كتبت- أماني محمد
لم ترحم موجة الغلاء التي طالت أغلب المنتجات والصناعات خلال الفترة الأخيرة، عروض ما يعرف بـ«الأوكازيون» والتي تقام كل عام مع اقتراب نهاية فصل الصيف، فضلا عن انشغال أغلب المصريون بمناسبة عيد الأضحى المبارك واقتراب موعد انطلاق العام الدراسي الجديد.
التزامات عيد الأضحى كبلت أعلب الأسر وحرمتهم من الترقب المعتاد لإعلان التخفيضات أو أكازيون الملابس والأحذية لشرائها بسعر أقل من السعر الرسمي بالأسواق، غير أن أسعار الملابس الجاهزة قد تضاعفت خلال العام الحالي بشكل جعل البعض غير قادر على اقتنائها، وأصاب حركة البيع والشراء بالركود، ويكون الأمل في الأوكازيون باعتباره الأقل سعرًا.
أوكازيون رسمي
وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، منصف الشهر الجاري، عن انطلاق "الأوكازيون" الصيفي لجميع أنواع الملابس والسلع، لمدة شهر، بالتنسيق مع الاتحاد العام للغرف التجارية.
وتوقت الوزارة أن يصل عدد المشاركين فى الأوكازيون من 2000 إلى 3000 شركة وتاجر من القطاعين العام والخاص، بنسبة تخفيضات فى الأسعار ما بين 5% إلى 50%، لتشجيع المواطنين على الخروج للتسوق وتنشيط حركة الأسواق.
وخصص جهاز حماية المستهلك خط ساخن لتلقى شكاوى المواطنين وهو 19588، من خط أرضى أو تقديم شكوى بمقر الجهاز فى 96 شارع أحمد عرابى بالمهندسين فى الجيزة، لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أى شخص يعلن عن عروض وهمية فى الأوكازيون، ولفت الجهاز إلى أنه من حق المستهلك استبدال سلعة خلال 14 يومًا فى حالة وجود عيوب بها ومن يمتنع عن ذلك من المحلات سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته للنيابة العامة.
2614 محلا يشارك في معارض التموين
كما أعلنت وزارة التموين، اليوم، ارتفاع عدد المحلات المشاركة في الأوكازيون الصيفي لتصل إلى 2614 محلا، مقابل 862 محلا تقدموا في منتصف أغسطس، بنسبة ارتفاع بلغت 200%.
وأشار التقرير، الذي استعرضه الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، عن موقف الأوكازيون الصيفي، بعد 10 أيام من بدء فترة التخفيضات إلى تسجيل 272 مخالفة، تضمنت 64 مخالفة لعدم وجود تصريح رسمي بالاشتراك في الأوكازيون، و203 مخالفات لمحلات أعلنت عن أوكازيون وهمي، و5 مخالفات لعدم استخدم اللغة العربية في الإعلان عن الأسعار.
تحريك الركود
خلال تجولك بين المحال تجد انتشار إعلانات التخفيضات المختلفة على المحال التجارية تشمل كل الأعمار والفئات، بنسب تصل إلى 50% حسب إعلانهم، فشطبوا الأسعار القديمة ووضعوا الجديدة والتي توضع فارق الأسعار بين القديم والجديد، الذي قد يصل في بعض الأحوال إلى أكثر من مائة جنيها، كل ذلك لم ينجح في تحريك الركود الذي يعصف بالسوق أو كسب ثقة الجمهور للاقتناع بتلك التخفيضات.
أمل سيد، ربة منزل، تقول إن الأسعار التي تم وضعها مع انطلاق الأوكازيون مرتفعة، والتخفيضات لا تشمل كل المعروضات بل فئة منها والتي تكون أقل في الجودة، أما الملابس ذات الجودة والخامة العالية تظل محتفظة بسعرها في كل الأحوال.
