الجمعة 3 مايو 2024

أمثال شعبية (30-1)| عن رمضان: ثلث للمرق وثلث للحلق وثلث للخرق

أمثال شعبية

ثقافة23-3-2023 | 16:39

عبدالله مسعد

تعد الثقافة الشعبية من المداخل الهامة لدراسة الشعوب؛ لأنها تعبر عن الجوانب النفسية والشعورية في حياة المجتمعات، وتعد الأمثال الشعبية أحد أبرز هذه الثقافة، وذلك لأنها تمثل حجر الزاوية في معرفة الشعوب.

والمثل هو تلك الحكمة التي تبرز في كلام مسجوع أو مرسل فيدخل النفس حاملا في طواياه رمزًا إلى نقد أو علاج ناحية من مناحي هذه الحياة المتفرّقة الموزّعة، والحكمة قديمة في هذه الأرض وهي نتاج النفس ووليدة تجربتها وخبرتها في نعماها وبؤساها، وقلّما تخلو أمة أو قبيلة من إرسال الحكمة في أمثال سائرة بينها وقد تتعدّى هذه الأمثال أهلها وقائليها إلى غيرهم من الأمم والشعوب وذلك واضح فالنفوس البشرية مهما تباينت في الرقي والانحطاط فهى تشترك في أغلب منازع الحياة، وقد تعلو هذه الحكمة وترتدي أثوابا من الثقافة والمعرفة وبعد النظر والنفاذ في الأشياء على قدر رقي الأمة ونضوجها.

ونستعرض معا خلال أيام شهر رمضان المعظم مجموعة من تلك الأمثال الشعبية المصرية، والتي تناولت العديد من الموضوعات الحياتية واليومية.

وحديثنا اليوم عن الأمثال التي تدور حول: رمضان

 

- "أصوم.. أصوم.. وأفطر على بصلة"

ابتكر المصرى هذا المثل، ليدل على إن النتيجة ليست على قدر المجهود الذى بذله طوال اليوم من صيام وصبر حتى يستحق أن يفطر على "بصلة "، وليست وجبة دسمة  كما كان يتوقع .

- "بعد العيد ما يتفتل كعك"

ويعنى هذا المثل الشعبى الشهير، أن الشىء الذى لايحدث فى وقته المناسب، لا طعم له، مثلما كان يحدث إذا وقع فى الوقت المناسب.

 

- "ثلث للمرق، وثلث للحلق وثلث للخرق"

ويعنى هذا المثل الشعبى أن شهر رمضان مقسم لثلاث أجزاء، وهى أولها للطعام وثانيها لتحضير الكعك والثالث وأخر جزء لشراء ملابس العيد .

 

- "يخلط شعبان برمضان"

يستخدم هذا المثل الشعبى، للتعبير عن الشخص الذى يخلط الأمور ببعضها، والتى ليس توجد علاقة بينهما، ليهرب من التحدث عن الموضوع الأساسى .

 

-"فراقه عيد"

 يعنى هذا المثل الشعبي، أن بعد إتمام صيام شهر رمضان، والتعب فيه يأتى العيد، وتقال للشخص المتعب الذى فراقه يأتى بفرحة على البعض.

 

ولعل أبرز أمة حظيت بهذا الضرب من الحكمة هى الأمة اليونانية فقد كانت الغالبة على كل ثقافتها وقد خلدت في حكمائها على مر العصور.

والحكمة وحي الروح وسكونها وتجردها من قوارع الهوى ونزوات الشهوات، بل قل هي عدالة النفس وتقواها.

وقد برزت الحكمة مرسلة ساذجة جميلة في الأمة العربية قبل الإسلام وكانت وحي الصحارى وبنت الخيال الساذج الهائم تحت الكواكب في الليل وفي وهج الشمس بالنهار، وكانت تساور نفوس هؤلاء البدو الرحل وتعتلج في صدورهم فأرسلوها في شعر موزون صاف، وفي نتف من النثر البليغ المسجوع آونة والمرسل آونة اخرى.

ثم جاء الإسلام بالحكمة الكبري تترى في آيات بينات يحملها جبريل إلى محمد الذي أخذ يلقنها الناس قوانين لدينهم ودنياهم فارتفعت بالأمة العربية وبلغت بها الأوج في العز والرفاهة والعدل.

وكثر شعراء الحكمة في الاسلام وكتابها وتداول الناس أمثالها السائرة وفاز شعراؤها وكتابها بالخلود وأصبحت في أسمي مراتب الأدب العربي ، وإن المتنبي وأبا العلاء وغيرهما قد سبقوا بشارا ومروان بن أبي حفصة وأضرابهما وهم أشعر منهم وأحل لأن الفريق الأول حكماء والثاني شعراء فقط.

انحدرت الحكمة إلى شمال أفريقيا قاطبة من العرب وغيرهم من الأمم التي نزلت بها فتلقفوها وهضموها وأرسلوها أمثالا في هذا المزيج العجيب من الرطانة التي تتحدث بها هذه البلاد.

وفازت مصر بالنصيب الأوفي من هذه الأمثال التي أخذت تفصلها وتتنوّق فيها فأرسلتها نهاية في العذوبة.

وأصبحت الأمثال المصرية فاكهة الأمم الشرقية لصوابها حينا، ولفكاهتها حيناً آخر، فهام بها الشرق العربي وتقبل هذا الأدب المصري المحلى باللذة والتشوق، والعجيب أن هذه الأمم الشرقية تشترك مع في كثير مصر من أمثالها ولعل مصر هى التي تشترك معها فيها باختلاف بين اللهجات الاقليمية.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa