الأحد 23 يونيو 2024

أولياء الله الصالحين (3 -30)| جلال الدين السيوطي

مقام جلال الدين السيوطي

ثقافة25-3-2023 | 19:00

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر.

ونستعرض اليوم محطات في رحلة الإمام والشيخ .. جلال الدين السيوطي

هو الإمام عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، ولد في القاهرة 849" هـ ـ 1445 م"- وتوفي ودفن في القاهرة" 911 هـ ـ  "  1505في مدافن باب الوزير بجوار مسجد الجيوشي والقلعة من كبار علماء المسلمين، والده كان من محافظة أسيوط.

 وينتسب للإمام والشيخ الجليل والعارف بالله جلال الدين الأسيوطي، الذي ولد سنة 849هـ  أسيوط لوالده قاضي قضاتها في هذا الوقت وتوفي 911هـ في القاهرة  وحفظ القرآن كاملًا في سن الثامنة، وأتقن في علوم القرآن والتفسير.

 

ابتدأ في طلب العلم سنة 864 ه، 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، وألف في السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني"، وكان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عاما كاملة وأخذ منه أغلب علمه.

عاصر السيوطي (13) سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم.

له كم كبير من المؤلفات العلمية والإسلامية بجانب تفسيره للقرآن مع الإمام المحلى، فألف 73 مؤلفا فى التفسير، 205 مؤلفات فى الحديث، 32 مؤلفا فى مصطلح الحديث، 21 مؤلفًا فى التصوف وأصول الفقه والدين، 20 مؤلفا في اللغة والنحو والتصريف، 66 مؤلفا في البيان والمعانى والبديع.

يقع مسجد جلال الدين في منتصف القيسارية، ويقسهما مسجده بالنصف طولاً وعرضاً وكما يقول الصوفية وسكان المنطقة:"حامي الحمي نعيش في حماه هو حامي الحمي للمنطقة"، والمسجد عبارة عن قبة مرفوعة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وبداخله مقام الشيخ الجليل.

ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقا وانسجاما، وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف يجمع كل الفنون المعمارية والهندسية، يرجع تاريخ بناؤه إلي عام 766 هجرية

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

على الرغم من رغبة الخديوى انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.

هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.