الإثنين 29 ابريل 2024

التشهير والمرض النفسي على مواقع التواصل


نجلاء الراوي

مقالات11-3-2023 | 21:10

نجلاء الراوي

مواقع التواصل الاجتماعي تكاد أن تصبح قنبلة مفخخة، يسيء البعض استخدامها، وترتكب من خلالها جرائم التشهير والسب والقذف، في محاولة من ضعفاء النفوس لاغتيال من يحملون لهم كره.

التشهير بالآخرين لا يضر المشهر به فقط لكنه يسيء ويضر بالمجتمع بأكمله، ويعطي عند غير المصريين انطباع غير صحيح عن أخلاق الشعب المصري.

تلك القلة التي ترتكب جرائم التشهير الإلكتروني لابد أن يتكاتف الجميع ويتم تشجيع من يقع ضحية لها أن يتصدى لمرتكبيها قانونيا، للقضاء على هذه الجريمة المستحدثة.

أتمنى أن أرى من يجرؤ على ارتكاب جريمة التشهير عبر وسائل التواصل وبين العامة أن يكون شجاعا ويقول نعم فعلت كذا، وألا يكذب وينكر ويظل يبحث عن مخرج لتبرءته كما الفار يبحث عن مخرج من المصيدة.

لو كان شجاعا في الحقيقة، ويحمل لنفسه قدرا ولو بسيطا من الاحترام فما الداعي للخوف والإنكار! 

هل يظن المجرم أن الأمور سائبة لا تحكمها قوانين!  فيفعل ويقول ما يشاء دون ردع قانوني!. 

فالخوف والانكار عارٍ على الرجال الصادقين، لكن بالنسبة للجبناء فالكذب طوق نجاه لهم يحاولون أن يتشبثوا به.. ولكن هيهات!!.


مثل هذا النموذج يحتاج إلى علاج نفسي، يخيل له الشيطان خلف الكيبورد أنه أسد، ووسط الناس يطلق لسانه ليفوح منه أقذر الكلمات والحكايات الكاذبة، ويشتم ويسب ويهتك الأعراض لينتقم لتدني وضعه واهتزازه النفسي والاجتماعي.

حقيقة هو مريض بضعف الشخصية والنقص الذي يدفعه لمحاولة الظهور وأن يجعل الناس يخافوه، فيحاول أن يثبت للآخرين أنه قوي، فيتطاول على شخصيات قوية لها وضعها، وهو في حقيقة الأمر يشعر تجاههم بالحقد والكره، ويحاول أن ينال منهم لكي يرضي نفسه المريضة.

ولابد أن تجد حول هذا النباح مجموعة من الشخصيات الفاشلة، التي تشجعه وتدعمه في أفعاله تلك المخزية؛ يفعلون ذلك لمصلحة ما،  وكل منهم له غرض في نفسه، وأيًا كان هدف كل منهم فهم يرون أن مصلحتهم تقتضي بأن يظل هذا النبّاح ينبح طوال الوقت،  ويصدّرون للناس أن ذلك النباح وحش قوي وإذا غضب فهي الحرب عليهم!.

قد يستغله البعض ويشجعه دون خوف عليه، فهو بالنسبة لهم اراجوز لا ثمن له، ويعلمون أنه مريض بالحقد والغل ويعشق الظهور بأي طريقة، فيشحنوه، ويشجعونه على النباح على من يقف عقبة في طريق مصلحتهم.
 
لن تجد مثل تلك الشخصية تتحلى بالشجاعة وقت حساب القانون لها على ما ارتكب من أفعال، بل ستجدها تكذب وتنكر ما كانت تفعله وتتحدث به على الملأ.

فهم لا يستطيعوا أن يثبتوا قذارة ما قاله بالكذب بدليل واحد، لأنها أكاذيب من وحي خياله المريض بالحقد والنقص.
 
من يسب ويقذف ويهتك الأعراض هم دياثة يشمئز منها الأسوياء، وليس من صفات الرجال، فالرجال لا يخافون وينكرون كلامهم ولو على رقابهم ولو أمام سلطان جائر، لذلك لهم هيبتهم والجميع يحترمهم.

علموا أبنائكم أن الهيبة تكمن في الشجاعة والصدق وعفة النفس واللسان.

وإن الكذوب هو شخص يتمتع بقدر كافٍ من التفاهة ووقت الجد جبان ينكر.

ذكروهم أن من يهتك الأعراض ليس رجل بل هو "أراجوز".

نبذ الأمثلة السيئة والتصدي لها قانونيا هو واجب مجتمعي لأن مثل هؤلاء هم مرضى يفسدون بين الناس ويسيئون للمجتمع.

Dr.Randa
Dr.Radwa