قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مبادرة النيباد التي تولت مصر رئاستها لمدة عامين مقبلين، هي مبادرة تعود لعام 2001، عندما تبنتها نحو 33 دولة أو أكثر من أجل متابعة التنمية في أفريقيا ومصالح الدول خاصة في المجال الاقتصادي والتنمية، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى رئاسة اللجنة المعنية بتلك المبادرة لمدة عامين وألقى خطابا عرض فيه أولويات مصر للمبادرة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس السيسي وضع أولويات مهمة في خطابه أمام النيباد للفترة التي سيتولى فيها رئاسة اللجنة وهي عامين، مضيفا أن أهم تلك الأولويات هي حشد التمويل اللازم في أفريقيا، لأن القارة تفتقد إلى التمويل ورغم أنها من أفقر قارات العالم، لكن حجم الاموال الذي يخرج منها إلى لدول المتقدمة أكثر مما يدخل إليها، لأنها تدفع فوائد ديون وفواتير الواردات أكثر ما تحصل ععليه من خلال الاستثمارات أو الصادرات.
وأضاف بيومي أن مصر عملت مبادرة من 2019 لتشجيع الدول زات الفوائد المالية للاستثمار في أفريقيا بخبرة مصرية على الأرض الأفريقية، ونجحت المبادرة ووافقت عليها أوروبا والصين واليابان، مشيرا إلى أن الملف الثاني في أولويات الرئاسة المصرية يركز على البنية الأساسية لان إفريقيا من أفقر ما يمكن في هذا الملف، فلا تمتلك الطرق الكافية ولا وسائل النقل كما أن موانئ القارة صغيرة ولا تستقبل السفن العملاقة.
وأشار إلى أنه لهذا السبب أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بقطاع الطرق والكباري والنقل، حتى تخدم أهداف الصناعة ونقل البضائع والصادرات، مضيفا أن الملف الثالث هو التركيز على العلاقات الداخلية، ومنها مصير منطقة التجارة الحرة الافريقية الجديدة التي تضم 50 دولة، وكلما أحسنت الدول إدارتها كلما ازدادت التجارة.
وأكد بيومي، أن الرئيس السيسي أعطى رسالة بشأن أهمية الاتجاه للتصنيع، لأن أفريقيا ليس بها صناعات كافية، رغم الكميات الضخمة التي تمتلكها من المواد الخام كثيرة جدا، موضحا أن هناك ملف آخر تحدث عنه الرئيس السيسي وهو تقوية صلة القارة بمؤسسات التمويل الدولية سواء البنك الدولي أو صندوق النقد أو مؤسسة التمويل العالمية.
وأضاف أن هذه الملفات الخمسة التي تحدث عنها الرئيس والمشوار طويل أمام القارة بسبب حاجة الدول الأفريقية لعلاج المشكلات وإصلاح البيروقراطية والنظام المصرفي، وعدم وجود بنوك درجة أولى في القارة يمكن ضمان تقديمها لخطاب اعتماد، مضيفا أن مصر دولة أفريقية وهناك مصالح مشتركة كما أن نصف الدول العربية أفريقية من المغرب وحتى موريتانيا، فهناك مصالح ومصير مشترك.