تنفرد "جائزة عيسى لخدمة الانسانية" التي أطلقتها مملكة البحرين في عام 2009 بتنوع الفائزين ما بين أفراد ومؤسسات عالمية مشهود لها بالعمل في مجال الإغاثة ودعم أصحاب الحاجات الانسانية من المرضى والفقراء.

وضمت قائمة الفائزين بالجائزة في دوراتها الخمس على التوالي كلا من الدكتورة الماليزية جميلة محمود عن جهودها في الإغاثة من الكوارث، والبروفيسور الهندي آشيوتا سامانتا في الإغاثة والرعاية الاجتماعية، ومستشفى سرطان الأطفال- مصر لجهوده المتميزة في الانتصار على المرض، ومؤسسة إدهي الخيرية بباكستان لجهودها في الإغاثة من الفقر والعوز، وأخيرا طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت الذي يتم تكريمه اليوم في احتفالية ملكية كبرى.

وكان مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية قد أعلن في 18 يناير الماضي، منح الجائزة في دورتها الخامسة ٢٠٢١ – ٢٠٢٢، لطبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت.

وقال الأمين العام للجائزة علي عبدالله خليفة إنه تقدم لنيل الجائزة في دورتها الخامسة 145 مرشحاً من مختلف بلدان العالم، تمت المفاضلة بينهم حسب اشتراطات الجائزة إلى 139 مرشحاً، ثم عرضت أعمالهم على هيئة تحكيم من ذوي الاختصاص من قارات العالم وتم استعراض القائمة واختصارها إلى خمسة مرشحين ممن تنطبق عليهم شروط نيل الجائزة. 

وأضاف أن مجلس أمناء الجائزة تأكد من جدارة أعمال طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت لنيل الجائزة لتمايزها وقربها من روح المعايير المحددة لمنح الجائزة قياساً بالأعمال الجليلة الأخرى.

وجاء اختيار رويت بالنظر إلى شهرته عالميا بابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، كما أنه استطاع أن يطور عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء بدون غـرز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة الكلفة، فضلا عن تمكنه من علاج أكثر من 120 ألف مريض مصاب بالعمى مجاناً دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي.

وتعد الدكتورة الماليزية جميلة محمود باكورة الفائزين بـ "جائزة عيسى لخدمة الانسانية" في دورتها الأولى 2013 لجهودها في مجال الإغاثة من الكوارث ومساهمتها في الأعمال الإنسانية وتكريس حياتها للعمل التطوعي.

وأسست محمود منظمة Mercy ماليزيا الإنسانية ، وقادتها في الأزمات والكوارث في العديد من البلدان، مثل كارثة تسونامي الهائلة في المحيط الهندي، والنزاعات في الأراضي المحتلة في فلسطين، والحرب في دارفور – السودان.

وفي الدورة الثانية 2015 ، قرر مجلس أمناء "جائزة عيسى لخدمة الانسانية" منح الجائزة إلى البروفيسور الهندي آشيوتا سامانتا مدير ومؤسس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية بالهند، لجهوده في مجال الإغاثة والرعاية الاجتماعية ومكافحة الفقر والعوز.

ومعهد كالينغا للعلوم الاجتماعية يعد قدوة في العمل الانساني، كونه يأوي آلاف النزلاء المعوزين ، وبموازاة ذلك، شيد الدكتور سامنتا صرحا تعليميا عبارة عن مدينة جامعية شاسعة، تستقبل آلاف الطلاب، يتلقون في معاهدها وكلياتها التعليم والتدريب في مختلف التخصصات مجانا.

وكان للمؤسسات الخيرية المصرية نصيب ضمن الفائزين بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية ، ممثلة في مستشفى سرطان الأطفال 57357 التي فازت بالجائزة في دورتها الثالثة 2017.

وجاء اختيار مستشفى 57357- مصر باعتبارها صرحا طبيا وعلميا متطورا ومن المؤسسات العلاجية العلمية المتميزة فى الوطن العربي، التي حققت نجاحا في علاج سرطان الأطفال من خلال خدمة علاجية مجانية رفيعة المستوى للأطفال المصابين بكافة أنواع السرطان منذ الولادة وحتى سن الثامنة عشرة من الأطفال المصريين والعرب دون تمييز، معتمدا على أحدث الأساليب الطبية الحديثة وما توصلت إليه الدراسات والبحوث العالمية.

ويعد مستشفى سرطان الأطفال 57357 – مصر، أكبر مركز لعلاج سرطان الأطفال في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية، ساهم في انشائه كل أبناء الشعب المصري وأصدقائه من العالم العربي وهى مؤسسة شاملة لمكافحة سرطان الأطفال وتقديم الرعاية الطبية فائقة الجودة لجميع المرضى مجانا وبعدالة كاملة.

ويضم المستشفى 345 سريرا لمرضى القسم الداخلي، وتبلغ قوة العمل به 2548 موظفا، ويقدم لمرضاه مجموعة واسعة من أحدث خدمات التشخيص والعلاج ،سعيا لتحقيق هدفه في الوصول بنسب الشفاء الى النسب العالمية من 80% الى 85%.

وفي دورتها الرابعة 2019، فازت مؤسسة إدهي (EDHI) الخيرية بباكستان بالجائزة لجهودها في الإغاثة من الفقر والعوز ولدورها في تنمية مفهوم العمل التطوعي المكرس لخدمة ومساعدة الإنسان بكل أوجه المساعدة الممكنة وتغطية احتياجاته المختلفة.

ومؤسسة (إدهي) الخيرية أكبر مؤسسة خيرية باكستانية معروفة على النطاق العالمي في مجال الخدمات الإنسانية، ويغطي عملها كل البشر من جميع الملل والأديان والجنسيات دون تفريق، وأسسها رجل الأعمال عبدالستار إدهي، وهو فاعل خير وناشط اجتماعي وزاهد باكستاني معروف بـ "أبو الفقراء" و"ملاك الرحمة".