أطلقت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» دعوة جديدة لوقف استخدام حشوات الأسنان، التي تحتوي على عنصر الزئبق، المعروفة باسم «أملغم»، في علاج أسنان الأطفال، وذلك ضمن حملة أطلقتها الشبكة في مختلف الدول العربية، للتخلص التدريجي من هذه المادة، التي تسبب مشاكل صحية خطيرة، خاصةً على الأطفال والنساء الحوامل، الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الزئبق.
وبدأ أطباء الأسنان في استخدام الحشوات الزئبقية «أملغم» قبل نحو 200 سنة، وهو عبارة عن خليط يحتوي على عنصر الزئبق بنسبة 50%، بينما النصف الثاني من عناصر أخرى، ونظراً لأن التعرض للزئبق، حتى الكميات الصغيرة، قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، فقد اعتبرته منظمة الصحة العالمية أحد أكثر 10 مواد كيميائية تؤثر على الصحة العامة الرئيسية.
وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتماد التعديل الخاص بالأطفال في اتفاقية «ميناماتا» الدولية لحماية صحة الإنسان والبيئة من أضرار الزئبق ومركباته، يمثل هذا الأسبوع معلماً تاريخيًا في مسيرة جهود الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» لحماية الأطفال من المخاطر الناجمة عن استخدام حشوات الأسنان الزئبقية، والدعوة للعمل على توفير البدائل الآمنة، وزيادة الوعي العام.
وفي 25 مارس 2022، وافقت أكثر من 100 دولة، بما فيها معظم الدول العربية، على تعديل بنود اتفاقية «ميناماتا»، التي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس 2017، ويتضمن التعديل، الذي من المقرر أن يبدأ تطبيقه في وقت لاحق من العام الجاري، الدعوة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدام الحشوات الزئبقية «الأملغم» في علاج أسنان الأطفال أقل من 15 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات.
وأكد الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، أنه بدخول التعديل الجديد حيز التنفيذ في 28 سبتمبر القادم ، يساعدنا ذلك في حماية الأطفال من التعرض لحشوات الأسنان الزئبقية السامة، بالإضافة إلى حماية البيئة من التلوث بالزئبق، وتحسين صحة الفم، من خلال الحفاظ على بنية الأسنان، التي يتم إزالة أجزاء منها، لتركيب حشوات الأملغم.
وفي إطار جهودها للمساعدة في تطبيق التعديل الجديد في الاتفاقية الدولية، أشار عدلي إلى قيام شبكة «رائد»، بالتعاون مع شركائها في «التحالف العالمي لطب أسنان خال من الزئبق» بمختلف أنحاء العالم، بتنفيذ مجموعة من الأنشطة والمبادرات، منها: إعداد مجموعة أدوات للمعلومات والموارد لمساعدة البلدان العربية في الالتزام بالتعديل الجديد، الاتصال بالمسؤولين الحكوميين في كافة الدول العربية، واللقاء بهم، لتنسيق الجهود في هذا الشأن، العمل على إنهاء استخدام حشوات «الأملغم» الزئبقية لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وتُستخدم حشوات «الأملغم» في كثير من الدول، كما تحتوي العديد من مستحضرات التجميل على كميات كبيرة من الزئبق غير العضوي، إلا أن معظم البلدان بدأت تحظر استخدام هذه المنتجات، لما تشكلها من خطورة على صحة الإنسان، بينما تعارض دول أخرى فرض حظر عالمي على مادة «الأملغم»، بسبب مخاوف من أن يسبب ذلك مشكلة في مجال صحة الأسنان.