الخميس 23 مايو 2024

نساء في الإسلام (30- 1)| أم أنس

تعبيرية

ثقافة24-3-2023 | 11:38

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم أنس والدة عمران بن أبى أنس.

وهي والدة عمران بن أبى أنس أخرج الطبرانى من طريق محمد بن إسماعيل الأنصارى عن موسى بن عمران بن أبى أنيس عن جدته أم أنس أنها قالت: "أتيت رسول الله فقلت جعلك الله فى الرفيق الأعلى من الجنة وأنا معك"، فقال: "أقيمى الصلاة، فإنها أفضل الجهاد واهجرى المعاصى، فإنها أفضل الهجرة، وأذكرى الله كثيرا فإنه أحب الأعمال إلى الله".

 

وأخرجه الطبرانى أيضًا من طريق إسحاق بن بسطاس حدثنى مربع عن أم أنس أنها قالت: يارسول الله أوصنى، فقال: اهجرى المعاصى فإنها أفضل الهجرة، وفيه: وأذكرى الله كثيرا، فأنك لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة الله.

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.