أما أمجد علي، صاحب أحد محلات بيع ملابس الأطفال، يقول إن الأوكازيون لم ينجح في تحريك السوق الراكدة خلال هذا الموسم، مضيفا أنه مع نهاية موسم الصيف وعيد الأضحى لا تزال حركة البيع والشراء ضعيفة بسبب ارتفاع الأسعار التي أثرت فعليًا على تطبيق خصومات الـ 50% ويراها الجمهور مرتفعة ولا تتناسب مع قوتهم الشرائية، متابعًا:"لا نستطيع التكهن بالوضع مع اقتراب العيد فالأرزاق بيد الله".
أحمد عبد الفتاح، صاحب محل لبيع الملابس بوسط القاهرة، يقول أن البيع لا يزال هادئ مع انتصاف الأكازيون، وأن السبب في ذلك بسبب الالتزامات المفروضة على الأسر خلال عيد الأضحى، قائلا "على عكس عيد الفطر، فإن عيد الأضحى لا يشهد إقبالا على الملابس بشكل كبير لأن رب الأسرة عليه التزامات أخرى خاصة بمصاريف المنزل والأضحية والمصايف والمدارس".
تخفيضات وهمية
محمد حسن، صاحب محل بيع بدل رجالي، يرى أن الأسعار لا تنخفض بنسب كبيرة في الأوكازيون وأن بعض المحال تحدد نسب تصل إلى 50% ومع ذلك تكون نسبة التخفيض في السعر أقل من ذلك بكثير، قائلا:" هم يلعبون في نسب التخفيضات فالأرقام تكشف زيف التخفيض إذ يخفض الثمن من 170 إلى 140 وهذا لا يعادل نسبة الـ30% كما يقولون، أما تخفيضات الـ50% تكون على منتجات المواسم الماضية التي لا يشتريها أحد".
وأضاف أن "الاوكازيون وهمي لأن يحددون نسب من 20% إلى 50% ويوزعون تلك النسب على المنتجات القديمة منها بنسبة أعلى، أما الجديدة تكون نسب التخفيض أقل"، موضحا أنه "لا بد للرقابة الإدارية والمسئولين أن تراقب تطبيق نسب التخفيض، فوزارة التموين والغرفة التجارية تتابع حركة البيع بالسوق وتتلقى طلبات التخفيض والمشاركة في الأوكازيون".
وقال إن فئة ملابس الرجال ليس له موسم صيف أو شتاء إلا أنها تنشط في عيد الأضحى، مضيفا أن "ملابس الرجال والبدل لا تشارك في الأوكازيون على عكس الشباب والنساء والأطفال.
وأضاف أن البدل التي لا يشتريها أحد أو ما تسمى بـ"المكسرات" يبيعها أقل من سعرها العادي بمائتين جنيه أحيانا، مضيفا أن لا يشترط أن يحقق هامش ربح عالي طوال الوقت فيفضل له أن يخفض مكسبه مقابل أن يتخلص من البضائع الراكدة له، وأن نسبة الربح التي يضعها البائع على القطعة تكون من 20 إلى 35% بسبب أن التاجر أو البائع عليه التزامات ضريبية وإيجار وأجرة عمال وفواتير خدمات.
بيع أقل من المتوسط
يحيى زنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة، إن حركة البيع حتى الآن أقل من المتوسط بسبب استمرار ضعف القوة الشرائية للمواطنين متأثرة بغلاء الأسعار، فضلا إن أغلب الأسر ملتزمة بمصاريف والتزامات أخرى خاصة مع دخول الفصل الدراسي الجديد ومتطلباته من ملابس وشنط وأدوات مدرسية.
وأضاف أن كثير من الأسر لا يهمها الأوكازيون الصيفي أو عيد الأضحى بقدر الاهتمام بالموسم الدراسي واستعداداته وأن نسبة التخفيضات تراوحت بين 20% إلى 50%.
أما عن موسم عيد الأضحى، يقول إنه لا يمكن تحديد مدى رواجه والإقبال على الملابس به لأنه يمكن للأسبوع المقبل.