الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

القلب حين يعشق ما في الأرض والسماء


  • 9-2-2023 | 17:06

طارق منصور

طباعة
  • أ. د. طارق منصور

معجمنا اللغوى يحو مرادفات عدة للحب، تشير إلى كم المشاعر التي غاص فيها الأولون، ونسجوا منها أبدع قصص العشق والهوى، حتى أثْرت النفوس بكل ما يغذى القلب، ويهبه الحياة

كان الحب ركنًا أساسيًا حياة الشعوب القديمة، حتى أصبح له إله من الآلهة عند الإغريق، مسئول عن تأليف القلوب، يرمى المحبين بسهامه فيوقع بينهما الرغبة والشوق

الحب هو الميل إلى الشىء السّارّ، والغرض منه إرضاء الحاجات الماديّة أو الروحيّة، وهو مترتّب على تخيّل كمال فى الشىء السار أو النافع يفضى إلى انجذاب الإرادة إليه

الحب الإلهى أو الحب الخالص هو أعظم صور الحب، بلا منازع، والمفتاح الأعظم لباب السعادة البشرية، والطريق المؤدى إلى راحة النفس وخلاصها

لاشك أن الحب أعظم هبة منحها الله للإنسان، والإنسان الذي يملك قلبه قُدرة على الحب هو الأصح بدنًا، والأطول عمرًا في الأرض، بل والمخلد فيها؛ فالحب يتعامل مع سيكولوجية الإنسان، لتحل نعمته على بيولوجية الأبدان، ويصبح المرء ضيفًا خفيف الظل في قلوب المحبين والخلان، سواء فى زمنه أو فى غيره من الأزمان.

والحب عاطفة وجدانية تنبع من العقل، ويثيرها هناك جمالٌ وتقدير من أى نوع كان. ويرى البعض أنه تجربة شعورية بالغة السمو، حيث يربط نشوء الشعور بالحب بمشاعر الانغماس في عالم آمن ودافئ ومشبع تماماً بالسعادة ومنتهى السرور؛ ويقول الشيخ علي الطنطاوي: " ليس في الناس من لم يعرف الحب...وليس فيهم من عرف ما هو الحب؟

وهناك تعريفات ورؤى فلسفية كثيرة للحب، ففي اللغة العربية –على سبيل المثال- نجد أن الحب "نقيض البغض". ومعنى المحبَّة لغةً: الوداد. وأصل هذه المادة يدلُّ على اللُّزوم وَالثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه، تقول: أحبَبْتُ الشَّيْء فَأنا مُحِبٌّ وَهو مُحَبٌّ.

وقد اشتقت مفردات عدة من كلمة الحب في العربية، فكان الحبيب، والمحبوب، والمُحب، والأحبة. إن معجمنا اللغوى يحوى مرادفات عدة للحب، تشير إلى كم المشاعر التى غاص فيها الأولون، ونسجوا منها أبدع قصص العشق والهوى، حتى أثْرت النفوس بكل ما يغذي القلب، ويهبه الحياة، فنقرأ فيه: الإخلاص، الإعْزَاز، الإِخاء، التَتَيُّم، التَعَشُّق، التَعَلُّق، التَلَطُّف، الجَوًى، الشَغَف، الشَغَفٌ، الصَبابَة، الصَبْو، الصَبْوَة، العِشْق، الغَرَام، اللَوْعَة، المَحَبَّة، المَعَزَّة، المَوَدَّة، المَيْل، الهَوَىً، الهُيَام، الوَجْد، الوَداد، الوَلَع، الوَلَه، الوُدّ، الوُلُوع.

وفي اللغات الأجنبية نجد صدى متباينًا للحب، فنجد في الفرنسية –على سبيل المثال- الفعل يحب/يعشق aimer ومنها تأتي عبارة أحبك je t’aime كما نجد الفعل adorer الذي يعني يحب لدرجة التعلق والوله أو يهيم بولع، ونقول je t’adore.

ويمكننا القول أن الحب هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير، وتتراوح هذه المشاعر من أسمى الأخلاق إلى أبسط العادات، والدليل على اختلاف وتنوُّع هذه المشاعر أنَّ حب الوالدين يختلف عن حب الزوج/الزوجة، وحب الأهل يختلف عن حب الوطن، ولكن بشكل عام يشير الحب إلى شعور الانجذاب القوي والتعلُّق العاطفي، الذي يستقر في الفؤاد ويملأ حناياه.

