انتهت جلسة التحقيق التي خضع لها اليوم الخميس حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة أمام محققين أوربيين ولبنانيين في مقر قصر العدل بالعاصمة اللبنانية بيروت، والتي استمرت لأكثر 5 ساعات. وحدد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا العاشرة من صباح الغد، موعدا لاستكمال التحقيق مع سلامة.
واستمع المحققون إلى شهادة سلامة حول تحويلات مالية مدرجة ضمن قضايا تبييض أموال منظورة أمام القضاء الأوروبي، حيث يأتي ذلك تنفيذا لاستنابة قضائية أوروبية ضمن التعاون القضائي بين لبنان والاتحاد الأوروبي في إطار تنفيذ لبنان لالتزاماته في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والقوانين اللبنانية الداخلية.
وكان من المقرر أن يخضع سلامة أمس إلى جلسة التحقيق كشاهد في قضايا تبييض أموال منظورة أمام القضاء الأوروبي وخصوصا أمام القضاء الفرنسي والقضاء الألماني والقضاء بلوكسمبرج، وذلك بحضور قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، إلا أنه لم يحضر جلسة الأمس بعدما قدم مذكرة توضيحية معتبراً أن استدعاءه لجلسة تحقيق أوروبية هي انتهاك للسيادة اللبنانية كما استند للمعاهدة الدولية لمكافحة الفساد التي تجيز للدولة أن ترجئ المساعدة القانونية بسبب تعارضها مع تحقيقات أو إجراءات قضائية جارية بالداخل اللبناني، وذلك في إشارة إلى التحقيقات التي تجري معه بسبب بلاغات مقدمة ضده بتهم فساد مالي وتبييض أموال.
ورفض القضاء اللبناني مذكرة سلامة، وتم رفع الجلسة أمس مع دعوته للحضور اليوم أمام التحقيق، وسط مخاوف من قيام القاضية الفرنسية المشاركة في التحقيقات بتوجيه الإتهام إليه في قضية تبييض الأموال المنظورة في فرنسا استنادا إلى أقواله.
وكانت الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، قد تقدمت أمس بإدعاء شخصي في حق حاكم مصرف لبنان رياض توفيق سلامة وشقيقه رجا توفيق سلامة ومساعدته ماريان مجيد الحويك وكل مَن يظهره التحقيق، وذلك تبعاً لإدعاء النيابة العامة الإستئنافية في بيروت بموجب ورقة الطلب المقدّمة الى قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي.