حذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاجان تشاباجين من أن سوريا قد تواجه تفشيات خطيرة للأمراض في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بالبلاد في حال لم يحصل آلاف النازحين على سكن دائم في القريب العاجل.

وفي مقابلة مع وكالة (أسوشييتد برس) الأمريكية للأنباء، قال تشاباجين: "إن العائلات التي تقيم في مخيمات مؤقتة دون تدفئة مناسبة في حاجة بشكل عاجل إلى سكن دائم".

وتابع: "ما زالوا يعيشون في ظروف أساسية للغاية في غرف مدرسية شديدة البرودة .. إذا استمر هذا لفترة طويلة من الزمن، فستكون هناك عواقب صحية".

وتحدث تشاباجين بعد عودته من حلب، أكبر مدينة في سوريا والتي شهدت لسنوات بعض أسوأ المعارك في الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.

وتفشى وباء الكوليرا في حلب أواخر العام الماضي. 

وقال تشاباجين إن تأثير الزلزال على الوصول إلى السكن والمياه والوقود والبنية التحتية الأخرى يمكن أن يجعل تفشي المرض مرة أخرى "محتملاً" .. مضيفًا أن الكارثة كانت أيضًا مدمرة للصحة العقلية للسوريين.

وألمح إلى أن أحياء بأكملها في حلب باتت مهجورة، حيث اختار بعض السكان الانتقال إلى المناطق الريفية بعد الزلزال.

على المدى الطويل، قال تشاباجين إن: "إعادة بناء البنية التحتية لسوريا، التي أعاقتها الحرب بالفعل، يجب أن تكون أولوية، ومع ذلك ، فإن الحرب الأهلية والأزمة الاقتصادية في سوريا تجعل التعافي السريع بعد الزلزال أكثر تعقيدًا".

خلال جولته في حلب، قال شاباجين إن: "المساعدات التي تقلصت على مر السنين تصل الآن بكميات أكبر".

وذكر أن إحدى النساء أخبرته أنها عانت من تضاؤل المساعدة في السنوات الأخيرة، لكن "بطريقة ما أعاد هذا الزلزال المساعدات الإنسانية حتى تتمكن (هي) من تناول الطعام مرة أخرى".

أدى الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا قبل أكثر من أسبوع، إلى دمار كبير في سوريا سواء في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة شمال غرب البلاد، أو المناطق القريبة التي تسيطر عليها الحكومة.

وقُتل ما يقدر بنحو 3688 شخصًا على جانبي خط المواجهة في سوريا، منهم حوالي 1400 في مدن وبلدات تسيطر عليها الحكومة.