تشكو العديد من الأمهات من وجود مشاعر غيرة بين الأبناء في مرحلة المراهقة أو الجامعة وخاصة إذا كن بنات ، ويتسائلن عن حلول لتفادي هذه الغيرة السلبية بينهن ، في السطور القادمة نقدم استشارية نفسية نصائح في هذا الأمر.
تقول دكتورة ريهام عبد الرحمن الاستشاري النفسي والإرشاد الأسري أحيانا كثيرة تشكو الأمهات أن احدي بناتهن تشعرن بالغيرة من الاخري بعد مرحلة الطفولة ، ولكن لا يلتفتن أن هذه الغيرة تنشأ منذ الصغر، وتحدث نتيجة أخطاء في التربية ، وتوضح أن التفرقة في المعاملة منذ الصغر وعدم العدل بين الأبناء هي أحد أهم العوامل التي تجعل الأبناء يشعرون بالغيرة من بعضهم عندما يكبرون ، بجانب عوامل أخري عديدة منها الحديث السلبي عن أحدهما أمام الآخرين والمقارنة الشديدة والمستمرة بين الابناء وبعضهم ، فبينشأ الشعور بالغيرة ، التي تكون سلبية وتتطور إلي عدوانية أو ضرب.
وتشرح أحيانا يعطي الآباء الفرصة للأخت الكبري التحكم في تصرفات الصغري ، أو العكس، فتنشأ إحداهما أنانية تريد السيطرة علي الأخري ، وينشأ شعور الغيرة لدي الطفل المقهور و يكبر لديه عدم الثقة بالنفس الذي بسبب أنه لا يأخذ نفس فرص الأخوات .
و تنصح الاستشارية بأهمية تعزيز الثقة بالنفس لدي الأبناء جميعا لتجنب وجود الغيرة بينهم ، ويأتي ذلك من خلال عدم المبالغة في الاهتمام بالأخ الصغير أو المولودة الجديدة، والاهتمام الدائم بان يخافوا علي بعض، ويهتموا بشئون بعض والحديث الايجابي عنهم ودعم المحبة بينهم ، والمدح الإيجابي وتجنب المبالغة فيه، وإظهار نقاط القوة لديهم وتعزيز مهاراته الاجتماعية ، فلا يكون ضحية سهلة لمشاعر الغيرة، والغيرة تنشأ بسبب الفراغ ، فيجب علي الأم ملئ هذا الفراغ بالأنشطة المختلفة لدي الطفل.
وتختم حديثها أن احتواء الطفل من أهم العوامل التي يجب علينا كآباء القيام بها، والابتعاد نهائيا عن الكلام السلبي واللوم المستمر ، وغرس الضمير وحب الاخر لديهم.