العسومي: مشكلة الغذاء باتت ركنا محوريا للأمن القومي العربي

أكد رئيس البرلمان العربي عادل عبد الرحمن العسومي أن مشكلة الأمن الغذائي العربي باتت تشكل تحدياً لا يحتمل الانتظار وأصبحت تمثل ركناً محورياً من أركان الأمن القومي العربي.
جاء ذلك في كلمة العسومي في افتتاح المؤتمر الخامس لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي ينظمه البرلمان العربي بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية ويعرض فيه وثيقة أعدها البرلمان العربي حول مشكلة الأمن الغذائي العربي بعنوان "رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي".
ووجه العسومي - في بداية كلمته - التحية والشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستضافة مصر هذا المؤتمر للعام الثاني على التوالي، وقال إن هذا يعكس إيمانه الكبير بدور الدبلوماسية العربية البرلمانية في خدمة العمل العربي المشترك.
وأضاف أن هذا المؤتمر ينعقد والأمة العربية تواجه العديد من الأزمات، مشيراً إلى أنه ما كادت جائحة كورونا وتطوراتها السلبية تمر حتى جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما صاحبها من أضرار على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي فرض العديد من التحديات على الاقتصادات العربية.
وأفاد بأن من هذه التحديات التي لا تحتمل ترف الانتظار مشكلة الأمن الغذائي العربي التي مسألة حياة أو موت، مشيراً إلى أن الأمن الغذائي باتت ركناً محورياً من أركان الأمن القومي العربي.
وقال إنه انطلاقاً من المسؤولية القومية التي تقع على عاتق البرلمان العربي والمجالس والبرلمانات العربية، فلقد حرصنا على أن يكون للبرلمانيين العرب إسهام في هذه المشكلة، حيث أعد البرلمان العربي وثيقة حول مشكلة الأمن الغذائي بعنوان "رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي"، مشيراً إلى أنه تم مناقشة الوثيقة من خلال لجنة تحضيرية ضمت ممثلين للبرلمانات والمجالس العربية.
وأضاف أن الوثيقة عرضت أبرز التحديات التي تواجه الأمن الغذائي العربي، كما تضم بعض المقترحات التي تساعد بشكل آو بآخر لحل مشكلة الأمن الغذائي العربي، موضحاً أن هذه الوثيقة تحت نظر الجامعة العربية، التي لها مبادرات الجامعة مهمة في هذا الشأن مثل استراتيجية الأمن الغذائي العربي التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في الجزائر.
وأكد ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي العربي في مجال الغذاء، وألا نترك قوت شعوبنا رهناً للمصالح والتحالفات الدولية.
وأشار العسومي إلى تعاظم التحديات التي تواجه الأمة العربية، فالقضية الفلسطينية هي القضية الأولى وهي راسخة في ضمير كل عربي، مشيرا إلى تصاعد ممارسات الاحتلال مؤخراً من قتل للمدنيين وتدنيس للمقدسات وتدمير المنازل، مما يزيد الوضع السياسي والإنساني تأزماً.
وقال: "لا بد من وجود تحرك حقيقي للمجتمع الدولي، لمواجهة الانتهاكات السافرة بحق الشعب الفلسطيني، والتوصل لحل عادل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها".
وأشار إلى تكرار جرائم حرق نسخ من القرآن بعلم وتحت نظر السلطات الرسمية في العديد من الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن هذا يخالف القوانين والمواثيق الدولية، ويستعدي وقفة جادة أكبر من مجرد التنديد والشجب، بل الدعوة لتجريم دولي للإساءة للأديان والمقدسات.
ودعا - في هذا الإطار - إلى تحرك جماعي على مستوى البرلمانات العربية والإفريقية والإسلامية، لإصدار توصية للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المقرر عقد اجتماعه القادم في مملكة البحرين في مارس المقبل، لوضع إطار قانوني ملزم يجرم هذه الممارسات.
ووجه في نهاية كلمته الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على استضافة هذا المؤتمر في مقر الجامعة العربية، كما وجه الشكر للأمانة العامة للجامعة العربية وكذلك الأمانة العامة للبرلمان العربي.
من جانبه دعا رئيس برلمان عموم إفريقيا فورتشن شارومبيرا، العرب إلى الاستثمار في إفريقيا، خاصة في مجالات البنية الأساسية والزراعة، مشيراً إلى أن القارة غنية بالموارد الطبيعية، ويأتيها المستثمرون من الغرب، ولكن هناك حاجة لدخول الاستثمارات العربية هناك، وقد يكون هناك مجال للتنسيق بين البرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا، في هذا الشأن، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وقال رئيس برلمان عموم إفريقيا، إن 60% من العرب يعيشون في إفريقيا، 70% من مساحة الدول العربية توجد في إفريقيا، ولقد عانى العالم العربي وإفريقيا معاً من الاستعمار الغربي، ونعاني معاً مشكلات الإسلاموفوبيا.
وأكد ضرورة تعاون العرب وإفريقيا، معاً، ضد الإساءة للأديان، والتأكيد على حريات العقيدة والأديان، ورفض العنصرية.
كما دعا إلى تعاون عربي إفريقي في مواجهة محاولات فرض بعض التوجهات المخالفة للقيم العربي والإفريقية.