صدرت مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، مجموعة قصصية للكاتب محمد فتحي، بعنوان “لم ينجح أحد”، وتضم تسع عشرة قصة قصيرة، تدور كلها حول مواقف متنوعة من الحياة، ومن بعض عناوين هذه القصص: “جملة مفيدة، عيون مغلقة باتساع، رحمة، آخر ما تبقى، وكان يضحك حتى البكاء”.
وهذه المجموعة القصصية ليست إعلانًا عن نتيجة مدرسة، سيئة الإدارة، وإنما هي إشارة رائعة إلى بانوراما الحياة بكل تفصيلاتها وأبعادها، بكل لحظاتها الدرامية القاسية وكل لحظاتها المفرحة الحانية، وكيف أن كل هذه اللحظات رسبت في مادة “الخلود” وفي مادة “الأفضل”؛ لأن دوام الحياة واستمرارها لا يحقق الخلود بطبيعة الحال، ولا يصل دائمًا إلى «الأفضل»؛ لأن نهر الحياة المتجدد بكل أمواجه يحمل دائمًا ما هو الأفضل.
إن أبطال هذه المجموعة القصصية يقاسمونك حياتك، تشعر أنهم يعيشون بيننا، بكل تفصيلات حياتهم تلك.. حين يضحكون ويبتسمون ويحققون ما كانوا يصبون إليه من أحلام وأمنيات.. وتستشعر قربهم أكثر حين تدير لهم الدنيا ظهرها ويوقعهم حظهم العاثر في لحظات قاسية ومواقف درامية عنيفة، تزلزل حياتهم وتعصف بها.