مازال التحكيم يئن من وطأة الأخطاء وكثرتها، وبات المتابعون للمنافسات الكروية يصبون جام غضبهم لما وصل إليه حال ومستوى التحكيم المصري في الفترة الأخيرة، وأصبح لا يسر عدو ولا حبيب.
فمنذ بداية الموسم ونحن نتابع أخطاء تحكيمية سافرة وجسيمة لكثير من الحكام بما فيهم الدوليون، وإذا كنا نقبل بالأخطاء البشرية الإجبارية التي تواكب حكام مصر كمعظم حكام العالم فإننا لا نغض الطرف عن الأخطاء المتعمدة والمغرضة والتي ملاء السمع والبصر هذه الأيام وخاصة في وجود الفار الذي من المفترض أن يقلل نسبة الأخطاء إلى أقصى الدرجات ويساعد الحكام على تحقيق العدالة المطلوبة لكل الفرق.
غير أن التضارب الواضح مؤخرا في كثير من القرارات المؤثرة في نتائج المباريات كما حدث مؤخرا في مباراة الزمالك وسموحة ولقاءات أخرى عديدة، يؤكد أن هناك خللًا واضحًا وقلة خبرة في التعامل مع هذه التقنية الحديثة مما يستوجب التدريب المستمر في كيفية الاستفادة الكبرى من ميزة وفوائد التكنولوجيا الحديثة في المباريات "الفار" الذي يستخدم في معظم الدوريات الأوروبية ونحن مازلنا نحبو كالبط ، ونتخبط في التعامل معها بشكل بدائي.. وإذا كان هذا هو حال ومستوى الحكام المحليين والدوليين والمنافسات لم تدخل بعد في الأدوار الحساسة ومازلنا في بداية الدور الثاني، فكيف سيكون الوضع في الأسابيع القادمة؟،: وحتى لا ينفرط عقد التحكيم المصري ورغم اعتراف كثير من خبراء التحكيم عبر وسائل الإعلام ببعض الأخطاء التحكيمية، وتضرر كثير من الأندية منها، إلا أنني أعتقد أنه لا بد من تدخل عاجل وسريع من السادة الأفاضل في اتحاد كرة القدم الذين لا يستحقون المقاعد التي يتولونها يتعامون عما يقع من زلات لكل عناصر اللعبة.
وكذلك لجنة الحكام الذى اصبح ليس لها عاهل يضبط آدائها بعد رحيل الإنجليزى مارك كلاتينبرج، ومازال البحث جارٍ ومستمر لتعيين بديل آخر خواجة لتصحيح المسار وإعادة التوازن والثقة للمنظومة التحكيمية المهترئة.
لقد أصبح قضاة الملاعب في ورطة وموقف لا يحسدون عليه! نتمنى توفير الاستقرار وأن نتوخى الحذر من الوقوع في مثل هذه الأخطاء مجددًا وأن تعترف بكل وضوح ودون خجل بأن هناك أزمة في التحكيم وهذا هو بداية الإصلاح.. وليس أمامنا ألا أن ندعو لحكامنا بالثبات والقوة والتطوير في الأداء ونناشد المتضررين في الأندية بالتحمل.. وإنا لمنتظرون!!.