الثلاثاء 21 مايو 2024

سيد الوكيل لـ الهلال اليوم : نجيب محفوظ هو أكثر أديب تناوله النقاد

29-8-2017 | 18:18

 قال النقاد والروائي سيد الوكيل " أن نجيب محفوظ هو أكثر أديب تناوله النقاد، وتجاذبوه في اتجاهات مختلفة بدءا من سيد قطب وأنور المعداوي، لكن المرحلة الأوسع من نقاده أمثال عبد المحسن طه بدر وغالي شكري ومحمود أمين العالم، ورجاء النقاش وغيرهم، قرأوه من منطلقات مؤدلجة. نوع من التفتيش في كتابات الرجل بحثا عن طرائق تفكيره ورؤاه الفلسفية، وانتماءاته السياسية، ومعتقداته والدينية".

وأشار " الوكيل " في تصريحات خاصة ل " الهلال اليوم "  إلى أن هذا كان كافيا ومشبعا لقراء محفوظ في هذا الوقت الذي كانت فيه مصر تبحث عن هويتها بين الوطنية المصرية والعروبة والأممية الإسلامية. وكان هناك أسئلة كبرى تشغل الرأي العام العربي مثل سؤال:(الأصالة والمعاصرة).

وأكد على " أننا الآن، نعاني فراغا نقديا، بالمعنى الحقيقي، في مقابل تخمة من رسائل علمية وأبحاث، انشغلت بالتطبيقات الشكلانية النظرية مثل البنيوية والأسلوبية والتفكيكية والظاهرتية.. إلخ. وهذه أيضا وجدت في نجيب محفوظ أرضا خصبة. هذا معناه، أن نجيب محفوظ حقل واسع لم ينضب ، وأظنه سيظل يعد بالكثير، فهو حالة استثنائية في تاريخ الأدب العالمي، أببه بحالة شيكسبير" .

 كما أكد أيضا على أن نجيب محفوظ أهم من استوعب المعنى الواسع للأدب الإنساني، فكل شخصية عنده حالة إنسانية متفردة محتشدة بالتناقضات بحكم خضوعها لتاريخ من المعارف المتضاربة، فضلا  عن الأبعاد النفسية والبيولوجية. لهذا  فلا يمكن قياسها على الكليات الفلسفية أو الدينية والسياسية. هكذا فإن القراءات الموجهة لم تنجح في سبر أغوار تجربته. كما أن القراءات الشكلانية محايدة، يمكن تطبيقها على أي عمل، لهذا فهي لم تستوعب خصوصية محفوظ ".

واستطرد "لأوضح فكرتي: ماركيز اتخذ لكتاباته ميدانا واسعا هو الواقعية السحرية، لكنها كانت وصفه محددة، انتشرت عالميا، وكُتب بها آلاف الأعمال. فاستهلكت سريعا، وهي الآن في طريقها للأفول. أما محفوظ، فعلى الرغم من كثرة ما كتب عنه، فإن رصيده لم يستنفد بعد، وتلك هي الحالة الشيكسبيرية التي أقصدها.

واختتم الوكيل كلامه قائلا " مازالت هناك هوة نقدية في أعمال نجيب محفوظ، هذه الهوة تقع بين جيل النقاد العظام الذين تناولوه في مناحي موضوعية تقارب ظروف عصرهم، وبين مئات الباحثين الذين تناولوه وفق معايير نظرية وشكلانية.

والسؤال الآن، من يملأ هذه الهوة؟ ".