الثلاثاء 16 ابريل 2024

«الهانئ» في السعودية!!

مقالات12-3-2023 | 19:29

ربما فاجأنا هدير النغمات الذي استمتعنا به قطرة قطرة على مدى ستين عاما، فانبهرت مشاعرنا بضوئه حين اجتمع، ورأيناه بصورة متكاملة للمرة الأولى، وكأنه كان قطعا من اللؤلؤ اقتربت حتى التصقت من بعضها لتصنع قطعة فنية متكاملة ملأت سماء السعودية، فطالبنا بإعادتها وكأنها سكنت هناك!!! 

ازداد الخوف عليها وعلي غيرها من الثروات التي نسينا أنها لنا وأننا نعيش معها يوميا اللحظات، وكأننا في احتياج من فترة لأخرى لمن يذكرنا بقاماتنا، فذات الانبهار كان؛ عندما سمعنا موسيقى هاني شنودة في مهرجان الجولدن جلوب أثناء تسلم الفنان المصري الأصل مالك رامي جائزة أفضل ممثل؛ وأثارت البهجة والفرحة، ولم تكن في أذهاننا سوى مقدمة موسيقية لبرنامج رياضي في القناة الثالثة!!!

لقد اجتمعت هذه المجموعة من نجوم الغناء منذ فترة قليلة في فرح أحمد عصام؛ فتساءلنا من هو أحمد عصام الذي جمع كل هؤلاء؟؟؟ ولكن احتفالية هاني شنودة هذه المرة كانت بمن غاب ومن حضر، فمن منا لم ير صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور وفاتن حمامه ونور الشريف وسعاد حسني وغيرهم كثيرين؟؟ وكيف يمكن أن يغيب عن الاحتفالية محمد خان وسمير سيف وحسين كمال وآخرين؟؟ ومن لم ينبهر بموسيقى تصويرية لأكثر من مائة وخمسين فيلما؟؟؟

ولكننا بدلا من السكون في بيت الانبهار غادرناه نحو التفكير في سحب البساط؟؟ وجلد أنفسنا أن هاني شنودة لم ينل التكريم!!! وكأننا لا نرى عظماءنا إلا في عيون الآخرين؟؟

ربما كان سر انزعاجنا وخوفنا وتوترنا؛ بساطته أو تواضعه أو عدم اهتمامه بالأضواء، وقد يكون حديثه السهل الذي يمتزج بخفة ظل تمنحنا ابتسامة عادة ما تتطور إلى ضحكات تضللنا في متاهات "موسيقاه"!! فهو "الهانئ" الذى يعيش بفرح وسعادة ويمنحهما للآخرين، ويمنحنا نغمات تطير بنا وتداعب الخيال، فنراها مرة حصانا يتجاوز ماحوله نحو السماء وأخرى كرة تتطاير مع الرياح وثالثة قارب يحفر موقعا بين الأمواج ولا يزال يبتكر الحيل التى تمنح موسيقاه الحياة.

وها هو مرة أخرى بسهولة يغلق كل الطرق المؤدية لجدل عقيم ويقول "إن تكريمه في مصر استمر على مدى ستين عام" فقد أدرك أننا عندما رأيناه كشريط سينمائي لا يتوقف في بضع ساعات، لم تتحمل أرواحنا كل هذا الإبداع!!!