وقد شدني تعريف يقول: إن الحُبّ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص أو شيء ما، وقد يُنظر للحبّ على أنّه كيمياء متبادلة بين اثنين؛ كما أنّ الحب هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير؛ والحب عطاء مطلق غير مشروط، وشعور برباط دافئ نحو من تحب.

وكان الحب يمثل ركنًا أساسيًا فى الحياة اليومية للشعوب القديمة، حتى أصبح له إله من الآلهة عند الإغريق، مسئول عن تأليف القلوب، يرمى المحبين بسهامه فيوقع بينهما الرغبة والشوق. وللحب عندهم سمات عده منها:

- أغابي: وهو أعلى أشكال الحب وأكثرهم كمالاً، ويعتبر من أقدم أنواع الحب بين البشر، سواء كان الحب الإلهى، أو العشق الإنسانى بكل مظاهره وسماته.
- إيروس: وهو حب العاطفة الجيّاشة والمكثفة، ويحصل عندما يشعر الفرد بالرغبة والميل العاطفى، وهو يمثّل العلاقة بين العاشقين؛ وأفلاطون هو مؤسس هذا النوع من الحب.
- فيليا: وهي العاطفة التي نشعر بها تجاه أصدقائنا، وصاحب هذا الحب هو أرسطو.
- ستورج :وهو الحب الذي ينشأ بين أفراد الأسرة والأصدقاء والحيوانات الأليفة، والتي مع مرور الوقت يصبح أعمق وأقرب إلى الحب الغريزى.

ومن تعريفات الفقهاء المسلمين نأخذ تعريف القاضى ابن عِياض فى قوله: "أصل المحبّة الميل لما يوفّق المحب. ونقل في موضع آخر بعض ما قيل في حقيقة المحبّة وتعلّقها بالمحسوسات والمعقولات، ومن ذلك ما قيل فى: "أن حقيقتها الميل إلى ما يوافق الإنسان، إما لاستلذاذه بإدراكه بحواسه الظاهرة، كمحبّة الأشياء الجميلة والمستلذّة والمستحسنة، أو بحاسة العقل كمحبتّه للفضلاء، وأهل المعروف والعلم، وذوى السير الحسنة، أو لمن يناله إحسان وإفضال من قبله".

أما المحدثون فقد قالوا إن "الحب" لها علاقة بشىء غير محسوس ولا يمكن تفسيره منطقياً، وينتج من أفعال مكتسبة أو غريزية أو انفعالية سواء بشكل واقعى أو تخيلى، تترافق بحالة من نوبات الرغبة المطلقة، بحيث يكون هناك طرفان، وهما الطرف الأول العاشق والآخر المعشوق، ويعيشان حالة من الحب عن طريق انجذابهما لبعضهما البعض بكتلة من المشاعر والعواطف الجيّاشة، فيشعر كل منهما باللذة سواء عند لقائهما أو عند التفكير ببعضهما؛ لاسيما وأن فى داخل جسم الإنسان هرمون يسمى هرمون الأوكسيتوسين، والمعروف بهرمون الحب، وهو الأعلى نسبة عند الفتيات، وهو المسئول عن صلاح العلاقة بين المحبَّين من عدمه. 

على كلٍ، يمكن القول أن الحب هو الميل إلى الشىء السّارّ، والغرض منه إرضاء الحاجات الماديّة أو الروحيّة، وهو مترتّب على تخيّل كمال في الشىء السار أو النافع يفضي إلى انجذاب الإرادة إليه، كمحبّة العاشق لمعشوقه، والوالد لولده. وينشأ الحب عن عامل غريزى أو كسبى أو انفعالى مصحوب بالإرادة أو إرادى مصحوب بالتصوّر، والفرق بين الحبّ والرّغبة أنّ الرّغبة حالة آنيّة، أما الحبّ فهو نزوع دائم يتجلى في رغبات متتالية ومتناوبة.

وعلينا أن نفرق بين الحبّ الشّهوانيّ والعذرى، أو الأفلاطونيّ، أما الشهوانيّ فهو حب أنانى غايته نفع المحب ذاته، وأما الأفلاطونيّ أو المثاليّ أو العذرى -كما تسمّيه العرب- فهو حبٌّ محض مجرّد من الشّهوة والمنفعة.

والحب هو أحد مفاتيح السعادة بين بني البشر، وبدونه لا تستقيم الحياة على الأرض؛ وهو الذي يرتبط دومًا بالصفات الحميدة في الإنسان، ورغبته المطلقة في عمل الخير ونشره بين الخلق، سواء أكان بشرًا أم حيوانًا؛ لذا لا نعجب إذا ما قالوا إن الأرواح جنودًا مجندة، ما تشابه منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.

