الإثنين 29 ابريل 2024

رغم الدماء.. التطرف الفكري أخطر أنواع الإرهاب

1-9-2017 | 18:43


يمثل الفكر الإخواني والسلفي والأيدولوجيا المتبعة داخل تلك التنظيمات خطرًا مقدحًا ليس فقط على مصر بل على المنهج الإسلام الوسطي الذي بات فزاعة تهدد العالم بأثره عقب تحريفه واتخاذه منهجا للتطرف والعنف والإرهاب لانتهاك الحريات وسفك الدماء وسرقة الثروات وترويع الأمنين باسم الدين الإسلامي، وفق معايير ومناهج رسخت لها تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي زاد نشاطها خلال السنوات الأخيرة مع بداية تنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربي تحت شعار ما يعرف بـ«ثورات الربيع العربي».

 

الإخوان والسلفيون اتبعا كل السبل من أجل ترغيب الشباب لاعتناق منهجهم المتطرف مستغلين جميع الظروف السياسية والاجتماعية والنفسية من أجل استخدامهم وقودًا لفكرهم الدموي التخريبي، ونشطت تحركاتهم عقب أحداث الخامس والعشرين من يناير بشكل كبير وفج وسط انتشار الآلاف من الكتب والمؤلفات المتطرفة في الأسواق دون رقابة أو محاذير ويوجد بعضها في الأسواق حتى الآن وتطبع بطرق سرية وتعمل الأجهزة الأمنية على ظبطها وتحريزها، وفق تحقيقات صحفية منشورة خلال العام الجاري.

 

تجنيد الشباب

الأزمة الكبرى تكمن في فكر تلك الجماعات وترسيخ مبدأها الإرهابي في الخارج والداخل وفق منظومة سرية فضلا عن الاستعانة بلجان إلكترونية لاصطياد الشباب من على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل نجحت في تجنيد عدد كبير من أجيال المستقبل الذين صدموا بواقهم المرير وفكرهم الخاطئ القائم على المصلحة الشخصية وليس من أجل إعلاء راية الدين.

 

المفزع في الأمر أن تلك المناهج المتطرفة تسببت في تدمير بعض الشباب كليًا سواء بالاستمرار معهم واتباع منهج العنف والتطرف أو بالانفصال عنهم وهنا تكمن كارثة أكبر، حيث أن أغلب المنشقين عنهم والقافذون من سفينتهم ترك الدين كله وأصبحوا "ملحدين" لا يتعبون أي منهجا دينيًا كرهوا العقيدة بعد أن صدموا بواقع أكثر مرارة قائم على الكذب والخداع.

 

علاقة الإخوان بالإلحاد

وبحسب رويات بعض الملحدين الذين خرجوا من عباءة الإخوان والسلفيين، فأن هؤلاء ينشرون مناهج خطيرة ومدمرة للغاية على مختلف المستويات، فـ«صديق فرج الله» أحد ضحايا تلك التنظيمات والذي انضم لجماعة الإخوان الإرهابية عام 2000 واعتنق منهجهم واتبع سنتهم إلا أن خرج منها دون دينًا نهائيًا ترك ملتهم وملة محمد صل الله عليه وسلم بعد أن صدم بحقيقتهم المميتة فكريًا ونفسيًا.

 

وبحسب حوار صديق فرج الله، الذي انفردت به صحيفة «البوابة نيوز»، فإنه يعتبر حكم الإخوان لمصر، من أسوأ الفترات فى تاريخ الوطن، مؤكدًا أنها كانت سببا فى انتشار الإلحاد فى مصر بصورة مكثفة بعد أن تعرف على المتشددين لحقيقتهم ولفظهم بعد فتاوى هدم الأهرام وتغطية أبو الهول وغيرها، هذا بجانب انتشار القنوات السلفية التى لعبت بأفكارهم، وقال إنه قرأ  العديد من الكتب الإسلامية لكبار المشايخ مثل ابن تيمية، بجانب سماعه لمشايخ على شرائط الكاسيت من بين هولاء الفصائل، ولفت إلى أن قرائته في كتب الفكر المتشدد مثل كتب أبى الأعلى المودودى وسيد قطب وابن تيمية وابن عبدالوهاب، أحدثت له هزة نفسية، وبخاصة بعدما وجد فى التاريخ الإسلامى عنفًا لم يكن يتخيله.

 

تدمير الثوابت الفكرية

الدكتورة أمل جمال سليمان وكيل وزارة الشباب والرياضة ومدير إدارة البرامج الثقافية والتوعوية تؤكد أن خطورة الإرهاب والتشدد لا تكمن فقط فيما ينتج عنه من دماء وتدمير، وترى أن الخطر الأكبر يتمثل في تدمير الثوابت الفكرية والعقلية، وتحجيم العقول الصغير لكبح خيالها وابتكارها، وهذا هو الأمر الأجدر بالانتباه، لأن الفكر يتحكم في نشأ سيشب على قواعد منقوصة ومغلوطة، وتجعل الشباب أكثر سهولة في الانقياد وراء العقول المريض، كما أنها تضع تناقضات قاتلة داخل الشاب أو الفتاة وتجعله هشا من داخله مليئا بالمشكلات النفسية رافضا لواقعه وغير راغب في التجديد أو التغيير.

 

وتؤكد الدكتورة أمل أن الدولة والوزارة تقوم بدور نشط جدا خلال السنوات الماضية لمواجهة هذه الأفكار المتطرفة للحفاظ على شباب مصر وفتياتها من هذا الغزو الفكري البغيض، وذلك بنشر الثقافة والاهتمام بمكتبات الوزارة ومراكز الشباب مع إشراك الشباب في منافسات غنائية وشعرية وفنية مختلفة واستغلال كل المواهب المتاحة لدى النشء، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو شيء إيجابي بدلا من تفريغ هذه الطاقة مع شياطين الفكر المتطرف من أي نوع.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa