كتبت- أماني محمد
تنشط سوق الجزارين وتجار الأضاحي بشكل كبير في هذه الأيام خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وسط حالة من التمرد على تعليمات وزارة الزراعة المتعلقة بالذبح داخل المجازر المعتمدة، حيث شرع المواطنون في شراء اللحوم والأضاحي، ومنهم من يشتري أضحيته ويتركها لدى الجزار حتى أول يوم العيد ليذبحها مقابل مبلغ مالي نظير رعاية الأضحية خلال تلك الأيام، كما يلجأ بعض الجزارين لشراء كمية من الأضاحي لبيعها وذبها للمشترين مُتوليًا العملية بأكملها حتى لا يبحث المواطن عن تاجر مواشي ثم جزار ليذبح ويشفي أضحيته.
ولم تقل أسعار ذبح الأضحية من الأغنام عن مائة وخمسون جنيها، وفق اتفاق متعارف عليه بين الجزارين.
جولة بين الجزارين
"الهلال اليوم" التقت عددًا من الجزارين والذين أكدوا أن سعر ذبح المواشي من العجول والأبقار لا يقل عن ألف جنيه، فيما حذروا من "الدخلاء" الذين يستغلون حاجة المواطنين للجزار في أسرع وقت ويقدمون أنفسهم على أنهم من أبناء المهنة وهم فقط "هواة" يسترزقون منها خلال العيد.
وفي الوقت نفسه، طالبت وزارة الزراعة المواطنين بذبح أضاحيهم في المجازر القريبة من منازلهم بدلا من الذبح في الشوارع وذلك تجنباً لتلويث البيئة من مخلفات الذبح كالدماء والأحشاء التي يتجمع حولها الحيوانات الضالة، فتصبح مصدرا للتلوث والأمراض، إلا أن هذا لن يمنع المواطنين من الذبح كما اعتادوا سواء في منازلهم أو لدى جزارين يتعاملون معهم كل عام.
تمرد على التعليمات
محمود غريب، أحد قاطني حي المطرية، يقول إنه لن يلتزم بتعليمات الوزارة حول ذبح الأضحية في المجزر، بل سيذبح في منزله كما يفعل كل عام، مضيفا:" أنه اتفق مع الجزار الذي يتعامل معه على ذبح الأضحية التي اشتراها، وهي عجل وطلب منه ألف جنيه وبعد فصال ونقاش أصبحت تسعمائة جنيه بعدما كان يعطيه الأعوام الماضية أقل من سبعمائة جنيها".
"ألف جنيه للعجل ومائتين للخروف".. هكذا حدد محمد عمر، الجزار بمنطقة عين شمس أسعار الذبح هذا العام، قائلا:" إنه يبدأ عمله في عيد الأضحى عقب الصلاة مباشرة وهذا الوقت تحديدا يختاره للزبون القديم الذي يتعامل معه منذ سنوات فيما يقسم يومه إلى مناطق فيبدأ بعين شمس في الصباح وبعدها ينتقل إلى المرج أو عزبة النخل".
ارتفاع أسعار الذبح
وقال إن أسعار الذبح هذا العام ارتفعت بمقدار ثلاثمائة جنيه للعجل ونحو مائة جنيه للخروف، مضيفا "كل الأسعار زادت طبيعي تزيد سعر الذبح هذا موسم، لكن الزيادة مقبولة مقارنة بمناطق أخرى، فالسعر يرتبط بالحي أحيانا فبعض الجزارين يذبحون في مدينة نصر ومصر الجديدة بأسعار تصل إلى 1500 جنيه وقد يحصلون على أكثر من ذلك".
أما محمد الرباط، الجزار بالسيدة زينب والذي ورث المهنة أبا عن جد ويعمل بها منذ أربعين عاما، قال إنه يذبح في محله كل عام ورفع تسعيرته من العام الماضي ألف جنيه للعجل والخروف بمائة وخمسين جنيها، مضيفا أن "فرو الخروف يباع بـ5 جنيهات أما عن العجول فيبلغ ثمن جلدها نحو 500 جنيه".
وتوقع أن تكون الكمية التي سيذبحها هذا العام أقل بسبب الغلاء، متابعًا "هناك من قرر الاستغناء عن الأضحية بالتصدق، أو شراء خروف بدلا عن العجل لمن اعتاد على الأضحية، لذلك لا أتوقع ذبح نصف ما ذبح العام الماضي من عجول وخراف".
دخلاء ينافسون الجزارين
أما عن أسعار المواشي، فيقول إنها تجاوزت حد الـ60 جنيه قايم للكيلو سواء عجول أو أغنام، لذلك ارتفع ثمن الخروف نحو ألف جنيه والأبقار بما لا يقل عن ستة آلاف جنيه وعشرة آلاف في المتوسط، أما الذبح بمائة وخمسين جنيها لأن ثمنها جملة من السلخانة بمائة جنيه.
وحذر من دخلاء المهنة أو الهواة الذين ينشطون بدءًا من ليلة العيد، قائلا "مش أي جزار العيد بيلم أي صنايعي أو هاو يعمل في الجزارة خلال الموسم وهذا يضر بالأضحية، لأنهم لا يعرفون الأساسيات فقط يرغبون في كسب المال لذلك يجب أن يكون المضحي على ثقة من الجزار دون النظر للأرخص".