على أن الحب الطبيعي هو ما يكون بالفطرة كحب الوالدين لأبنائهما والعكس؛ وهناك الحب المكتسب كحب الإنسان لأخيه الإنسان؛ أو حب الزوج لزوجته، والذي أفضل تسميته بالحب الحتمي الذي لابد وأن يربط بين الرجل والمرأة لتعمر الأرض بذريتهما، شريطة أن يتوافقا معًا في طبائعهما، وإذا لم يتوافر هذا الشرط، قد يكون من الصعب أن يحيا الحب في قلبيهما، حتى وإن استمرت الحياة بينهما لوجوب استمرارها لعلة ما؛

وهناك حب استجد في أيامنا هذه يمكن أن نسميه الحب المبتور، وهو حب محدود الأجل، يربط بين اثنين لفترة معلومة، لأجل قضاء حاجة بينهما، فإذا ما انقضى الشيء مضى كل منهما إلى طريق، وزال الحب بزوال الحاجة.

وفي معرض حديثنا عن الحب فقد ورد في الكتاب المقدس: "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ"؛ وفيه أيضًا: "اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ"؛ و"لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ".

وعن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: هَلْ أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ، قَالَ: لا فَقَالَ قُمْ فَأَعْلِمْهُ، قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، قَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ. وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يُؤمنُ أَحَدُكم حَتى أَكون أَحبُ إِليهِ مِن وَالدهِ وَولدهِ وَالنَاسِ أَجْمعين". 

وفي إطار الحب والعلاقة الزوجية، فقد كان النبي يزيد في حبه لزوجته السيدة عائشة (رضي الله عنها) وفى هذا يقول:"اللهُم هَذه قِسمتي فِيما أَملكُ فَلا تَلُمنى فِيما تَملكُ ولاَ أَملك." والحب هنا هو الحب العفيف، الذي يغمر القلب، ولا يقوم على تبادل المنافع أو السعي لقضاء الشهوات وتحقيق الملذات؛ وفيه يتبع الحبيب محبوبه، ولا يجد منه إلا كل طيب فى الرزق والعيش والألفة والإلاف بينهما؛ وهذا هو الحب الذي لا يخشى الناس، لكونه معلومًا للكافة، ولا يقوم على اقتناص الفرص أو انتهاك الأعراض والحرمات.  

وقد أسرتني أشعار عنترة بن شداد حين هام بعبلة قائلاً:
يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى...وَأَنا المُعنّى فيكِ مِـن دونِ الـوَرى
يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظاىي مَع دَمي...لَمّا جَرَت روحي بِجِسمى قَد جَرى
أما ابن الرومي فكانت كلماته أكثر دقة عن اللوعة والشوق للحبيب حين قال:
أعانقُها والنفسُ بعدُ مَشُوقَةٌ...إليها، وهل بعد العناقِ تَدان
وألثُمُ فاها كى تزولَ حرارتي...فيشتدُّ ما ألقى مِن الهَيَمانِ

أما الحب الإلهي أو الحب الخالص فهو أعظم صور الحب، بلا منازع، والمفتاح الأعظم لباب السعادة البشرية، والطريق المؤدي إلى راحة النفس وخلاصها، لتصبح نفسًا زكية، تقبل على ربها راضية مرضية؛ وهو وحده القادر على أن يجعل الإنسان لا يمكث بحبه في الأرض فقط، بل يسمو به إلى عنان السماء. 

وقديمًا كان البشر يعبرون عن حبهم للآلهة حين يحملون إليها القرابين، ليعودوا من المعبد وقد عمرت قلوبهم بالرضى، وتيقنوا من محبة الآلهة ومؤازرتها لهم، بعد أن منحهم الكهنة جل ما يريدونه. لقد تيقن الإنسان -بدءًا من الفلاسفة الإغريق وإخناتون وغيرهم- من وجود إله واحد أعظم من كل الآلهة، هو محرك كل قوى الطبيعة التي كان يخشاها الإنسان القديم، وإنه لابد أن يكون إلهًا أزليًا، يفوق في قوته وهيبته وكينونته كافة المخلوقات في السماء والأرض. من هنا بدأ القدماء يعلنون عن الحب الإلهي، والذي تجلى في عِظم قرابينهم لهذا الإله الأوحد؛ رغم اختلاف مسماه من شعب إلى آخر عند تلك الشعوب. 

