أكد القيادي الفلسطيني عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير، والمسؤول عن دائرة شؤون القدس، اليوم الجمعة ، أهمية مؤتمر"دعم القدس"بالقاهرة والمقرر عقده بعد غد الأحد.
وأضاف الحسيني، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذا المؤتمر يعقد بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسيكون تحت إشراف ورعاية جامعة الدول العربية، ويأتي بالتزامن مع تصعيد حكومة اليمين المتطرف الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو في مدينة "القدس" المُحتلة .
وقال الحسيني إن هناك ثلاثة محاور لهذا المؤتمر الذي يشارك فيه مسؤولون كبار من دول عربية وإسلامية ومن مؤسسات دولية، أولها المحور السياسي، حيث سيضع الرئيس أبو مازن الجميع في صورة الاوضاع الصعبة التي آلت إليها فلسطين، وتعقد الوضع نتيجة لممارسات الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة .
وشدد الحسيني على أن مدينة "القدس" تتعرض الآن لهجمة غير مسبوقة على صعيد تغيير هويتها وواجهتها العربية والاسلامية.
أما المحور القانوني، فقال الحسيني إن الفلسطينيين الآن يخوضون معركة قانونية مع الاحتلال ويحاولون تحويل الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها هذه الحكومة إلى المؤسسات الدولية القانونية حتى يتم ردع حكومة "نتنياهو- بن جفير" ومعاقبتها، وبالتأكيد هذا شيء ليس سهلا لكن لا مفر من الشروع فيه، معبرا عن أمله في حصول الفلسطينيين على الدعم اللازم من الدول الشقيقة للاستمرار على هذا الصعيد .
وأضاف أن المحور الثالث والأخير هو المحور "اقتصادي"، في ظل إنفاق الاحتلال الإسرائيلي مليارات الدولارات شهريًا من أجل تغيير البنية التحتية وهوية مدينة "القدس" التي يراد لها أن تتغير ويتم محوها، في ظل تعرض الإنسان الفلسطيني إلى عملية إبادة ومحو في حياته وفي لقمة عيشه وفي وجوده بالقضاء على مقومات حياته.
وأشار الحسيني - وهو محافظ سابق لمدينة القدس - إلى ضرورة أن يكون هناك نظرة في هذا السياق وكيفية دعم الإنسان الفلسطيني الذي هو رصيد الأمة العربية والإسلامية حتى تبقى القدس عربية، مشددا على أن المواطن المقدسي هو الحامي وهو الجندي وهو من يقدم كل ما عنده من أجل حماية بلده ومدينته ومقدساته..
وشدد الحسيني على أن القدس لا يمكن لها أن تعيش في هذا الحصار الجائر دون وجود فلسطيني وعربي وإسلامي، ويجب أن يكون هناك استثمار من أجل تحريك الاقتصاد الفلسطيني بها وحتى يمكن المواطن المقدسي من العمل والاستمرار في العيش، ولهذا نأمل أن يؤتي هذا المؤتمر ثماره على هذا الصعيد .
وقال الحسيني إن الرسائل بشأن "القدس" يجب أن تصدر من الأمة العربية والاسلامية بمواقف واضحة قوية جلية لتدعم الفلسطيني وتجعله قادرًا على أن يقوم بواجبه وأن يتصدى ويمنع أي شيء يمكن أن يحدث في المدينة العزيزة على قلوب جميع العرب والمسلمين.
وتوقع الحسيني أن يكون شهر رمضان هذا العام شهرًا صعبًا ، مؤكدًا أن القدس جزء من هوية رمضان، ورمضان في كل العالم شيء وفي القدس شيء اخر، وبالتالى ستبقى القدس وسيبقى رمضان ولن تفلح مساعي الاحتلال لدفع الفلسطينيين لنسيان وطنهم.
وقال الحسيني إن الاحتلال هو من يبدأ بالتصعيد، وليس الفلسطينيين، ولذلك يتعين على الدول أن تمارس الضغط على إسرائيل للتهدئة، وليس حمل الفلسطينيين على ذلك، مُشددًا على أن الفلسطينيين تحملوا ما لا يُمكن أن يتحمله بشر، عبر القتل اليومي واقتحام المدن والقرى ليلا ونهارًا وهدم البيوت.
وأضاف أن التهدئة تبدأ عندما يكف الاحتلال عن التصعيد وهذه التصرفات غير المقبولة وغير القانونية، حينها سيستمر الفلسطيني في المقاومة، ولكن المقاومة السلمية الشعبية، دون اللجوء إلى العنف الذي يلجأ إليه عندما تتقطع به السبل وعندما يتعرض للقتل والتشريد، وعندما تنغلق أمامه الأفق تمامًا .