الإثنين 20 يناير 2025

عرب وعالم

ممثل (ألكسو): محو الأمية يمثل ضرورة استراتيجية لأمن الأمة العربية ونهضتها

  • 16-2-2023 | 17:11

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

طباعة
  • أ ش أ

أكد الدكتور رامي اسكندر ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في ملتقى الاتحاد النسائي العربي، أن جهود العمل العربي المشترك تتواصل في مجال قضية محو الأمية والتي تمثل ضرورة استراتيجية لأمن الأمة العربية وتأمين نهضتها.

وأكد اسكندر - في حواره مع مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس خلال مشاركته في افتتاح ملتقى الاتحاد النسائي العربي العام اليوم /الخميس/ - أهمية تطوير الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق محو الأمية، وتوفير الموارد المالية اللازمة لها في مختلف المؤتمرات والمحافل المتعددة.

وأشار إلى أن مكافحة الأمية تعد أحد شروط تنمية المجتمع، وتهدف برامجها وأنشطتها إلى اكتساب الفرد المستهدف القدرة على المشاركة بفاعلية في أنشطة المجتمع، وتحسين الكفاءات التقنية والفنية وإعداد الأفراد لحل مشكلاتهم الاجتماعية.

وشدد على أهمية توفر وإعداد الموارد البشرية للقضاء على الأمية بكل أشكالها الأبجدية والوظيفية والثقافية والتقنية، إضافة إلى التركيز على دور جميع القطاعات التي تمثل المجتمع، وهي القطاعات الشعبية والرسمية والجامعات والمنظمات التطوعية والقطاع الخاص.

وفي هذا السياق، أعرب اسكندر عن شكر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومديرها العام محمد ولد أعمر، للاتحاد الوطني للمرأة التونسية ومكتب الكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار بتونس، الذي قام بتنظيم أعمال ملتقى الاتحاد النسائي العربي والذي يعقد تحت عنوان "تقنيات الإعلام والاتصال" والذي يعد رافدا استراتيجيا لدعم برامج محو الأمية والتعلم مدى الحياة. 

وأوضح أن مشاركة المنظمة في هذه الملتقى تندرج في إطار تعاونها مع المؤسسات الوطنية بالجمهورية التونسية، دولة مقر (ألكسو)، التي تعنى بشأن التربوي والتعليمي، وفي إطار اهتمامها الدائم منذ إنشائها عام 1970 بقضية محو الأمية وتعليم الكبار واعتبارها المفتاح الحقيقي للتنمية الشاملة.

وأشار إلى أن الإلمام بالقراءة والكتابة هام للغاية لتحصيل المهارات الحياتية الأساسية، ووسيلة لا غنى عنها في المشاركة الفعلية في المجتمعات كما ورد في عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية، مضيفا أنه من هذا المنطلق يأتي الاهتمام بمرحلة ما بعد محو الأمية من خلال التأكيد على توفير وتهيئة المناخ التعليمي المناسب الذي من أجل تحقيق التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة.

وأوضح أن هذا الاهتمام العربي رسم وترجم بصدور قرار القمة العربية في مارس 2015 باعتماد العقد العربي لمحو الأمية 2015-2024 عقدا للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي بجميع أشكالها، والذي يمثل انعطافا حقيقيا انطلاقا من إدراك عميق للتحديات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، وخاصة تحدي الهوية واللغة والكيان العربي الواحد.

وأشار إلى أن ذلك يمثل إصرارا على أهمية تطوير منظومة التعليم بكافة مستوياتها لتحقيق مسيرة تنموية مستدامة عبر الإلمام بالقراءة والكتابة والمعلومات.

وقال إن (ألكسو) تعمل، ضمن الإطارين الدولي والعربي واستجابة لتوجهات الحكومات والقيادات التربوية والاجتماعية في الدول العربية، على تنفيذ عدة مشروعات وبرامج قومية بهدف إحداث نقلة كمية وكيفية في مجال محو الأمية، مشيرا إلى أن المنظمة أصدرت الوثائق المرجعية العربية للاسترشاد بها، ومن أهمها الاستراتيجية العربية للتربية، واستراتيجية محو الأمية في البلاد العربية، واستراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي، والخطة العربية لتعليم الكبار، إضافة إلى الوثائق المرجعية لتعليم الكبار وتطوير برامجه، وعقد المؤتمرات العربية لتكون فضاء للتشاور بين المسؤولين والمختصين والعاملين والباحثين والمهتمين بهذا الشأن في الوطن العربي، وطرح المشكلات التي تواجه هذا القطاع في الوطن العربي وبحث سبل تطويره وتعزيز دوره.

وأكد أن هناك برمج مستمرة من المنظمة لبناء القدرات التربوية العربية وتأهيلها، وذلك بتدريب الأطر التربوية العاملة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار وتعزيزها، لافتا إلى أن جهود (ألكسو) التدريبية في مجال تعزيز القدرات، والأدبية المرجعيات والوثائق، تؤكد أهمية التكامل بين التعليم النظامي وجهود المؤسسات الإعلامية، على اعتبار أن الإعلام يعد من أكثر المؤسسات تقديما لبرامج التعليم غير النظامي، وبرامج التعليم العرضي، ولا يقتصر الأمر على التنسيق أو التعاون بين كل منهما، بل ودراسة الأهداف والسياسات والخطط من أجل تحقيق أهداف اجتماعية وتربوية تحقق في النهاية التنمية الشاملة والمتكاملة للفرد، ذلك لأن المفهوم الجديد لتعليم الكبار ومحو أميته يعتبر المتعلم فاعلا اجتماعيا يستطيع المساهمة في صنع المعرفة، وفهم الواقع وتغييره.

وأشار إلى أنه وفقا لهذا المفهوم، فإن محو الأمية يعد عملا مجتمعيا، وسياسيا ومرتبط نشط له علاقة بكافة جوانب الحياة، وليس مجرد حملة تذم الأمية وتمدح التعليم، فالعلم لا يطلب لذاته بل لكونه أداة للبناء الاجتماعي، مشددا على أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تثمن الجهود الكبيرة للدولة التونسية منذ الاستقلال وخاصة ما ينفذه الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، والتي راهنت على التعليم خيارا استراتيجيا تنمويا.

وأضاف أن الألكسو ترافق كل المجهودات المستقبلية بهدف القضاء على الأمية وتأصيل تعليم الكبار، مشيرا إلى أن المنظمة تعد شريك استراتيجي لكل الدول العربيّة في قضاياها التنموية، التربوية، والثقافية، والعلمية، بما يحقق التنمية في العالم العربي.

يشار إلى أن فعاليات ملتقى "تعاطي الإعلام مع قضايا الأمية والمرأة" انطلق اليوم على هامش اجتماع الاتحاد النسائي العربي العام، بمشاركة 13 دولة عربية وعدد من الخبراء والمختصين.

الاكثر قراءة