ومع نزول الكتب المقدسة إلى الأمم والأقوام، عرف الإنسان الطريق إلى الله، خالق الكون الأوحد، وتيقن بالدليل العقلي من وجود الإله الأعظم، الله عز وجل. من هنا، بدأ الإنسان يعرف الطريق إلى الحب الإلهي، الذي بنوره يضيء الكون، وتشرق شموس المحبة في قلوب المخلوقات كافة على سطح المعمورة؛ الحب الذي يعمر القلب، ويملأه بالمحبة والخير، والهداية إلى الطريق النوراني.

ويتجلى الحب الإلهي في فكر المتصوفة في الإسلام، وبصورة يقف المرء عاجزًا عن تخيلها في بعض الأحيان، بل يتساءل المرء هل هناك في أيامنا هذه من يزهد منا في متاع الدنيا ومباهجها ويسير هائمًا على وجهه في البرية كما فعل رهبان مصر أو متصوفة بغداد؟

فهاهي رابعة العدوية تقول فى حب الله:
راحتى يا أخوتى فى خلوتى
وحبيبى دائماً فى حضـرتى
لم أجد لي عن هواه عوضاً
وهـواه في الـبرايا محنتى
حيثـما كنت أشاهد حسنـه
فهو محرابى إليـه قبلـتـى
إن أمـت وجدًا وماثم رضا
وأعنانى في الورى وشقوتى
يا طبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفى مهجتى
يا سـرورى وحيـاتى دائمًا
نشأتى منك وأيضًا نشـوتـى
قد هجرت الخلق جميعًا أمنك وصلاً فهل أقضى أمنيـتى

  وفي موضع آخر تقول رابعة العدوية:
عرفْت الهَوى مُذ عَرَفْتُ هواك
وأغْلَقْتُ قَلْبى عَلىٰ مَنْ عَاداكْ
وقُمْتُ اُناجِيـكَ يا مَن تـَرى
خَفايا القُلُوبِ ولَسْنـا نـراك
أما الحلاج فقد ضرب لنا صورة رائعة في الحب الإلهى –رغم اختلاف البعض حول مقاصده- فصلته بالله سبحانه وتعالى تدور على قطبين: الحب الواله القوى الغلاب المذهل، والفناء في هذا الحب فناءً شاملاً يذوب فيه كل شىءٍ مادى دنيوى ويحترق ليخلد؛ ثم مرحلة السير في هذا الحب، ومجالات هذا السير الروحية، بما فيها من إلهاماتٍ وتجلياتٍ، ومواجيدَ وأشواقٍ وحيرةٍ ودهشةٍ وعذابٍ.
والمحب هنا في عذابٍ ملهمٍ، يُعذب في بحثه عن مولاه، ويُعذب في حبه له، ويُعذب في حيرته حيال جبروته وآياته. والعذاب في الحب الإلهي أكبر خيرٍ يفيضه الله سبحانه على عبده ووليه المحبوب؛ وإن لله سبحانه لنظراتٍ وإشراقاتٍ وزياراتٍ للقلب المحب المعذَّب المحترق، زيارات تَهَبُ ولهًا مقدَّسًا، يعقبه هجران يدفع إلى دهشةٍ محلقةٍ.
وها هو يمتعنا بأجمل رؤى للحب الإلهى، حين يغمر قلب الإنسان:
             مكانك من قلبى هو القلـب كـلـه     فليس لخلقٍ في مكانك موضع
             وحطتك روحي بين جلدي وأعظمى    فكيف تراني إن فقدتك أصنع
وفي موضع آخر يقول الحلاج:
لـي حبيب أزور في الخلـوات 


حاضرٌ غائبٌ عن اللحظات
ما تراني أصـغي إليه يسمـع 


كي أعي ما يقول من كلمات
كلمات من غير شكلٍ ولا نطـ  


ـق ولا مثل نغمة  الأصوات
فكأنـي مخاطـب كـنت إيـا 


 ه على خاطرى بذاتي لـذاتي
حاضـرٌ غائـبٌ قريبٌ بعـيدٌ 


وهو لم تحوِه رسوم الصـفات
هو أدنى من الضمير إلى الوهـ


ـم وأخفى من لائح الخطرات

وقد صدق ابن الرومي حين قال:
                   الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه    وإليه إنٍ شحطتْ نَواهُ طِمَاحُهُ
                    يغدو المحب لشأنه وفـؤادُهُ    نحوَ الحبيب غُدُوُّهُ ورواحـهُ

الاكثر قراءة