كتبت : أمانى ربيع
تعددت الأسباب والاختيار خاطئ.. هذه أخلصت فى حبها فكان الغدر نصيبها.. وتلك أحاطها والداها بسياج الخوف فلم تعرف ماهية الرفض ولا كيفية اتخاذ قرار.. وبينهما كثيرات أوقعهن حظهن العاثر فى أشخاص شوهوا معانى الرجولة فكرهن كل من يحمل فى خانة النوع «ذكر ..» والنتيجة صدمة سببتها أكبر غلطة فى حياتهن.
وعن تجارب بعض السيدات مع الاختيار الخاطى للحبيب أو الزوج، وأسبابه كان هذا التحقيق.
فى البداية تقول فاطمة محسن - 25 سنة -: لم تكن لى صديقات كثيرات، وعندما تعرفت بشاب عن طريق العمل لم يكن بيننا تكافؤ، لكننى أحببته بشدة وشعرت أنه بطل للعديد من القصص التى تخيلتها فى عالم الحب والهيام، لذا لم ألتفت لعيوبه، وتحت إصرارى قبل أهلى بارتباطى به، وبالفعل أعلنا خطوبتنا بحضور الأهل والأصدقاء لكنه سرعان ما هجرنى، شعرت لحظتها أن الدنيا اسودت فى وجهى فقبلت بأول شاب تقدم لخطبتى لأكرر نفس الفشل لكن مع شخص آخر.
- وتقول هالة معروف - 24 سنة -: بعد تخرجى فى الجامعة عملت بأحد البنوك، وأعجب بى أحد زملائى، لم أعرف وقتها كيف أتصرف فأنا كما يقولون «بنت خام »، فسألت إحدى صديقاتى فاقترحت على التحدث إليه، لأكتشف بعدها بإعلان خطبتهما، عندهاعرفت أن خجلى الزائد وراء تفضيله لها لدرايتها بكيفية التعامل مع الجنس الآخر على حد قوله لأصدقائه .
غراميات أبى
- أما رباب - 30 سنة - فقد ارتبطت صورة الرجل لديها بأبيها الذى كان متعدد العلاقات الغرامية ما تسبب فى طلاق والدتها وزواجها من آخر وتقول: لم أستطع نسيان نظراته إلى جارتنا عندما كانت تزورنا، وكيف كان يعامل صديقتى كلما أتت لبيتنا، كل هذا خلق لدى حالة من النفور بشكل عام من الرجال والارتباط بأى شخص، وتصورهم على أنهم لا يقدرون المشاعر بل يفكرون فقط فى غرائزهم، لهذا السبب ارتبطت بقريبى وهو شاب لم يسبق له أن ارتبط بأى فتاة لكننى سرعان ما انفصلت عنه لشعورى بالملل من قلة كلامه.
تنشئة منغلقة
- ويعلق الكاتب الكبير مجدى صابر عن صورة الأب وتأثيرها فى اختيار الفتيات لأزواجهن والتى تناولها فى العديد من أعماله الدرامية مثل «أين قلبي » قائلا: التربية المنغلقة واستعجال بعض الأهالى فى تزويج بناتهن دون أن يكتسبن الخبرة أو القدرة على اتخاذ القرار وراء كثير من الارتباطات غير الناجحة، وعادة ما تغلب المشاعر على التفكير العقلانى لدى الفتاة فتختار من يخالف الصور السلبية العالقة بمخيلتها عن الرجل دون النظر إلى صدقه أو مدى توافقه معها ما يسفر عن الفشل.
- أما الكاتبة إيناس لطفى، مؤلفة فيلم «بشترى راجل » فترى أن فقدان الدفء العائلى وراء سوء الاختيار، وتقول: يهتم الأهل بتربية أبنائهم علميا ودينيا دون الالتفات إلى بناء شخصيتهم لينشأوا مستقلين قادرين على اتخاذ القرارات المصيرية، فنرى الأم تتفاخر بابنتها الخجولة متناسية أن خجلها قد يعرضها لاختيارات غير سليمة وصدمات مفجعة.
الهروب إلى الجحيم
إذا كانت الآراء السابقة تكشف عن ظروف مختلفة تؤدى لسوء اختيار الفتيات فماذا عن وجهة نظر خبراء علم النفس والاجتماع؟
تقول د. سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع: يؤثر التفكك الأسرى بشكل كبير على اختيارات الفتيات، فهناك من تحاول أن تبحث عن حياة تهرب بها من جحيم الأسرة فترمى نفسها فى جحيم أعظم، وأخرى تبحث عن شخص خال من عيوب أبيها فتركز على السلبيات التى تخشاها دون أن تنتبه لغيرها، فضلا عن الفجوة بين الأهل والأبناء التى تجعل كل منهم يعيش فى جزيرة منعزلة داخل المنزل.
- وعن عقد الفتيات التى تتسبب فى فشل الاختيار تقول د. إيمان عبد الله، استشارى الصحة النفسية والعلاج الأسرى: هناك أمراض نفسية تنعكس على الارتباط مثل عقدة «إلكترا » التى تصيب الإناث ويقابلها عقدة «أوديب » عند الذكور وفيها تحب الفتاة والدها كما تحب زوجها، وهذا يحدث فى الأسر التى تكون الأم متسلطة والأب حنون ومتفهم لأبنائه، لذا يجب أن يراعى الأهل نفسية أبنائهم جيدا أثناء التربية، فأبسط التصرفات قد تؤثر على نموهم النفسى والعاطفى، وهناك عقدة «ديانا » وتنشأ لدى الفتيات بسبب تعامل الذكور من الأقارب أو الأسرة معهن بطريقة عنيفة فى الطفولة فتكبر الفتاة رافضة للرجال والجنس بشكل عام، وعادة ما تلجأ لاختيار رجل عديم الشخصية لأنها لا تحب أن يعاملها الرجل كند له، لكن سرعان ما تمله لأنه لا يرضى غرورها.
- ويؤكد د. أيمن خليل، خبير التنمية البشرية، على ضرورة تحديد الفتاة لما يناسبها وما تشعر به ولا تجعل أى شخص يؤثر على اختيارها سواء من الأهل والأصدقاء، أو حتى عادات مجتمعية، فلا يوجد ثوابت لمواصفات الشريك، ولا يمكن أن يتم الاختيار بناء على تجربة صديقة أو قريب، فالتجارب الإنسانية لا تتكرر.