الأربعاء 29 مايو 2024

مآسي «التوك شو»

14-2-2017 | 19:04

بقلم : سمير احمد

ماذا حدث لنا نحن البشر هل انتزعت الرحمة من قلوبنا وذهبت الاخلاق والانسانية من حياتنا ونسينا "الله" فأنسانا أنفسنا فمات الضمير الإنساني بالقلوب، حيث أصبح لايهم أي إنسان إلا أن يشبع ما في نفسه ويرضي رغبته المريضة بغض النظر عما يسببه للآخرين من ألم و ...و ... ففي زحمة الحياة وكثرة الشواغل واحتدام التنافس علي الدنيا بين بني الإنسان وضعف الوازع الايماني تختفي وتندثر وتضعف القيم والاخلاق في حياة الناس ومن هذه الاخلاق التي ضعفت في قلوب بني الإنسان اليوم حالات يرثي لها تقطع القلوب وتحتار أمامها العقول وتصيبك" بالدهشة" فقد شاهدت حلقة من برنامج "العاشرة مساء" للاعلامي وائل الابراشي حيث عرض في احدي الفقرات قصة بنت صغيرة عمرها أربع سنوات مقتولة وملقاة بجوارصندوق «القمامة» في محافظة الاسكندرية وتبين أن امها المطلقة تركتها لجدتها والتي سلمتها لاحدي السيدات لترعاها وتقوم بتربيتها بدلا من أمها التي تزوجت من آخر ، فأهملتها ولم تحافظ عليها وأشركتها معها في مهنة التسول ولم ترحم ضعفها وطفولتها فعذبتها حتي لفظت أنفاسها وألقتها في الشارع دون ضمير ولا رحمة ، العجيب في هذا ان جدتها حزنت حزنا شديدا عليها وضربت كفا بكف وقالت ياليتها تعود وأحضنها ولا افرط فيها .. لكن ماذا ينفع الندم لقلوب قاسية رانت عليها الغشاوة وانعدم عندها الضمير لام وأب تركا ابنتهما الصغيرة دون رعاية وجدة لم تحسن التصرف واخري قاتلة هي وزوجها، وفقرة أخري لمتصل من محافظة السويس يشكو أنه قد بلغ من شخص أنه تم طرد والدته من غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات وهي «عارية تماما» حيث تعاني من جلطة بالمخ ومضاعفات أخري ، اتصل بالشرطة وحرر محضرا بالواقعة ، لذلك نطرح سؤالاً للمسئولين وايضا ملائكة الرحمة اين آدمية المرضي ومتي نهتم بآلامهم وصرخاتهم وأوجاعهم في مستشفياتنا، الملاحظ أن المآسي تتزايد كل يوم تلوالآخر في برامج " التوك شو" وتعرض مشاكل لاحصر لها يندي لها الجبين والغريب أن كلنا يدعي الفضيلة والامانة والاخلاق والتفاني في أعمالنا و... و.... والحقيقة غير ذلك تماما الا قليلاً من أصحاب الضمائر اليقظة وهذا يذكرني دائما بمشهد للفنان العظيم الراحل زكي رستم في فيلم " رصيف نمرة 5 " مع الفنان فريد شوقي رحمة الله عليهم عندما قتل " الخرساء " ودخل المسجد ليصلي مدعياً الفضيلة والايمان فكثير من الناس تكرر هذا المشهد الا من رحم ربي ليس في القتل كما جسد الدور بل في اشياء كثيرة في مناحي الحياة التي نعيشها وهي كثيرة والدليل كمارأيناه في هذه الحالات لاصناف من البشرممن نزعت من قلوبهم الرحمة وأبدلت بالقسوة ، فإذا كان "ربنا" سبحانه وتعالي خالق كل شيء يرحم عباده أليس أولي بنا أن نتراحم بيننا ونحن عباد الله ، وأن نعي أن الحياة بدون الوفاء والاخلاص والتفاني في العمل وإرضاء الضمير أمام الله تصبح لا أمان فيها ولا اطمئنان "ومن لايرحم الناس لايرحمه الله" كما قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

" اللهم زينا بزينة الايمان بك والتوكل عليك وارزقنا حسن الاخلاق واجعلنا من عبادك الرحماء "