نجاح غير مسبوق للسياسة الخارجية المصرية.. يستحق الإعجاب والتقدير.. وأيضاً التوقف بالتحليل والتوثيق وهو ما حقق لمصر إنجازات وأهدافاً عميقة على كل الأصعدة.. فالدبلوماسية الرئاسية صنعت مجداً جديداً لمصر.. وقدرة خلاقة على استعادة الدور والثقل المصري إقليميا .. والمكانة المرموقة دولياً.. حتى أصبحت مصر قبلة الجميع.. تقابل بحفاوة رسمية وشعبية فى جميع دول العالم.. وترتبط بعلاقات شراكة استراتيجية مع الدول الكبرى والمتقدمة.. إنها ثمار سياسات حكيمة ومتوازنة تقوم على الاحترام المتبادل.. وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وتبادل المصالح المشتركة.. والاستفادة من الموارد والإمكانيات والخبرات والتجارب.. مصر تمنح العالم نموذجاً فريداً في إرساء قواعد العلاقات الدولية.. التي تقوم على السلام والتعاون والمصالح المشتركة.. من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعوب.
أعظم ما أنجزته الدولة المصرية على مدار 8 سنوات هو صياغة سياسة دولية مصرية تقوم على ثوابت شريفة وأخلاقية وترتكز على مبادئ نبيلة ومهمة أساسها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتبادل المصالح المشتركة وأيضاً المنافع والتجارب والموارد والتعاون في كافة المجالات التي تحقق آمال وتطلعات الشعوب وأيضاً العمل على إنهاء الصراعات أو عدم نشوبها في إطار التفاوض والحلول والتسويات السياسية نحو تحقيق السلام الدائم والشامل.. وهو ما يحقق مردوداً على تغيير حياة الشعوب إلى الأفضل.. واستثمار مواردها وثرواتها.. واستغلال الوقت في البناء والتنمية.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حقق إنجازين عظيمين في هذا الاتجاه وأسس مدرسة رائدة في مجال بناء العلاقات الدولية المستقرة والمتوازنة تقوم على الاحترام المتبادل وهو امتلاك مصر لشبكة علاقات دولية قوية في كل الدوائر والمناطق من العالم.. وتوظيف هذه العلاقات في تحقيق المصالح المصرية.. سواء عوائد على الاقتصاد والتنمية وزيادة التبادل التجاري.. وجذب الاستثمارات والاستفادة من تجارب وما لدى الآخرين لدعم عملية التنمية والتقدم التي هي الهدف المنشود لمصر ثم التعاون في كافة المجالات سواء في التصنيع وتوطين الصناعة والتعاون الأمني والعسكري.. وأيضاً في السياحة والتعليم والثقافة وغيرها.. وهناك جانب مهم.. وهو التنسيق والتشاور وتبادل وجهات النظر والرؤى في كافة الملفات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لتوحيد الرؤى والعمل على الحفاظ على الأمن والسلام الدولي.. وتبادل الدعم والمساندة في المحافل الدولية.
الحقيقة أن إنجاز الرئيس السيسي العظيم هو النجاح في استعادة الريادة والقيادة المصرية والدور والثقل الإقليمي والمكانة الدولية المرموقة وما يكنه العالم من احترام وتقدير لمصر وقيادتها السياسية هو إنجاز عظيم على كافة الأصعدة حتى أصبح العالم والقوى الكبرى تعول على مصر في قيادة المنطقة والشرق الأوسط نحو الأمن والاستقرار.
الحقيقة أيضاً هناك بعد آخر للعلاقات المصرية على الصعيد الدولي.. وهو نجاحها في الاحتفاظ بعلاقات قوية ومتوازنة وشراكات استراتيجية مع الجميع.. فالحقيقة أن ما يجمعنا من علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوروبا والهند وتمتد هذه العلاقات القوية إلى مختلف الاتجاهات والمناطق فى العالم.. وأيضاً استعادة زخم العمل العربي المشترك مع الأشقاء وما شهدته العلاقات (المصرية- العربية) وفى القلب منها العلاقات مع الأشقاء في الخليج من زخم وتطور كبير إيماناً من مصر بأن علاقاتها بالأشقاء هي علاقة المصير الواحد.. وأنه لا مناص من التعاون والتكاتف والتلاحم العربي لمجابهة التحديات والمتغيرات الحادة في العالم والمنطقة.. وما يدور في رحى هذا العالم من صراعات وأزمات طاحنة لها انعكاساتها وآثار معقدة على شعوب هذا العالم.
دبلوماسية الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تتبناها "مصر- السيسي" بنجاح وتؤديها بعبقرية وحكمة وتوازن حققت لمصر الكثير والكثير من الأهداف الاستراتيجية على مختلف الأصعدة سواء في ترسيخ الأمن والاستقرار في مصر.. لتصبح مصر واحة السلام في العالم.. وعدم الدخول في صراعات أو نزاعات أو توترات وثقة العالم في صدق توجهات وسياسات وثوابت مصر.. كطرف نزيه وشريف يستطيع التوسط في كافة النزاعات بأمانة وشرف بل ويستدعى للقيام بدور الوساطة وتحقيق وتنفيذ مساعي السلام والأمن والاستقرار، بالإضافة إلى أن علاقاتها الدولية القوية والراسخة على كل المستويات والأصعدة مع الدول الكبرى الفاعلة في العالم وإن بدت هناك أزمات فيما بينها أو على مستوى المنطقة العربية مع الأشقاء، أو مع دول القارة الأفريقية أو مع كافة دول العالم.
