الأحد 16 يونيو 2024

أغاني الحج.. زاد البسطاء في الرحلة إلى بيت الله

30-8-2017 | 17:44

«الشعر ديوان العرب»؛ لذا فإن من أراد معرفة حال العرب وعاداتهم، في السلم، والحرب، عليه أن يطلع على شعرهم.

الأمر ذاته ينطبق على الفولكلور المصري، الذي استطاع أن يختزن العادات المختلفة، ويعبر عنها بكلمات رشيقة، وثابة.

وكان من أبرز ما حرص المصريون، على نظمه في شعرهم، العبادات، والشعائر الدينية، فكان الغناء الخاص بالمولد النبوي الشريف، ومدح آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والأولياء، والتغني فرحة بشهر رمضان الكريم.

وكان من أبرز ما ما اهتم المصريون بذكره في شعرهم أيضا، فريضة الحج؛ تعبيرا عما لها من مكانة عظيمة في النفوس.

ويذكر كتاب «فنون الوداع.. من أغاني الفراق في جنوب الصعيد»، لأحمد توفيق، العديد من أغاني التراث التي تناولت الحج، لحظة التحضير لتلك الرحلة المباركة.

ويقول المغني:

خد أبيض وشيله يا زاير النبي

خد أبيض وشيله عند حرم النبي

خد أبيض ولفه يا زاير النبي

خد أبيض ولفه عند حرم انلبي

ولم تتجاهل الأغاني الإجراءات البيروقراطية، التي يقابلها الحجاج لإنهاء أوراق سفرهم، وكيف أن ذلك يلهب مشاعرهم أكثر وأكثر، فشوقهم لبيت الله يدفعهم إلى التغني للحاكم والمسؤل المتمثل في شخص مأمور المركز لتسهيل إجراءات سفرهم قائلين:

يا حاكم بلادي يا مأمور المركز

يا حاكم بلادي

يا حاكم بلادي سايق عليك النبي تمشي أوراقي

يا حاكم بلدنا يا مأمور المركز يا حاكم بلدنا

يا حاكم بلدنا سايق عليك النبي

تمشي ورقنا

ومن ثم تنتهي أوراق الحجاج لتبدأ رحلتهم إلى السويس متجهين إلى الميناء، لركوب السفينة التي ستحملهم إلى مبتغاهم، وفي طريقهم يصورون لنا عساكر الأمن المتراصة لحمايتهم وتأمينهم:

عساكر لقيتني على السويس عساكر لقيتني

عساكر لقيتني لولا حب النبي ما كانت سابتني

 

كما تناول الغناء أيضا وسائل السفر الحديثة، التي يستقلها الحجاج في طريقهم لأداء المناسك، فنرى الذين يتخذون من البحر مسلكا يتغنون بالباخرة والسفينة قائلين:

وربطوا الزكايب ع الوابور

ربطوا الزكايب

وربطوا الزكايب قامت عيني وبكت

وبكت الحبايب

وربطوا الزكيبة ع الوابور ربطوا الزكيبة

وربطوا الزكيبة رن جرس البابور

وبكت الحبيبة

كذلك لم تغب الطائرة عن العقل الجمعي فتغنوا بها قائلين:

وفرطوا دكاكهم عند حرم النبي وفرطوا دكاكهم

وروق علينا ريس الطيارة وروق علينا

وروق علي ريس الطيارة وروق علي

وروق علي خلي أخوي الكبير يوصي علي

ورصدت الأغنية كذلك ما يلقاه الحاج في طريقه من أهوال ومصاعب في سبيل زيارة بيت الله الحرام، فيتعرض لأمواج البحر المتلاطمة، وظلمة الليل ووحشته، لكن ثقتهم في قبطان السفينة والذي يسمونه بما عهدوه من بساطة «ريس الباخرة» تجعلهم مطمئنون، فتدور الأغنية في شكل مونولوج بين الحجاج وبعضهم، فيقولون:

مال الموج مراري يا ريس الباخرة

مال الموج مراري

ويقصدون بمراري أنه متقلب، ليرد آخر:

ما تخافوش يا حجاج

دار ريس قراري

 

ولم تغفل الأغنية، وصول الحاج إلى مسعاه، فتوضح وصوله إلى بئر زمزم، وتصف مدى حلاوته وكيف أن ماءه دواء للمريض:

زمزم حلوة

سلبها سلاسل

كل شربة منها دوا للمسافر

زمزم حلوة سلبها حرير

كل شربه منها دوا للعليل