثير من الأعضاء داخل الجسم واستجابته للعلاج بالأدوية الكيميائية والإشعاعية تكون جيدة أما النوع الثانى وهو سرطان الرئة غير صغير الخلية يتسم بالنمو والانتشار البطيئ واستجابته للعلاج الكيميائى والإشعاعى أقل ولذلك تصبح الجراحة هى الحل الأمثل للشفاء إذا اكتشف المرض فى مرحلة مبكرة.
أعراض سرطان الرئة.. تستغرق سنوات طويلة قد لا تظهر بمجرد الإصابة به
من المعروف أن خلايا الأورام تتسم بحدوث انقسام متكرر مع زيادة حجم الورم بسرعة مما يؤدى إلى ظهور الأعراض خلال عدة شهور أو سنة. لذلك يسمى السرطان بالمرض الخبيث، لأن أعراضه لا تظهر إلا فى حالة متأخرة بعد تمكن المرض من جسم المريض.
وتشمل أعراض سرطان الرئة نوعين.. أعراض عامة وأعراض خاصة، فالأعراض العامة تتمثل فى النقص فى الوزن مع الفقدان فى الشهية.
أما عن الأعراض الخاصة، فهى عبارة عن سعال مدمم متكرر ومتزايد مع الشعور بآلام بالصدر إلى جانب ضيق بالتنفس مع وجود صفير أثناء عملية التنفس بالإضافة إلى الإصابة بالتهاب رئوى متكرر فى الجزء المصاب من الرئة وانتفاخ الوجه والرقبة المزمن نتيجة انسداد الوريد الرئيس العلوى، ولا ننسى بحة الصوت.
معظم حالات سرطان الرئة تكتشف فى مراحل متأخرة
هل التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بمرض سرطان الرئة؟
يعتبر التدخين أحد أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة وخصوصا السجائر فهى المساهم الرئيسى فى الإصابة حيث ثبت أن الدخان يحتوى على الكثير من المواد المسرطنة.. فكلما كنت مدخناً زادت إمكانية إصابتك بسرطان الرئة. ولكن الأمر يعتمد على فترة التدخين ، فالتدخين المبكر أى فى سن مبكرة يزيد من إمكانية الإصابة، كما أن المدخن السلبى أكثر تعرضا للإصابة أيضا من غير المدخن لأن التدخين السلبى عامل مساعد بالتأكيد.
هل توجد عوامل أخرى تساعد على حدوث سرطان الرئة؟
تلوث الهواء والبيئة والمواد المشعة فى المناجم وفى جوف الأرض، تحدث غالباً الإصابة بتليفات الرئة المزمنة.
ما المضاعفات المحتمل حدوثها؟
انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية وأجزاء أخرى من الرئة من المضاعفات التى تنتج عن الإصابة بسرطان الرئة، وكذلك حدوث أرتشاح بللورى مدمم سريع التراكم، ايضا الإصابة بالتهابات رئوية لا تستجيب للعلاج وتكون خراجا بالرئة.
كيف يتم علاج سرطان الرئة؟
فى المراحل المبكرة من حدوث المرض مثل المرحلة الأولى أو الثانية أو بعض حالات المرحلة الثالثة يكون العلاج عن طريق الجراحة. أما المرحلة الرابعة وبعض حالات المرحلة الثالثة يتمثل العلاج فى الأدوية الكيميائية والإشعاعية، وحدث تطور كبير فى العلاج الكيميائى حيث أصبح أقل فى الآثار الجانبية وأكثر فاعلية وتأثيرا على خلايا الورم والقضاء عليه بأقل ضررا لخلايا الجسم المحيطة به، ولكن قد تحدث بعض الأضرار مثل ضعف مناعة الجسم وانتشار الالتهابات وضعف فى إنتاج خلايا النخاع الشوكى والإصابة بالأنيميا الحادة وتساقط الشعر وفقدان الشهية وقرحة المعدة.
العلاج بالإشعاع
أما بالنسبة للجديد فى مجال العلاج بالإشعاع فصار يعطى بجرعات مركزة ثلاثية الأبعاد حيث أصبح التركيز أكثر للسيطرة على الورم والقضاء عليه مما أدى إلى التقليل من حدوث المضاعفات التى كانت تحدث قديما.
ومن الجدير بالذكر أن هذا العلاج قد يعطى قبل إجراء الجراحة أو بعدها حسب تحديد الطبيب للحالة عندما تكون الأورام قريبة من جدار الصدر أو القلب. ففى هذه الحالة يأخذ المريض جلسات أشعة وعلاج كيميائى لإبعاد هذا الورم عن هذه الأماكن ثم يتم بعد ذلك إزالة الورم جراحيا.
هل من سبل للوقاية من الإصابة بسرطان الرئة؟
أهم سبل الوقاية من السرطان هى الامتناع التام عن التدخين بكل أنواعه حيث إن المدخن أكثر تعرضا للإصابة بنحو عشرين مرة من غير المدخن، ولا تقل هذه النسبة إلا بعد الامتناع تماماً لسنوات طويلة، ومن المهم أيضا البعد عن التلوث البيئى بقدر الإمكان مع الاهتمام بالغذاء الصحى والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الغنية بفيتامين “أ.ج” والبعد عن الاستخدام المتكرر للزيوت المغلية والأطعمة المشوية لدرجة التفحم إلى جانب ضرورة ممارسة الرياضة بشكل منتظم.