والحقيقة أن مصر وقيادتها السياسية تحظى باستقبال رفيع المستوى وحفاوة رسمية وشعبية تليق بمكانتها وما حققه قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي كقائد عظيم يحترمه العالم.. لنجاحه في إنقاذ وطنه وتحقيق آمال وتطلعات شعبه فى بناء وطن قوى وقادر ودولة حديثة.. وهذه الأحاديث تجدها على لسان قادة وزعماء ورؤساء وملوك وكبار المسئولين فى العالم وأيضاً أصبحت مصر محط أنظار واهتمام العالم.. وقبلة الدول الساعية إلى التعاون والشراكة والمصالح المشتركة والاستقرار والأمن والسلام.
الجدير بالذكر أن أتحدث عن البعد الاقتصادي والتنموي والارتقاء بحجم التبادل التجاري وأيضاً الشراكة في كافة المجالات بما يخدم أهداف ومصالح الدول.. لذلك فإن زيارات الرئيس السيسي لدول العالم خاصة الدول الكبرى والمتقدمة.. يحرص الرئيس السيسي خلالها على عقد اجتماعات ولقاءات مع كبار رجال المال والأعمال والاستثمار في هذه الدول من أجل عرض الفرص المصرية الغزيرة والتي حققتها أكبر تجربة بناء وتنمية في تاريخ مصر وما شهدته من تطور وتقدم كبير فى كافة المجالات.. خاصة وأنها أصبحت تمتلك بنية تحتية أساسية وعصرية مؤهلة لجذب العديد من الاستثمارات واستفادة المستثمرين في هذه الدول من الفرص الكثيرة والمتنوعة لدى مصر والتسهيلات والتيسيرات والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر خاصة قناة السويس.. والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. وما تشهده مصر من تطور وتحديث عصري للموانئ المصرية والطرق والمطارات.. لذلك أصبحت مصر هى أرض الفرص.. والعبور للأسواق العربية والأفريقية والأوروبية بالإضافة إلى اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مصر مع الكثير من الدول والأسواق.
في اعتقادي أن سياسة مصر الخارجية التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي بحكمة وعبقرية ودبلوماسية رئاسية تبحث عن المصالح المصرية حققت لهذا الوطن الكثير من المكاسب والعوائد على كافة الأصعدة وفى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية وحقق رهان مصر على السياسات المتوازنة والأخلاقية والشريفة جل أهداف الدولة المصرية في الانفتاح على العالم.. وتبادل الخبرات والتجارب والموارد والمنافع.. ودعم التجربة المصرية الملهمة بكل احتياجاتها العصرية.. من الدول المتقدمة.. ولعل ابتعاد مصر عن الاستقطاب والتوترات والنزاعات عن قوة وثقة وفكر وأخلاق دون التهاون أمام ثوابتها وأمنها القومي وثرواتها وحقوقها المشروعة.. لذلك اعتبر حالة التوازن الفريدة للسياسة الخارجية المصرية هي مثار إعجاب وإبداع.. حققت جل الأهداف المصرية.. ولم تهدر الموارد أو الوقت وإنما توظيف واستثمار حالة الأمن والاستقرار وشبكة العلاقات الدولية في دعم مسيرة البناء والتنمية والتقدم لدى الدولة المصرية.
منذ أيام عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي من زيارات تاريخية شملت الهند حيث حظى باستقبال وحفاوة رسمية وشعبية غير مسبوقة وكان ضيف الشرف الرئيسي لاحتفالات الهند بيوم الجمهورية.. وما تضمنته هذه الزيارة من نتائج وثمار على كافة الأصعدة وفى مختلف المجالات والقطاعات خاصة وان الهند تمثل أقوى خامس اقتصاد على مستوى العالم.. وتشهد حالة من التقدم تستحق الإعجاب.. وأيضاً مصر تتبنى تجربة ملهمة في البناء والتنمية كانت ومازالت محل احترام وتقدير وانبهار الجميع وهو ما أشاد به رئيس الوزراء الهندي، بالإضافة إلى ما شهدته الزيارة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم وعرض الرئيس السيسي للفرص الغزيرة وما شهدته أيضاً من تطور وعبقرية في كافة المجالات والقطاعات ثم جاءت زيارة الرئيس السيسي لأذربيجان وكيف قوبل بحفاوة رسمية وشعبية وما تضمنته الزيارة من نجاحات كبيرة وتعاون بناء.. وهو أول رئيس مصري يزور أذربيجان ونفس الحال زيارته لأرمينيا التي تلت زيارته لأذربيجان وهو ما يكشف بوضوح عبقرية الدبلوماسية الرئاسية فى إقامة علاقات ترتكز على التوازن والحكمة والاحترام المتبادل وامتلاك المصداقية والثقة والنزاهة في ترسيخ علاقات السلام بين الدول.
