رفضت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي استبعاد استخدام الحرب الالكترونية أو حتى المشاركة في أي إجراء عسكري ضد كوريا الشمالية، إذا لم توقف الأخيرة تجاربها الصاروخية باعتبارها تصرفات استفزازية "غير قانونية".
وذكرت صحيفة (التلجراف) البريطانية - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن ماي وصلت اليابان صباح اليوم الأربعاء في خضم أزمة متصاعدة حول أحد تجربة صاروخية لكوريا الشمالية، على أن تجري مناقشات مطولة مع نظيرها الياباني شينزو آبي حول ما يمكن فعله في هذا الصدد.
وأضافت أن ماي وصلت لتنقل رسالة للرئيس الصيني شي جين بينج لتخبره بوضوح أنه هو المسئول عن كبح جماح كيم جونج أون.
وأكدت ماي - في تصريحات للصحفيين - ضرورة أن تبذل الصين التي تملك القوة العسكرية للإطاحة بـ "كيم" من السلطة اذا ما قررت ذلك، "كل ما في وسعها" كي تكف كوريا الشمالية عن إطلاق مزيد من الصواريخ.
وكانت بيونج يانج أطلقت أمس صاروخا فوق اليابان قبل أن يهبط في المحيط الهادىء، الأمر الذى أطلق نظام الإنذار الذي يحذر السكان اليابانيين للاختباء.
وأثناء رحلتها إلى أوساكا، سأل الصحفيون ماي أربع مرات هل استبعدت الانضمام إلى العمل العسكري ضد نظام كيم، وفي كل مرة، رفضت ماي تناول هذه المسألة على نحو مباشر.
كما رفضت استبعاد الحرب الإلكترونية. وعلى صعيد منفصل، أثار مصدر في الحكومة البريطانية احتمالية أن تكون الحرب الإلكترونية قد تكون بالفعل مشتعلة، قائلا: "إذا كنا نفعل ذلك، بالتأكيد لن نخبرك".
ووصفت ماي تصرفات كوريا الشمالية بأنها غير قانونية.. قائلة إنها إجراءات استفزازية كبيرة، وهذا أمر فظيع، ولهذا السبب سنضاعف جهودنا مع شركائنا الدوليين للضغط على كوريا الشمالية لوقف هذه الأنشطة غير القانونية.
وأضافت أن: الصين لها دور رئيسي تلعبه فى هذا الصدد... وأخبرت الرئيس شي بذلك، وأعلم أن للآخرين دور أيضا. نعتقد أن الصين لديها دور هام لتلعبه، ونشجعها على بذل كل ما في وسعها للضغط على كوريا الشمالية لوقف استفزازتها.
وتابعت ماي.. قائلة إن المملكة المتحدة تنظر في النقاش حول مزيد من العقوبات ونوع التغيير الذي يمكن أن تحققه الصين. ونرى الصين بمثابة المفتاح لتحقيق ذلك.
وقالت التليجراف إنه بزيارة رئيسة وزراء بريطانيا إلى اليابان والتي تستغرق ثلاثة أيام، ستصبح ماي هي ثاني زعيمة أجنبية تحضر اجتماع مجلس الأمن القومي للبلاد، حيث ستتحدث مع آبي ومستشاريه.
وأضافت أنه من أهم أهداف هذه الزيارة: تعزيز التعاون البريطاني مع اليابان حول الأمن والدفاع، لافتة إلى أن ماي سوف تستقل غدا حاملة الطائرات الهليكوبتر، إيزومو، وهي أكبر سفينة حربية يابانية، حيث سيتم إطلاعها على أحدث المستجدات من جانب العسكريين اليابانيين والبريطانيين.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ماي قولها: إن هنالك علاقة مهمة طويلة الأمد بين المملكة المتحدة واليابان، وطوكيو هي أقرب شريك لنا في آسيا، وأتطلع إلى فرصة للحديث عن مجموعة من المواضيع - من بينها، التجارة بالطبع، ولكن مع مناقشة تعزيز تعاوننا الدفاعي والأمني أيضا.
وتأتي زيارة رئيسة وزراء بريطانيا إلى اليابان بالتزامن مع إدانة الأمم المتحدة لإطلاق كوريا الشمالية أحدث صواريخها الباليستية التي حلقت أمس فوق اليابان، وتطالب الأمم المتحدة بيونج يانج بوقف برنامجها للأسلحة، لكنها ترفض أي تهديد بفرض عقوبات جديدة على النظام المعزول.
وفي السياق ذاته، اقترح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت على الدول الأعضاء أن ينظروا في تشديد العقوبات.