سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك التي تعهد فيها بإنهاء حرب أوكرانيا من خلال المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وأوضح المقال، الذي كتبته الصحفية أليثا أدو، أن سوناك تعهد لدى وصوله باريس اليوم الجمعة لعقد لقاء قمة مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، أن كييف ستكون في وضع أفضل أثناء الجلوس على مائدة المفاوضات من أجل التوصل لحل سلمي للصراع الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية.
واستطرد سوناك، كما يشير المقال، أنه سوف يستمر في مساندة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي حتى تتمكن كييف من تحقيق مركز تفاوضي قوي، إلا أنه أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإجراء تلك المفاوضات، موضحا أنه يجب إعطاء الفرصة للقوات الأوكرانية لتحقيق مكاسب عسكرية في ساحة القتال لتعزيز موقف المفاوض الأوكراني خلال تلك المحادثات.
ويضيف المقال أن لقاء القمة البريطاني-الفرنسي هو الأول من نوعه منذ خمس سنوات كما أنه يمثل تغييرا جذريا في موقف بريطانيا من السبيل الذي تنتهي به الحرب في أوكرانيا حيث كان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون يرى أنه من اللازم إرسال مساعدات عسكرية غير محدودة لكييف تتضمن طائرات حديثة ودبابات من أجل تمكينها من الانتصار على القوات الروسية.
ويوضح المقال أن سوناك أكد خلال تصريحاته التي تأتي قبل ساعات من لقاء القمة الذي يجمعه بماكرون أن لندن تقدم كل الدعم اللازم للقوات الأوكرانية بما في ذلك تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام واستيعاب الأسلحة المتطورة.
وقد أكد سوناك، كما يقول المقال، أن جميع الصراعات المسلحة مآلها إلى نهاية من خلال مفاوضات دبلوماسية إلا أن القرار بهذا الشأن مازال في يد الجانب الأوكراني وما يجب على الدول المانحة القيام به هو توفير أفضل وضع تفاوضي لكيييف حين تحين لحظة انعقاد تلك المفاوضات.
ولفت رئيس وزراء بريطانيا إلى أن الأولوية في الوقت الراهن تتمثل في توفير كل احتياجات الجانب الأوكراني من سلاح وعتاد وخدمات لوجيستية من أجل تعزيز موقف القوات الأوكرانية في أرض المعركة.
وأعرب سوناك عن أمله في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع فرنسا ولاسيما أن باريس تشاطر لندن وجهة النظر التي تقول أن تحقيق السلام في أوكرانيا سوف يسهم في تطوير العلاقات بين بريطانيا وفرنسا.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى أن العلاقات بين لندن وباريس خلال السنوات القليلة الماضية إبان فترة تولي بوريس جونسون منصب رئيس الوزراء لم تكن على مايرام، موضحة أن ماكرون في وقت ما وصف جونسون بأنه "مهرج" كما شهدت اللقاءات المباشرة بين ماكرون وجونسون لحظات توتر ملحوظة.