ليس فقط أذربيجان وأرمينيا نموذجاً لقوة وحكمة وتوازن العلاقات المصرية مع دول العالم ولكن أيضاً علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط القاهرة وبكين وموسكو ودول أوروبا والهند وكوريا الجنوبية واليابان والدول العربية الشقيقة والأفريقية والدول الصديقة.
وتستقبل مصر باستمرار قادة وزعماء وكبار المسئولين في العالم من مختلف الاتجاهات.. زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن واجتماع الرئيس السيسي به لبحث العلاقات الثنائية والاستراتيجية وملفات المنطقة وأزماتها.
وتوجه سامح شكري وزير الخارجية إلى روسيا ولقاؤه بنظيره الروسي سيرجي لافروف وعقد مؤتمر صحفي بينهما تناول دعم الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات والتشاور والتباحث حول مختلف القضايا والملفات.. ثم لقاء الرئيس السيسي بوزير دفاع موريتانيا ثم استقباله لرئيس وزراء رومانيا ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين واتخاذ خطوات إيجابية وبناءة لتعزيز التعاون بينهما وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتشجيع الاستثمارات المشتركة ولعل إشادة رئيس الوزراء الروماني بالدور المصري المحوري في إرساء دعائم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط وأفريقيا، والإشادة بما وصلت إليه مصر من تقدم في كافة القطاعات كل ذلك يشير إلى اهتمام دولي بدور مصر ومكانتها وأيضاً بالفرص والقدرات والموارد التي تمتلكها.
بالأمس استقبل الرئيس السيسي الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش وهناك حرص وإرادة لدى الدولتين على الارتقاء بالعلاقات وزيادة التبادل التجاري بينهما بما يتسق مع قوة هذه العلاقات خاصة ان كرواتيا تعد أحد الأبواب الجنوبية للاتحاد الأوروبي.. وقد حظيت مؤخراً بالانضمام لمنطقتي الـ «شنجن واليورو» وهى من أهم الدول الداعمة لمصر فى الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى دعمها للقاهرة في قضية سد النهضة ولها مواقف مهمة في المحافل الدولية في هذا الصدد خاصة داخل الاتحاد الأوروبي.. وأيضاً تضمنت مباحثات الرئيسين تعزيز أمن الطاقة في منطقة جنوب ووسط أوروبا وما أحرزته مصر من تقدم ملحوظ في مجال إنتاج الطاقة ومواردها سواء من خلال اكتشافات الغاز بشرق المتوسط وإنشاء منظمة منتدى غاز شرق المتوسط ومقرها فى مصر أو سعيها الجاد حالياً لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر والنهوض بقطاع الطاقة المتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية فى بنبان والطاقة من الرياح مثل محطات عملاقة أبرزها محطات جبل الزيت.
اللقاء بين الرئيسين تضمن أيضا تشجيع الشركات الكرواتية للعمل والاستثمار في مصر خاصة أن لديها فرصاً كثيرة جاذبة سواء من خلال إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة مثل المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وإصدار رخصة الاستثمار الذهبية ولذلك تمت دعوة الجانب الكرواتي إلى إنشاء مناطق صناعية في مصر للاستفادة بما تتمتع به مصر من اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع الدول العربية والأفريقية بما يسهل وصول ونفاذ المنتجات الكرواتية إلى هذه الأسواق.
أيضاً المباحثات شهدت تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على صعيد منطقة الشرق الأوسط أبرزها القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وقضايا منطقة شرق وجنوب أوروبا والأزمات الدولية الراهنة وملف الهجرة غير الشرعية وجهود مصر فى هذا الإطار وأهمية تكثيف التعاون بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي المعنية لدعم الجهود المصرية فى قضية الهجرة غير الشرعية.
الحقيقة أن نتائج وثمار السياسات الحكيمة والمتوازنة والتي ترتكز على ثوابت شريفة.. ومبادئ أخلاقية من احترام متبادل وعدم تدخل فى شئون الدول الداخلية وتعظيم التعاون وتبادل المصالح المشتركة كثيرة وغير مسبوقة.. ونجاح مصر الكبير فى هذا الملف وما حققته الدبلوماسية الرئاسية هو أمر يستحق الاحترام والتقدير والتحية.. جنبت مصر الصراعات والتوترات واستنزاف الموارد.. وإهدار الوقت.. وافسح المجال للبناء والتنمية.. هذا الإيمان العميق بالأمن والسلام نابع من قوة وقدرة وليس ضعفاً أو استكانة.. فقد امتلكت مصر القدرة الشاملة والمؤثرة لكنها تتمسك بالسلام والعلاقات المتوازنة والحكيمة.. بفضل حكمة وعبقرية قيادتها السياسية.. والحقيقة أن ملف علاقات مصر الدولية فى عهد الرئيس السيسي يستحق التوقف بالقراءة والتحليل والتوثيق لأنه أمر يدعونا إلى الفخر بما حققه من نجاحات وإنجازات غير مسبوقة.. حققت لمصر الكثير والكثير من الأهداف.