التكريم هو أقل ما نستطيع تقديمه للأمهات، خاصة إذا رافق التكريم الاختصاصُ، فحين قَدمتْ الجمعية الدولية عام 1912 على إقرار يوم 21/3 ليكون ذكرى الاحتفال بكل أم كافحت؛ كشجرة دأبت على إخرج أولادها، ثمارًا طيبًا يانعًا.
وكرمت الدكتورة "نيفين القباج" وزيرة التضامن الاجتماعى، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة التضامن الاجتماعى أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2023 على مستوى محافظات الجمهورية، قبل عيدهن بخمسة أيام..لأنهن مثاليات، وكانت بينهن هويدا فؤاد عبد المنعم، الأم المثالية عن محافظة مطروح.
رحلة كفاح زوجة وأم وجِدة
تقول "هويدا فؤاد عبد المنعم": تزوجت من موظف بسيط يعمل بسنترال، ورُزِقت بثلاث بنات وولد، وعاشت مع زوجها 16 عامًا، وظلت تعمل، حتى مرض الزوج بـ"سرطان في الكبد "، واستمرت رحلة العلاج لمدة عامين كاملين، فكانت ترافقه أثناء السفر من محافظة إلى أخرى ليتلقي العلاج، حتى توفى الزوج في عام 2002، وترك لها أربعة أبناء، (ثلاث بنات، رضيع لا يتعدى عامين).
وكان عمرها في ذلك التوقت 39 عامًا، وكانت تسكن في سكن إدارى..ثم اضطرت لتركه، واستطاعت بناء منزل صغير لها ولأولادها، وكانت تقوم بأعمال البناء بنفسها لتوفير المصاريف للدروس الخصوصية.
التحقت ابنتاها الأكبر، الأولى بكلية التربية والثانية بمعهد تكنولوجيا، أما الابنة الوسطى والابن الأصغر فكانا يدرسان بالأزهر، وكانا متفوقين، ويحفظون القرآن الكريم؛ حتى فازا في مسابقة القرآن الكريم، وكانت الجائزة للأم عمرة.
ساعدت البنات الثلاث حتى تزوجن، وأيضًا وقفت مع الابن الأصغر حتى تخرج، وحصل على بكالوريوس زراعة، ويعمل بالأعمال حرة، وما زال عطاؤها مستمرًا وتضحياتها موفورة مع أسرتها وأحفادها.
الأم عصب المجتمع..وهي مربية الجنود والأبطال والعظماء
قالت هويدا فؤاد عبد المنعم، الأم المثالية لمحافظة مطروح، إنها "سعيدة جدًا بالتكريم، لأن هذه لحظات لن لا تنسى، وفرحتها اليوم أنستها كل شيء، حتى تعقد لسانها وعجز عن الكلام"
وأضاف في تصريحات "لبوابة دار الهلال" أنها "مرت بمواقف صعبة وشدائد كثيرة، لكنها أنضجتها لصالح تربية أولادها"، وقالت على حد تعبيرها: "نضجت لهم، وفرحت بهم، خاصة في هذا اليوم، وأوجه لأبنائي البنات كل التحايا لأنهن سيصرن أمهات عظيمات"
وأكدت ف نصيحة لهم: على أن "يرعوا أولادهن، ويعمروا بيوتهن، فهن أمل كل بيت لكي يصير بيتًا صالحًا، لأنها في الأساس مُربيَّة ومُدرسة رياضيات تحب أن تراعي كل البنات في المَدرسة، وتحرص عليهن كأنهن بناتها"
وأوضحت عن تكريمها في عيد الأم: أن "الأم كل شيء، فهي عصب المجتمع، وأساس بقائه الآمن، وهي مربية الجنود والأبطال والعظماء".