رمضان كريم.. بدأ كرمه قبل قدومه.. بأكبر مبادرة إنسانية لتوزيع 6 ملايين كرتونة مواد غذائية علي أهالينا الأكثر احتياجا.. ثم مشهد الرئيس يتناول السحور مع العمال ويقف وسطهم ويسلم عليهم.. وشهدت أولى لياليه افتتاح استثنائي في توقيت استثنائي لا يفعله إلا قائد استثنائي، وهو حدث ينبغى ألا يفوت دون أن نتوقف أمامه بالتأمل سواء في توقيته أو معانيه ورسائله، فقد بدأ في الساعة الثانية واستمر حتى الخامسة والنصف صباح الخميس، الليلة الأولى من ليالي رمضان، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث انطلق شعاع ضوء جديد لخدمة الحضارة الإنسانية والإسلامية بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي مركز مصر الإسلامى الذى يضم مسجد مصر، أضخم مساجد القارة الأفريقية.
تأملت المشهد الذى يدعو للفخر، ففى أول ليالي الصيام يتناول الرئيس السحور مع العمال الذين جاءوا من كل بقاع مصر من شلاتين إلى العريش والسويس والشرقية، وبعد مراسم الافتتاح تخيلت أن الحدث انتهى.. حتى فوجئت بالرئيس يجلس وسط العمال ينتظر معهم شعائر صلاة الفجر فى هذا اليوم المبارك ثم يبدأ تفقد أجنحة المركز ويصل الإبهار قمته وقد اقتربت الساعة من الخامسة صباحا وأنا مشفقة على الرئيس من هذا المجهود الذى يبدأ به صيامه فيأتى الإشفاق منه حين قال في كلمته: «أخذناكم من أسركم ولكن كنا نود أن نشارككم سحور أول ليالي رمضان الكريم».
ولا عجب فالحدث كبير فهذا المسجد حاصل على 3 شهادات دولية في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، الأولى لأكبر منبر في العالم بارتفاع 16 مترا، مصنوع يدويا من أجود أنواع الخشب. وشهادتين للنجفة الرئيسية، أثقل نجفة بالعالم بوزن 50 طنا، وأكبر نجفة بقطر 22 مترا على 4 أدوار. ثم جاء مسك الختام بجولة الرئيس فى دار القرآن الكريم.. ويضم غرفة المقتنيات النبوية الشريفة وممر لقاعات القرآن - 30 إيوان للقرآن الكريم كل ايوان يضم جزء كامل بإجمالي عدد صفحات القرآن 604 صفحة، بالإضافة إلى صفحة دعاء ختم القرآن الكريم.
وهو عمل رفيع المستوى مهما قلت فى وصفه فلن تغنى عن متعة زيارة هذا المكان المبهر، أسعدتني فرحة العمال بوجود الرئيس بينهم فى بداية الساعات الأولى لأول أيام الشهر الكريم وكلمات الرئيس الإنسان «كل سنة وأنتم طيبين ودائما أيامنا تبقى طيبة وجميلة وفيها كرم من ربنا، بشكر الشباب والأيادي الخفية التي تعمل على مدار السنوات الماضية، ربنا يديكم الصحة وتكملوا بفضل الله وبجهودكم العاصمة الإدارية الجديدة.. وكل سنة وأنتم طيبين ورمضان كريم».