الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

السفير الفلسطين يطالب بتوفير حماية دولية عاجلة لشعب بلاده من البطش الإسرائيلي

سفير فلسطين في مصر

أخبار23-2-2023 | 19:55

دار الهلال

طالب سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، بضرورة توفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني من بطش القوات الإسرائيلية وعصابات المستوطنين المسلحين. 

وأكد السفير اللوح، في كلمته اليوم  أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث العدوان الإسرائيلي في نابلس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تتناقض مع الاتفاقيات الموقعة والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة.

وطالب" اللوح" بضرورة دفع كل الجهود المبذولة عربياً وأقليمياً ودولياً لإنطلاق مفاوضات سياسية جادة ذات سقف زمني تستند إلى المرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام، والمبادرة العربية للسلام وعلى أساس تجسيد رؤية حل الدولتين، في إطار مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، لبناء السلام العادل والشامل وإنقاذ المنطقة والأمن والإستقرار فيها من خطر ممارسات حكومة الصهيونية الدينية المتطرفة.

وقال إن إسرائيل توجه صفعة جديدة للمجتمع الدولي بهذه الجريمة التي إرتكبتها في مدينة نابلس وترسل رداً إلى مجلس الأمن الذي أصدر بيانه قبل يومين من هذه الجريمة ضاربة بعرض الحائط الموقف الدولي ومؤسساته معتبرة نفسها فوق القانون الدولي، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على إرتكاب مجزرة دموية بشعة إستهدفت الشيوخ والأطفال والنساء والشباب في مدينة نابلس راح ضحيتها أحد عشر شهيداً وأكثر من مائة إصابة بالرصاص الحي وذلك في سياق مسلسل الإجرام المتواصل والمستمر من قبل حكومة الإحتلال على أبناء شعبنا الفلسطيني. 

وأشار إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم تُرتكب بحقه بشكل يومي ومتواصل في سياق مخطط مُعد مسبقاً من قبل حكومة الإحتلال الممعنة في ممارسة أبشع أنواع العنصرية والتطرف وإرهاب الدولة المنظم عبر اعتداءاتها واقتحاماتها وتهويدها للأرض واستيطانها المتواصل، وقصف قطاع غزة بالطائرات الحربية المقاتلة، بشكل مخالف للقانون الدولي وكافة الأعراف والمواثيق والإتفاقيات الدولية ولقرارات الشرعية الدولية.

وتابع "اللوح":"إنه لا يكاد يمر يومٌ ومع بزوغ كل فجر إلا ويستفيق شعبنا على مجزرة دموية وجريمة بشعة ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه المسلحين، ولا يكاد يمر ليلٌ إلا وأبناء شعبنا يلملمون جراحهم  بعد أن ودعوا أبناءهم من الشهداء"،مضيفا "إن ماكينة القتل الإسرائيلية تفتك بأبناء شعبنا في نابلس وجنين والخليل والقدس وفي أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى حواجز الموت وفي الطرقات في إستسهال غير مسبوق بالضغط على الزناد بتعليمات من وزراء حكومة الصهيونية الدينية التي تحكم إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال وتدفع المنطقة والصراع دفعاً إلى حرب دينية لطالما حذرت القيادة الفلسطينية من خطورة تداعياتها على مستقبل أمن واستقرار المنطقة وتدمير فرص بناء السلام العادل والشامل.

ولفت إلى أنه في مسار متوازٍ ومتزامن تواصل آلة الهدم الإسرائيلية هدم وتدمير منازل ومنشآت المواطنين الفلسطينيين وحرق واقتلاع مزارعهم والاعتداء عليهم وارتكاب أبشع جرائم الحرب التي تتناقض مع القوانين والشرائع الدولية ويندى لها جبين الإنسانية خجلاً.

وقال"إنه أمام هذه التحديات الجسام وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من حملة تطهير عرقي وعمليات قتل وإعدام وهدم بيوت وإستيطان وسرقة الأراضي والتي تُعتبر حرب إبادة جماعية، فإننا نعقد هذا الإجتماع الطارئ في بيت العرب بيت أمتنا العربية السند والظهير الداعم لشعبنا الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الفاشية القاتلة لدعم موقف وصمود ورباط شعبنا على أرضه وتوفير حماية دولية له وتفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر تحت ( متحدون من أجل السلام) في 14 يونيو 2018م، وبمتابعة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حيث لا يمكن أن يبقى الشعب الفلسطيني يُقتل وتُسفك دماؤه على أيدي هؤلاء المتطرفين وهذه الحكومة المجرمة على مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ساكناً ويكيل بمكيالين". 

وأضاف السفير اللوح أن هذه القوات المدججة بأشرس الأسلحة الحديثة قامت بهدم بيوت المدنيين العُزل بمدينة نابلس وبعمليات التصفية للشهداء عبر عمليات الإعدام بدم بارد ومنع الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين والجرحى وفرض حصارٍ على المنطقة المستهدفة من قوات جيش الإحتلال الغاشم الذي تجرد من الأخلاق والإنسانية في جريمة حرب جديدة تُضاف إلى جرائم التي ارتكبتها قوات الإحتلال والتي جميعها تصنف ضمن الجرائم الدولية التي يحاسب عليها القانون الدولي.

وأكد أن دولة فلسطين ومن خلال قيادتها منذ توقيع الإتفاقيات مع الإحتلال التزمت ونفذت واستجابت لكافة الوساطات والمحاولات الإقليمية والدولية لوقف التوتر والتصعيد في المنطقة لخلق أجواء إيجابية تُمهد لإنطلاق عملية سلام جادة تُفضي إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله لأرض دولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة ونيل حريته واستقلاله الوطني، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة القابلة للحياة والمتصلة جغرافياً وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع :" إننا عملنا مع كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية، ومع الإدارة الأمريكية، لوقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب ووقف ممارستها الإجرامية والإرهابية واقتحاماتها للمدن الفلسطينية ولكافة الأماكن المقدسة بما يساهم بنزع فتيل الاشتعال، وللحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى مرحلة الإنفجار".

وأشار إلى أنه بناءً على ذلك صدر البيان الرئاسي لمجلس الأمن بعد جهد ودور وتنسيق فلسطيني عربي مع كافة المجموعات الدولية ومع الدول الـ15 بمجلس الأمن الدولي ليحمل هذا البيان العديد من النقاط التي تدعو لوقف تلك الجرائم التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال بحق الشعب الفلسطيني ووقف كافة الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها، والتأكيد على عدم مشروعية تلك الإجراءات التي تستهدف التغيير الجغرافي والديموغرافي والتاريخي والقانوني في القدس وأنحاء الأراضي الفلسطينية".

وقال السفير اللوح "بإسم الشعب الفلسطيني المناضل وبإسم الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى والمعتقلين، وبإسم الدم الفلسطيني الذي يُسفك يومياً بواسطة آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة، نتطلع إليكم أخوة وأشقاء لطالما شاركتمونا كفاحنا المشروع، بالعمل وعلى وجه السرعة، لوقف الجرائم والممارسات العنصرية البشعة التي تُرتكب ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

وأكد ضرورة وضع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته وفي مقدمتها مجلس الأمن أمام مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني لإنصافه ورفع هذا الظلم التاريخي الواقع عليه، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل استقلاله الوطني وعودته إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.